في خضم الانسداد السياسي المتواصل في العراق منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر 2021، اقتحم المئات من مناصري رجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مبنى البرلمان وسط العاصمة بغداد رفضا لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء. وأعلن المقتحمون اعتصاما مفتوحا داخل البرلمان. وهذه المرة الثانية خلال أيّام يدخل مناصرو الصدر البرلمان العراقي بعد أن اقتحموا المبنى الأربعاء ورفعوا إشارة النصر والتقطوا الصور. وتحسبا لمظاهرات السبت، شددت السلطات الإجراءات الأمنية، ورفعت حواجز إسمنتية على الطرقات المؤدية إلى المنطقة الخضراء حيث مبنى البرلمان. فيما تسلق المتظاهرون الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبورهم مرددين عبارة "كل الشعب وياك سيد مقتدى". وأكد مصدر أمني أن مؤيدين للصدر هاجموا ليل الجمعة مكاتب محلية في بغداد تابعة لحزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، ومكاتب لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، المنضوي في "الإطار التنسيقي". وقال زعيم تيار الحكمة في مقابلة مع "بي بي سي عربي" الخميس "كنا نتمنى أن ينتظروا لتشكيل الحكومة وثم يقيموا أداءها إن كان جيدا فيعطوها فرصة وإن كان أداؤها شيئا آخر، ليعترضوا عليها". وأضاف الحكيم "التيار الصدري لديه ملاحظة أو إشكالية في أن الإطار يقوم بتشكيل الحكومة. واليوم الإطار هو الكتلة الأكبر وهي مكلفة بتشكيل الحكومة، إن لم يرشح السيد السوداني سيرشح شخصا ثانيا أو ثالثا وقد يكون هناك اعتراضات عليه كذلك". وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في "الإطار التنسيقي" الذي يضم كتلا شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران. واقتحم الآلاف من مناصري التيار الصدري الأربعاء مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء، منددين بترشيح الوزير والمحافظ السابق البالغ من العمر 52 عاما محمد شياع السوداني، المنبثق من الطبقة السياسية التقليدية، لرئاسة الوزراء.