روراوة يحضّر لتنحية حاليلوزيتش

ألغى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمّد روراوة، الاجتماع الرسمي الذي كان سيجمعه بالمدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش، يوم 5 فيفري المقبل، بالجزائر من أجل التباحث حول إمكانية تمديد البوسني لعقده مع الاتحادية إلى ما بعد مونديال البرازيل من عدمه، كون رئيس الاتحادية اتخذ قرارا نهائيا بعدم التفاوض مع حاليلوزيتش نهائيا حول هذه النقطة.
أحدث رئيس الاتحادية القطيعة رسميا مع المدرّب الوطني الحالي وحيد حاليلوزيتش، بعدما تمادى هذا الأخير في تعمّد مواجهة الاتحادية ورئيسها محمّد روراوة، من خلال عدم التزامه بالقانون الداخلي الذي أملاه عليه الأمين العام ل”الفاف” نذير بوزناد، حين أدلى حاليلوزيتش بتصريحات للإذاعة الوطنية الثالثة دون أخذ موافقة لجنة الإعلام للاتحادية، خاصة وأن المدرّب الوطني حرص على التأكيد بأنه مدرب غير قابل للترويض، ما اعتبره رئيس الاتحادية بمثابة تحدّ لشخصه.
ورغم تأكيد مصدر عليم بأن حاليلوزيتش سيتم تغريمه ماليا، إلا أن مصدرا آخر قريبا كشف ل”الخبر” بأن ”الفاف” لم تغرّم المدرّب الوطني ماليا، حتى وإن كانت قد أعلمته بالقانون الداخلي، كون حاليلوزيتش لم يمض رسميا على هذا القانون، ما يجعله غير مطالب للتقيّد به، طالما أن عقده الذي أرسله إلى ”الفيفا” لا يجبره على دفع غرامات مالية للاتحادية في حال إدلائه بأي تصريحات دون موافقتها.
وحسب مصدر عليم، فإن رئيس الاتحادية الذي أعلن صراحة بأن علاقته ستتغيّر مع حاليلوزيتش مستقبلا وستكتسي ”الطابع الرسمي” الذي تمليه العلاقة بين موظّف ومسؤوله، يحضّر لتنحية المدرّب حاليلوزيتش قبل موعد مباراة منتخب سلوفينيا المقررة يوم 5 مارس المقبل، حيث أسرّ مصدرنا بأن رئيس ”الفاف” باشر اتصالاته من أجل التعاقد مع مدرّب جديد، مشيرا أيضا بأن ثمة ثلاثة أسماء على الأقل مرشّحة لخلافة المدرّب الوطني الحالي، دون أن يكشف عن هوية المدرّبين الثلاثة.
ويدرس رئيس الاتحادية الذي تنقّل، أمس، إلى جنوب إفريقيا، كل جوانب العقد الذي يربط ”الفاف” بالمدرّب الوطني، حيث لم يمانع محمّد روراوة تعويض حاليلوزيتش ماليا نظير الأشهر المتبقية في عقده، كما أن رئيس الاتحادية يحرص كل الحرص على عدم جعل المدرّب حاليلوزيتش ضحية عندما يتم الاستغناء عن خدماته لتفادي ضغط الشارع، وهو ينتظر فقط الاتفاق مع مدرّب جديد حتى يبلّغ حاليلوزيتش بانتهاء مهامه بقرار رسمي وليس برسالة قصيرة عبر الهاتف، مثلما حدث للمدرّب البوسني مع الاتحادية الإيفوارية لكرة القدم.
رئيس ”الفاف” بين نارين وحاليلوزيتش غير قادر على الرحيل بعد مارس
وفي نفس السياق، فإن مصدرنا كشف بأن رئيس الاتحادية محمّد روراوة الذي لم يعد يرغب في بقاء حاليلوزيتش، يوجد بين نارين، فهو يخشى أن يتأثر المنتخب برحيل المدرّب البوسني وينعكس ذلك على نتائجه في المونديال، ثم يحمّله الرأي العام المسؤولية كاملة من جهة، وهو يخشى من جهة ثانية، من تأثير بقاء وحيد حاليلوزيتش سلبيا على نتائج المنتخب الوطني، من منطلق أن الإعلان عن التعاقد مع مدرّب جديد بعد المونديال سيدفع بالمدرّب الوطني إلى عدم العمل بجدية خلال هذه الفترة، حتى ولو أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفا، لأن أي مدرّب يراهن على تحقيق نجاح في منافسة كبيرة من حجم المونديال لتلميع صورته.
وفي كل الحالات، فإن تنحية المدرّب وحيد حاليلوزيتش لن يتم بعد مباراة سلوفينيا، لأن رئيس ”الفاف” سيرفض رحيله بعد موعد الخامس مارس لاقتراب موعد مونديال البرازيل، وأي مدرّب آخر يحتمل أن يخلف حاليلوزيتش لن يكون له الوقت الكافي لتحضير المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، بينما سبق لرئيس الاتحادية أن أسرّ لمقربيه بأن المدرّب الذي سيشرف على ”الخضر” في المونديال هو نفسه الذي سيقود المنتخب في فترة ما بعد المونديال، ما يجعل من رفض روراوة تمديد عقد حاليلوزيتش مؤشّرا قويا وواضحا بأن ”الفاف” ستحرم حاليلوزيتش من الذهاب إلى نهائيات كأس العالم.
روراوة سيبحث عن مدرّب جديد الشهر المقبل
وبعدما أحدث رئيس ”الفاف” القطيعة مع مدرّبه حاليلوزيتش وقرر التعامل معه إداريا، ورفض أيضا الالتقاء به مجدّدا، سيفصل محمّد روراوة في هوية المدرّب الجديد للمنتخب الوطني لما بعد مونديال البرازيل الشهر المقبل، حين يعود من جنوب إفريقيا حيث يحضر فعاليات بطولة أمم إفريقيا للمحليين.
وأكد مصدرنا بأن روراوة لا يمانع تعويض حاليلوزيتش ماليا رغم أنه يسعى، من خلال تغيير طريقة تعامله معه، دفعه إلى رمي الاستقالة أو الموافقة على الطلاق بالتراضي، مضيفا أيضا بأن الاتحادية مستعدة لدفع أضعاف راتب حاليلوزيتش للمدرّب المقبل، خاصة وأن روراوة، يضيف مصدرنا، أخذ موافقة السلطات على تقديم أفضل عرض مالي لمدرّب عالمي، مشيرا أيضا بأن أقل راتب يتقاضاه المدرّبون الكبار شهريا هو 300 ألف أورو، بينما يتقاضى حاليلوزيتش 100 ألف أورو نظير تدريبه للمنتخب الوطني.