عاش مدخل ميناء وهران الخميس الماضي، على وقع طوابير من المواطنين والعائلات التي قدمت من مختلف مناطق الولاية وحتى من بعض الولايات المجاورة، قصد الاستمتاع بالرحالات البحرية التي تنظمها الشركة الوطنية للنقل البحري في إطار مشروع النقل الحضري بواسطة سفينتي النقل اللتين دخلتا الخدمة بعد الإعلان الرسمي عن افتتاح الخط. حسب عدد كبير من المواطنين الذين كانوا بصدد ركوب السفينة، فإنّ الأمور لم تكن مفهومة خاصة وأنّ طوابير الانتظار كانت متراصة منذ الساعات الأولى من الصباح أمام بوابة المسمكة المخصّصة لدخول المسافرين عبر الرحلات البحرية الحضرية. وأكّد أحد المواطنين بأنّه تفاجأ برفض دخوله حيث أكّد له الأعوان أنّ الرحلات لم تنطلق بعد، فيما ذكر مواطنون آخرون أنّهم بقوا في الانتظار لساعتين دون تمكّنهم من الدخول. وتنقلت «المساء» إلى مدخل الميناء في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث كانت السفينتان لا تزالان بالميناء دون حركة، فيما غاب المسافرون من أمام المدخل، وذلك في الوقت الذي كشف فيه أحد الأعوان إلغاء الرحلات بسبب التقلّبات الجوية، فيما علمنا أنه قد تمّ فعليا تنظيم رحلات لصالح المسافرين الذين تنقلوا عبر السفينتين وعادوا. بالمقابل، كشف المدير العام لميناء وهران في اتصال هاتفي ب»المساء» أنّ الرحلات التي كانت مبرمجة لليوم الأوّل من إطلاق الخط لم تتم كلّها، حيث تمّ تنظيم 3 رحلات فقط، 2 منها وصلت للمحطة النهائية، والرحلة الثالثة لم تتمكّن من الرسو بسبب الأمواج، وعدم قدرة السفينة على الوصول إلى منطقة الرسو، حيث عادت أدراجها إلى الميناء دون ذكر المزيد من التفاصيل، وذلك من أصل 8 رحلات مبرمجة يوميا والتي تقل 330 شخصا في كلّ رحلة. وحاولت «المساء» أوّل أمس، البحث عن صور خاصة لأوّل رحلة لنقل الزبائن عبر «الفايسبوك»، لكن لم تجد أيّ صورة للرحلات أو للمواطنين سافروا عبر الخط البحري الجديد، ما عدا صورة وحيدة لسفينة راسية بالمحطة النهائية ببلدية عين الترك دون وجود زبائن، وذلك وسط تساؤلات حول خلفيات التعتيم حول مشروع النقل البحري الحضري. يذكر أنّ مشروع خط النقل البحري بين ميناء وهران وبلدية عين الترك، الذي دشّنه المدير المركزي للنقل البحري والموانئ بوزارة النقل، إلى جانب عدد من مسؤولي الوزارة والسلطات المحلية، عرف مشاكل كبيرة، حيث لم تتمكّن السفينة التي كانت تقل الوفد الرسمي من الرسو بالمحطة النهائية بشاطئ الكثبان، وعلّل المسؤولون ذلك بقوة الرياح والأمواج، غير أنّ الحقيقة تشير إلى أنّ المشروع لم يتم الانتهاء منه نهائيا حيث سلم دون إنجاز كاسرات الأمواج، التي تسهّل عملية رسو السفينة في أمان، وقد كلّف المشروع 170 مليار سنتيم ودام إنجازه سنتين.