دور الجزائر في نشر الإسلام محور محاضرة

أكد السفير الأسبق السيد صالح بن قبي "أنّ الجزائر كان لها دور في نشر الإسلام في قارة إفريقيا عن طريق بعض القبائل ذات الأصل الجزائري وبعض الطرق الصوفية"· موضحا في محاضرة حول "دور الجزائر في نشر الإسلام في إفريقيا"، ألقاها بمقر المجلس الإسلامي الأعلى بحضور عدة شخصيات تاريخية ورجال فكر جزائريين، أنّ "بعض القبائل من أهل صنهاجة والطرق الصوفية التي تمركز جلّها في الجزائر ومنها من انطلقت منها مثل الطريقة القادرية والتجانية والسنوسية
كان لها الدور الكبير في نقل الإسلام إلى بلدان القارة السمراء بدءا بالسينغال ونيجيريا وزنجيبار والموزنبيق وغيرها··"·· وأضاف المحاضر أنّ "هذه الطرق الصوفية عملت على إصلاح تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في بعض الدول الإفريقية"· معرّجا على فترة إسلام المماليك في القارة السمراء، التي قال أنّها " تميّزت باحتكار سادة الأقوام وملوكهم وقادتهم الدين مثلما كان سائدا في الأديان الوثنية، كما كانوا يطبقون تعاليمه بتسامح كبير ودون التدقيق فيه"·
واعتبر السيد بن قبي أنّ الطرق الصوفية لقيت رواجا في القارة الإفريقية، لأن هيكلة المجتمعات فيها كانت قائمة على القبيلة والعرق، والإسلام كان يدعو إلى القيام بالشعائر الدينية بطريقة جماعية، "وهذا ما جعلها موحدة ضد العدو"· وأكّد السفير الأسبق الذي يعد كتابا عن تاريخ انتشار الإسلام في إفريقيا، أنّ "الإسلام احتك بإفريقيا قبل أن يشرع في الفتوحات، بحيث كانت أولى هجرات المسلمين في عهد النبي محمد (ص) إلى الحبشة، ليحافظوا على أنفسهم ولقوا فيها كرم الضيافة"· وبعدها تحدث المحاضر عن الفتوحات التي قادها المسلمون نحو إفريقيا، بحيث بدأت انطلاقا من مصر والمغرب والنيل والشواطئ الشرقية للقارة السمراء· مشيرا في معرض حديثه إلى "الأبطال الذين ميّزوا فترة الفتوحات ومؤسسي أكبر الدول الإسلامية في العهود الأولى بالإسلام في إفريقيا"·
ولم يستثن السيد بن قبي طرقا أخرى كان لها يد في نشر الإسلام في إفريقيا، أهمّها نقله بواسطة الجزائريين الذين نفاهم الاحتلال إلى مناطق نائية من القارة، مما اضطرهم للزواج هناك والتكاثر ونقل تعاليم الدين الحنيف· كما تطرق صاحب المحاضرة إلى "تعمد الاحتلال إبعاد المسلمين الأفارقة عن التعليم ووسائله وعن مناصب القيادة"، إلاّ أنّ الحركة الإصلاحية في المشرق وفي الجزائر، ساهمت على حفظ الهوية الإسلامية للأفارقة، كما أكد السيد بن قبي في محاضرته، التي ختمها بإبراز دور الجزائر الريادي في مناصرة القضايا الإفريقية والعربية، وفي التقريب بين العالم العربي والقارة السمراء· (و·أ·ج )