تواجه مصالح الجراحة القلبية للأطفال، سواء التابعة للقطاع العام أو العيادات الحرة المتخصصة، نقصا وندرة حادة في بعض المعدات الطبية الدقيقة والأدوية الحيوية لإنجاح علميات علاج التشوهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة وكذا الأطفال الرضع، إضافة إلى المرضى بكل فئاتهم العمرية، الذين أضحوا يواجهون خطر الموت بسبب تأجيل التدخلات الجراحية العاجلة بسبب تقليص مواد طبية حيوية، خصوصا أن الجزائر تسجل سنويا حوالي 6000 حالة ولادة بأمراض القلب الخلقية المستعصية. دق مختصون في الجراحة القلبية ومسيرو المؤسسات الإستشفائية والعيادات المتخصصة في أمراض وجراحة القلب ناقوس الخطر من استمرار الندرة التي سجلت منذ بداية السنة الجارية 2018، التي تخص بعض التجهيزات والمواد الصيدلانية والأدوية الضرورية لعلاج بعض العاهات القلبية الخلقية التي تتطلب تدخلات جراحية دقيقة وسريعة. وقد أضحت هذه العمليات تتأخر وتلغى بل وتؤجل على حساب حياة المرضى بسبب وضع الكثير من المعدات والمستحضرات وحتى الأوعية والصمامات الاصطناعية والأنابيب الدقيقة في قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، رغم كونها مدرجة ضمن قوائم محلية وطنية للأدوية الأساسية لإنقاذ حية الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية على مستوى القلب. أمام الندرة الحادة التي تضاعفت منذ مارس 2018، أصبح المئات من المرضى تحت خطر الموت بسبب تأخر برمجة عمليات جراحية نتيجة الندرة في المواد المشار إليها، خصوصا الأطفال الذين يولدون بمرض في الصمام الرئوي بعد الولادة بفترة وجيزة، الذين يحتاجون إلى العلاج الفوري بواسطة الصمامات والأنابيب الاصطناعية والمصابين بعيوب القلب الخلقية، مثل رباعية "فالوت" وغيرها من الأمراض والحالات التي تبقى بحاجة لزراعة الدعامات والشبكات في الشرايين الإكليلية أو زرع مجازات ووصلات شريانية ووريدية اصطناعية. ومن بين المعدات المفقودة لدى العيادات والمصالح المتخصصة صمام بيولوجي مصنوع من صمامات البقر أو الخنازير، التي يعتمد عليها في جراحة القلب المفتوح، إضافة إلى الوصلات الشريانية والأنابيب البيولوجية المتصلة بصمام، سواء المستخلصة من بعض الحيوانات أو المصنعة في مخابر عالمية عالية الدقة، ناهيك عن ندرة أدوية جد ضرورية مثل "البروستاغلاندين" المستخدم في مجال التحكم في تجلط الدم عند حدوث النزيف والذي يعرض الأطفال إلى مضاعفات خطيرة، وكذا الأدوية الأخرى المستعملة في وقف النزيف في الأوعية الدموية والتي تعمل أيضا على تحفيز تجلط الدم وانقباض عضلات الأوعية الدموية لتضييق الوعاء وبالتالي منع خسارة المزيد من الدم، وكذا المستحضرات المعتمدة من طرف كبريات العيادات والمصالح المتخصصة في هذا النوع من الجراحة والتي تعتمد أساسا عليها في علاج عضلات الأوعية الدموية والقضاء على ضيق الشرايين ولعلاج الأطفال حديثي الولادة الذين تشخص لهم مشاكل وراثية وخلقية في القلب، فيما أفادت المصادر نفسها بتسجيل نقص حاد وانقطاع غير مسبوق في التزود بأدوية مستخلصة من المغنزيوم لعلاج المضاعفات الصحية لأكثر من 6 حالات مرضية.