إرادة الشباب تتغلب على نقص الإمكانيات وتجاهل المسؤولين

سكان «الصنوبر» يحسنون محيطهم

بادر سكان حي الصنوبر بقسنطينة، إلى إصلاح بعض المشاكل داخل حيهم السكني، دون انتظار تدخل السلطات المحلية، حيث ارتأى شباب الحي القيام ببعض الإصلاحات في ظل التهميش الذي يعرفه هذا الحي الذي لا يبعد سوى ب3 كلم عن وسط المدينة، متحدّين كل الصعوبات والعراقيل وتجاهل المسؤولين.
قام الشباب ببناء مكان لوضع القمامة من مالهم الخاص، في عملية تطوعية، بعيدا عن النفايات السكنية، بعدما لاحظوا انتشارا كبيرا للأوساخ والنفايات المنزلية في أماكن مختلفة، في ظل عدم تخصيص مكان لها داخل الحي.
لم تنته مبادرة شباب الحي عند هذا الحد، بل قاموا بإصلاح الإنارة العمومية المعطلة منذ سنوات، بعدما لاحظوا أن عددا من المصلين، خاصة الشيوخ، يجدون صعوبات في التوجه إلى المسجد خلال الفترة الليلية أو عند صلاة الصبح، حيث قاموا باستعادة بعض الأعمدة الكهربائية التي كانت مرمية على الطريق، ووضعها في الأماكن التي تكثر بها حركة المرور ويقصدها بكثرة الراجلون، مطالبين في نفس الوقت بتدخل البلدية من أجل وضع حد للكلاب المتشردة التي باتت تتزايد من وقت لآخر.
كما قام الشباب بإعداد لافتات لمنع أشخاص غرباء عن الحي، برمي الردوم والنفايات المنزلية التي شوهت المنظر العام، بعدما تم تحويل جزء من الحي إلى مكان لرمي النفايات، خاصة في الفترة الليلية، حيث تكثر عمليات الرمي العشوائي من طرف أصحاب الشاحنات والسيارات، في غفلة من مصالح الأمن التي تحارب هذه الظاهرة التي تسيئ للبيئة.
جمع شباب هذا الحي عددا من الإطارات المطاطية التي تم رميها بطريقة عشوائية وحولوها إلى ديكور من أجل تزيين حيهم، بعدما وضعوها على حواف الطريق، كما جعلوها مكانا لزرع بعض النباتات وأشجار الزينة، وطلبوا من مديرية الغابات مساعدتهم على غرس الأشجار وزيادة المساحة الخضراء.
كما طالب الشباب من مديرية الشباب والرياضة بالوفاء بوعدها الذي تحدثت عنه مسبقا، وهو مشروع ملعب جواري كان من المقرر إنجازه داخل الحي، في ظل وجود مساحة لعب غير مستغلة يمكن تحويلها إلى مساحات لعب لفائدة شباب الحي وحتى الأحياء المجاورة. كما حاولوا التقرب من مديرية الأشغال العمومية، للحصول على بعض المواد التي يتم رميها أثناء إعادة أشغال الطرق، وعلى رأسها الزفت، مؤكدين أنهم يستطيعون رسكلة هذه المواد وتعبيد طرق الحي بها، في ظل الوضعية المزرية التي تعرفها، حيث لم تعبّد منذ سنوات عديدة، رغم تعرضها للتخريب والتشويه الذي طالها من طرف أشخاص أو مؤسسات قامت بوضع مختلف الشبكات الأرضية دون إعادة الاعتبار لهذه الطرق.
يأمل سكان حي الصنوبر أن تلتفت إليهم الجهات المسؤولة، في ظل المشروع الذي أطلقه والي قسنطينة مؤخرا، باستحداث لجنة تقنية مهمتها تحسين الوجه الجمالي لمختلف الأحياء عبر المدينة، وهي العملية التي رصد لها مبلغ 60 مليار سنتيم.
❊ زبير.ز