علمت ''الحوار'' من مصادر متطابقة بأن هناك مبادرة جديدة في شكل عريضة احتجاجية يعكف نواب من كتلة حمس في غرفتي البرلمان المحسوبون على المعارضة على صياغتها قبيل دورة المجلس الشوري المقررة نهاية الشهر الحالي، وهذا استمرارا في التمرد الذي جهروا به على قيادة الحركة المنبثقة عن المؤتمر الرابع واستكمالا لأشكال التصعيد والضغط والتي أعلنوا عنها لحمل أبوجرة على الجلوس لطاولة التفاوض. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية الثالثة من نوعها التي يقوم بها قرابة الثلاثون نائبا، المحسوبون على جناح مناصرة في كتلة حمس بالمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وستكون حسب أحد النواب القائمين عليها في شكل بيان إعلامي، كما تم خلال المرتين السابقتين لكنه سيكون شديد اللهجة هذه المرة، وينتظر أن يتم طرح خيار إعلان التمرد والتصويت العقابي من جديد على مشاريع القوانين المطروحة خلال هذه الدورة بعدما تم سحبه والتراجع عنه إلى حين، وهو ما سيضع قيادة الحركة في وضع لا تحسد عليه وسيسبب لها إحراجا سياسيا كبيرا مع السلطة ومع شريكيها في التحالف على وجه الخصوص الأفلان والأرندي. كما ينتظر أن يتم الكشف عن هذه المبادرة أياما قبيل دورة المجلس الشوري المقرر عقدها في 29 أكتوبر الجاري، في شكل تصعيد جديد وورقة ضغط رابحة تحركها المعارضة كلما شعرت بتضييق الخناق وتقلص هامش المناورة خاصة داخل المجلس الشوري الذي عرفت تشكليته ''زبرا'' موسعا، مس حوالي 21 عضوا من جماعة مناصرة من رؤساء المكاتب الولائية الذين يتمتعون بالعضوية في المجلس الشوري بحكم الصفة على إثر عملية تجديد الهياكل التي قامت بها قيادة الحركة، وأسفرت عن تضيع المعارضة لأكثر من 20 مكتبا ولائيا كان بحوزتها، والتي تشكل وعاءها الحقيقي على مستوى القواعد. وفي السياق نفسه تكون قيادة الحركة قد تمكنت من بسط سيطرتها على جميع المكاتب الولائية بعد أن وضعت يدها على 21 مكتبا ولائيا متمردا وأدخلته بيت الطاعة، وسحبت بذلك ورقة مهمة من أوراق جماعة مناصرة التي بقيت مكتوفة الأيدي بعد إصرار القيادة على المضي قدما في عملية تجديد الهياكل وإنهاء مشكل المكاتب الولائية المنشقة التي تشكل جيب معارضة حقيقي وقوي على مستوى القواعد خصوصا تلك التي لها ثقل إستيراتيجي في ميزان القوى داخل حمس، بداية بالمكتب الولائي للعاصمة الذي كان يرأسه لخضر رابحي ومكتب بومرداس الذي كان يرأسه نصرالدين سالم شريف وكذا مكاتب الأغواط ووداي سوف وباتنة. وفي الوقت الذي تصر فيه المعارضة على مواصلة القبضة الحديدية إلى آخر رمق مع جماعة أبو جرة، تبقى محاولات الصلح تراوح مكانها بعد فشل كل المبادرات بدءا بالمبادرة التي رعاها الإخوان في العاصمة البريطانية لندن، ثم لجنة الصلح التي أسسها عبد الحميد مداود وبعض النواب وانتهاء بالمبادرة الأخيرة لمصطفى بلمهدي التي برمجت في بيت الراحل نحناح، والتي رفض أبوجرة حضورها أصلا، وتراجعت بذلك خطابات المصالحة لتحل محلها لغة الوعيد والقبضة الحديدية، في انتظار ما يخبؤه أبوجرة وخصومه من صقور المؤسسين.