كشف الدكتور رومان فلوش، في محاضرة بعنوان ''ديران فاريل.. الجزائر في القلب''، بمعهد سيرفانتيس بوهران، أن رجل الأعمال الكتلاني، الذي أُطلق اسمه على أول أنبوب غاز يربط بين الجزائر وإسبانيا، ربط أول اتصال مع مسؤولين جزائريين منذ سنة ,1961 لكن عداوة الجنرال فرانكو وشارل ديغول للمشروع أخّر الاتفاق بين فاريل والجزائر لغاية 1972، وتم تجسيد المشروع الاستثماري الهام لسنة .1992 وهو الأكبر من نوعه، حيث يوفر لإسبانيا قدرة تصل إلى 12 مليار متر مكعب، مرورا بالمغرب. وأكد المحاضر، وهو دكتور في البيولوجيا، وأحد المقربين من مؤسس شركة ''غاز ناتورال''، المتوفى سنة 1999، أن: ''إطلاق اسم ديران فاريل على أنبوب الغاز بين الجزائر وإسبانيا، مرورا بالمغرب، من طرف الرئيس بوتفليقة، سنة 2000، هو اعتراف بفضل الرجل ونضاله من أجل تجسيد هذا المشروع الاستثماري الكبير، الذي دخل حيز التشغيل سنة .''1996 وكشف المتحدث، بحضور زوجة الراحل، بأن تعلق وولع فاريل بالصحراء الجزائرية جعله يوصي بذر بقية رماد عظامه في العرق الكبير بمنطقة تميمون. وأرجع قصة تعلق فاريل بالصحراء واهتمامه بالغاز الجزائري: ''لسنة 1960، عند تأسيسه لشركة ''كاتلاينا للغاز''، لكن اقتناعه بلا عدالة النظام الاستعماري، وبنهايته الحتمية، جعلته يربط اتصالات مع مسؤولي جبهة التحرير الوطني، في إقامته ببرشلونة، من أمثال بلعيد عبد السلام، الوزير في الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الرحمان فارس، وسيد أحمد غزالي وبشير بومعزة''. وبعد الاستقلال، حاول فاريل الاتفاق مع الحكومة الجزائرية، لكن عداوة الجنرال فرانكو لمشاريعه، وضغوطات الجنرال ديغول للاستحواذ على الغاز الجزائري، حالت دون ذلك، ليضطر فاريل، سنة 1965، إلى شراء الغاز الليبي من شركة ''إيسو''، بعد أن رفضت مصانع التكرير الفرنسية شراءه. وتمكن فاريل من عقد اتفاق مع الجزائر سنة 1972، لكن قرار حكومة فرانكو تأميم شركة فاريل حال دون تجسيد محتوى الاتفاق. وأثمرت مجهودات فاريل باتفاق مبرم بين الجزائر وإسبانيا والمغرب سنة 1992، والتحقت به البرتغال سنة 1994، لإنجاز أول أنبوب غاز بين الجزائر وإسبانيا، مرورا بالمغرب. هذا المشروع يمتد طوله ل1620 كلم، منها جزء في الجزائر يقدر ب515 كلم، تشرف عليه مجموعة سوناطراك. وكلف المشروع 3, 2 مليار دولار، وساهمت في إنجازه شركتان دوليتان، هما ''بيكتل'' الأمريكية و''سايبام'' الإيطالية، بقدرة أولية بلغت 6, 8 مليار متر مكعب، وارتفعت إلى 12 مليار متر مكعب.