صفع المدرب الفرنسي غوركيف من تسرعوا في «دفنه» عقب الخسارة المباغتة ضد غانا، وأهَّل مدرب لوريون سابقا الخضر إلى الدور الثاني من «الكان» بغينيا الإستوائية بعدما فشل سابقه وحيد حاليلوزيتش في تخطي هذه العقبة خلال دورة جنوب إفريقيا السابقة، حيث تلقى رفقاء فيغولي هزيمتين ضد تونس والطوغو وعدنا حينها بخفي حنين إلى الديار خائبين. وإذا كانت ثنائية محرز وبن طالب صنعت تأهل الأفناك إلى الدور الثاني من العرس القاري للمرة العاشرة في تاريخ مشاركات الخضر، فإن الروح التي لعبت بها تشكيلتنا ضد منتخب السينغال القوي ذكرتنا بأجواء أم درمان، حيث «جاهد» عنتر يحيى والماجيك برفقة زياني و الآخرين لتأهيل الجزائر إلى العرس العالمي ضد العملاق الفرعوني، فخرجت حينها الملايين تهتف بحياة الشجعان وبكي الشيوخ وتعالت زغاريد النسوة ورقص الأطفال والشباب طويلا صانعين صورا تظل خالدة في الذاكرة. صحيح أن غوركيف سير المباراة بألمعية وذكاء ونجح في فرملة الآلة السنيغالية القوية، والتي لم تكن تتوقع مثل هذه الاستماتة الدفاعية من قبل الكهل بوڤرة وملازمه مجاني، غير أن المدرب الفرنسي يكون قد تفاجأ بتلك الروح القتالية التي سمحت للجزائر بالفوز ضمن معركة بدنية ونفسية تعد من أشرس المعارك الكروية. مباراة أمس إذن كشفت بأن منتخبنا استرجع انتعاشه البدني وعادت إليه تلك الميكانزيمات التي غابت ضد غانا بسبب الأرضية والمناخ، ليبقى الجانب الروحي الذي شاهدناه ضد تشكيلة آلان جيراس عاملا مهما في مثل هذه الدورات، فصورة بن طالب وهو»يحارب» وسفيان يسقط وينهض و مجازفة ماندي في صد كرات خطيرة، والكيلومترات التي ركضها سوداني وتايدر ومحرز، كلها مؤشرات استيقاظ دب تألم لسهم أدركه في غفلة. وعليه، بجدر القول أن الخضر ضمنوا المشاركة في ربع النهائي وحققوا المهم، لكن الحديث عن التتويج باللقب الإفريقي ليس مجرد كلام فقط، وأن مشاركتنا في الدور الثاني من مونديال البرازيل لا تمنح لنا أفضلية عن المنافسين الآخرين ، كون الدورات الإفريقية المغلقة تعد أصعب من كؤوس العالم على حد إجماع كل المحللين.