دراسة تكشف التّحريض الإعلامي ضدّ المسلمين في أوروبا

نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية

نشرت صحيفة ”الغارديان” البريطانية دراسة توضّح الفارق الكبير بين إدراك النّاس لحجم القضايا التي تمسّهم وحقائق هذه القضايا بالأرقام، مثل نسبة المسلمين في كلّ بلد أوروبي.
وتشير الدراسة، حسب ”الغارديان”، إلى أنّ المبالغات في إدراك النّاس الأوروبيين لخطر مزعوم وهو انتشار الإسلام فيها، تتباين بين بلد وآخر، حيث تصدّرت فرنسا المبالغة في إدراك النّاس فيها لنسبة المسلمين، فيما حلّت اليابان في ذيل القائمة، أي أنّ الفارق بين اعتقاد اليابانيين حول نسبة المسلمين ونسبته من الحقيقة لا يتعدّى 4%. كذلك كان الحال لدى سؤال الأوروبيين عن نسبة المهاجرين في بلدانهم، حيث تصدّرت إيطاليا المبالغات باعتقاد معظم الإيطاليين أنّ نسبة المهاجرين تزيد عن 32%، فيما هي لا تزيد حقيقة عن 7% من السكان. وصنّفت الصحيفة معدّل الجهل بهذه الحقائق حسب انتشارها في كلّ دولة، حيث تصدّرت السويد الدول الأوروبية في دقّة معلومات النّاس عن نسبة المهاجرين والمسلمين، تلتها ألمانيا ثمّ اليابان وإسبانيا، وحلّت بريطانيا في الوسط في المرتبة الخامسة، فيما جاءت إيطاليا والولايات المتحدة في ذيل القائمة على أنّها الأكثر جهلًا بالنسبة الحقيقية للمسلمين والمهاجرين بين السكان فيها.
وتفيد ذات الصحيفة بأنّ خطورة هذه المغالطات تكمن في استجابة السّاسة وصنّاع القرار في تلك الدول إزاء هذا الإدراك الخاطئ للقضايا، فإمّا أن يستجيبوا لعواطف النّاس أو يتّخذوا مواقف عقلانية إزاء مسألة النِّقاب والحجاب وغيرها من القضايا التي تمسّ المهاجرين المسلمين كما حصل مؤخّرًا في أستراليا، حيث أدّى التّحريض الإعلامي إلى دعوات لمنع النّقاب وفرض غرامة ضخمة على أولياء الأمور في حال تبيّن أنّهم أجبروا بناتهم على ارتداء النّقاب.
أمّا المثير، فإنّ صحيفة ”الديلي ميل” اليمينية البريطانية، التي تحرّض ضدّ المهاجرين دومًا، نشرت هذا الاستطلاع مع رسومات توضّح الحقيقة التي تخالفها الصّحيفة في معظم أخبارها الانتقائية ضدّ أيّ أجنبي أو مهاجر أو مسلم.
تجدر الإشارة إلى أنّ استطلاع رأي ل«إيبسوس” يظهر أنّ مخاوف الأوروبيين من اجتياح المهاجرين المسلمين مبالغ فيها، لكن استجابة الساسة لعواطف النّاس بدلًا من الحقائق تؤدّي إلى استفحال المشاكل.