تزييف للتاريخ في لحظات درامية وأخرى فكاهية

العرض الأولي لمسرحية ''عاش هارب مات بطل''

تابع جمهور المسرح الجهوي بباتنة، سهرة أول أمس، العرض الأول لمسرحية ''عاش هارب مات بطل''، من إنتاج تعاونية البديل للثقافة والفنون، والتي جاءت في قالب ساخر، معبرة في مضمونها عن واقع يسوده النفاق السياسي والإداري والتملق الذي تجسد في شخصية مسؤول الأمن بالبلدية، في علاقته برئيسه. وقد حاول المخرج عز الدين بن عمر، أن ينقل لجمهور المسرح صورة مصغرة عن عمليات تزييف الحقائق التاريخية، من خلال قصة الزوج الذي فرّ من قريته بعد أن فشل في العيش مع زوجته وأطفاله، قبل أن يستقر في منطقة تعيش حربا، لم يكن لديه الخيار في المشاركة الرمزية والجبانة في أطوارها، وتشاء الصدف أن يكون بطلا دون إرادته، فتمت مكافأته بعدة أوسمة، لكن الأخبار سبقت إلى قريته بأنه مات بطلا في المعارك ضد العدو، فأقام رئيس بلديته تمثالا كبيرا يخلده، ودعا المسؤولين إلى حضور حفل تدشين النصب.
لكن فوجئ الجميع بعودة البطل المزيف الذي ظهر في القرية، ليكشف حقيقة جبنه في خوض المعارك، غير أن السلطات المحلية طلبت منه الاختفاء من جديد تحت إغراءات مالية كبيرة، لتتمكن من تدشين نصبه التذكاري بإلقاء كلمات الإشادة بتاريخه البطولي، لكنه أصر على كشف حقيقته، ما دفعهم إلى القضاء عليه حتى لا ينكشف خداعهم.
وقد لقي العرض استحسانا كبيرا من قبل الجمهور الذي تفاعل مع أحداث المسرحية، وتأسف لصور النفاق والخداع وتزييف الحقائق، ولم يمنعه ذلك من الضحك كونها قدمت في قالب فكاهي، وسط ديكور بسيط، ميزه تمثال البطل الذي توسط ساحة العرض بلباسه العسكري ووجهه المزيف.