انطلقت، مؤخرا وبصفة رسمية، عملية إعادة رد الاعتبار للنسيج العمراني القديم بمدينة سكيكدة، التي ستمس في مرحلتها الأولى، نهج ديدوش مراد المعروف بشارع الأقواس، حيث تحولت بعض الأجزاء التي انطلقت فيها عملية الترميمات الكبرى، إلى ورشة حقيقية لقيت استحسان مواطني عاصمة عشرين أوت، وفي مقدمتهم السكان الذين تضررت مساكنهم. وقد أُسندت الدراسات المدمجة لترميم البنايات القديمة المتواجدة بمدينة سكيكدة، للمجمع الجزائري الإسباني (أكو يدوس وهيئة المركز الوطني للمراقبة التقنية للشرق) بالتراضي البسيط من قبل الحكومة الجزائرية، التي تراهن على إنجاحه، خاصة أنه سيعيد الاعتبار لأقدم مدينة بالجزائر، حيث رُصد له غلاف مالي إجمالي يقدَّر ب1.5. مليار دج. وستمس العملية، كمرحلة أولى، 604 مساكن إضافة إلى 508 محلات تجارية، كلها تقع بشارع الأقواس، وذلك من أصل ثلاثة آلاف سكن قديم، موزعة على سكنات الشارع الرئيس ديدوش مراد، والحي النابوليتاني العتيق، إلى جانب سكنات الأحياء القديمة الواقعة في زقاق العرب والسويقة والتي يعود أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية الأولى ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث توجد على طول شارع الأقواس مائتان وأربع بنايات كلها تستدعي إعادة التهيئة والتأهيل من أجل الحفاظ على التراث المعماري القديم الذي تتميز به سكيكدة، وذلك بالاعتماد على الخبرة الدولية الفرنسية والإسبانية والإيطالية باستعمال، لأول مرة، التكنولوجيات الحديثة المعتمَدة أساسا في عمليات إعادة تأهيل البنايات المهددة بالانهيار. وتأتي هذه العملية بعد العرض الخاص الذي سبق أن قدّمه منذ أشهر، وزير السكن والعمران خلال اجتماع بالعاصمة، وتحت إشراف رئيس الحكومة، خُصص لإعادة تهيئة المباني القديمة بسكيكدة، لوضع حل عاجل ونهائي لمشكل المباني العتيقة بعاصمة الولاية.
