أجرى الرئيس الأوكراني، فيلوديمير زيلينسكي، أمس، زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر أول رحلة خارجية له منذ بداية العملة العسكرية الروسية شهر فيفري الماضي. وتم الإعلان عن الرحلة "المحفوفة بالمخاطر" بشكل مفاجئ من الطرفين، حيث كشفت "بي بي سي" عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها لتامين الرئيس الأوكراني المطلوب الأول لدى القوات الروسية. وحسب ذات المصدر فإنه بعد زيارة خط الجبهة في شرق أوكرانيا يوم الثلاثاء، بدأت رحلة زيلينسكي إلى واشنطن عن طريق رحلة ليلية بالقطار إلى بولندا قبل ركوب طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية، مدعومة بطائرة تجسس تابعة لحلف شمال الأطلسي وطائرة مقاتلة من طراز "أف-15". وبدأت تقارير الزيارة في الانتشار في وقت مبكر من هذا الأسبوع، لكن لم يتم تأكيدها حتى وقت مبكر من صباح الأربعاء، عندما شعر المسؤولون الأمريكيون باليقين من أن الزعيم الأوكراني كان في طريق آمن إلى العاصمة الأمريكية. ووفق "بي بي سي" فإن الزيارة نوقشت قبل أشهر لكن تم إجراء الاستعدادات النهائية بسرعة، وبمجرد تأكيدها تم وضع الخطط النهائية لتنفيذها. ولم يتم الكشف عن أي معلومات رسمية حول الرحلة فالأمن مشدد حول الزيارات الرئاسية حتى في أوقات السلم، ولكن بالنسبة لرئيس في حالة حرب فإن المخاطر أكبر. ومع تهديد الصواريخ الروسية التي تجعل السفر الجوي فوق أوكرانيا محفوفًا بالمخاطر، قام زيلينسكي برحلة سرية بالقطار عبر أوكرانيا إلى بولندا، حيث شوهد في وقت مبكر يوم الأربعاء في محطة للسكك الحديدية في بلدة برزيميسل الحدودية. وأظهرت صور من التلفزيون البولندي مسؤولين أوكرانيين من بينهم زيلينسكي يسير على طول منصة المحطة مع قطار أوكراني أزرق-أصفر في الخلفية. ثم امتطت المجموعة قافلة من السيارات، بما في ذلك "شيفروليه سوبربان" السوداء النموذج المفضل للحكومة الأمريكية. وسافر العديد من القادة والمسؤولين الغربيين بالقطار لزيارة زيلينسكي في كييف، لكن هذه كانت المرة الأولى له في الخارج منذ بدء الحرب الروسية. بعد ذلك بوقت قصير، أظهرت بيانات الرحلة طائرة من طراز Boeing C-40B تابعة للقوات الجوية الأمريكية تقلع من مطار رزيسزو ببولندا، حيث اتجهت باتجاه الشمال الغربي نحو المملكة المتحدة، ولكن قبل أن تدخل المجال الجوي فوق بحر الشمال، قامت طائرة تجسس تابعة لحلف شمال الأطلسي بمسح المنطقة بسبب الشك من تواجد غواصات روسية. ورافقت طائرة مقاتلة أمريكية من طراز أف-15"، أقلعت من قاعدة في إنجلترا، رحلة زيلينسكي في جزء منها. أخيرًا، قرابة الظهر في واشنطن، بعد حوالي 10 ساعات من الإقلاع هبطت الطائرة بالقرب من واشنطن، وعند وصوله حصل على حماية الخدمة السرية كما هو الحال مع جميع رؤساء الدول الزائرين لكن وضع زيلينسكي كزعيم لبلد في حالة حرب مع روسيا جعل مسؤولي الأمن أكثر يقظة. وقال مسؤول كبير لقناة ABC News: "نحن ندرك جيدًا أن لروسيا أصولًا في هذا البلد وقد تحاول القيام بشيء ما". ومرت الزيارة مرت بسلاسة حيث بحلول يوم الخميس كان زيلينسكي قد عاد بالفعل إلى الأراضي الأوروبية، ونشر على "تليغرام" أنه توقف في بولندا للقاء نظيره البولندي. وبحسب ما ورد عبر زيلينسكي الحدود نحو داخل أوكرانيا، لكن مسؤولي الأمن الأمريكيين لم يرتاحوا إلا بعد عودته بأمان إلى كييف.