أكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أول أمس، أن دائرته الوزارية تقدمت في مسار المفاوضات مع بعض الشركات الأجنبية، من أجل استغلال الذهب بالجنوب الجزائري، متعهدا في سياق متصل، بالتكفل بالشباب المنقبين عن هذا المعدن بالطرق التقليدية. وتوقع يوسفي في إطار رده على أسئلة نواب الشعب خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني، ارتفاع معدلات الإنتاج لمناجم الذهب بالجنوب مستقبلا بفضل برامج التعاون مع الشركات الأجنبية، مشيرا إلى أن من ضمن التدابير التي تنوي وزارة الصناعة والمناجم القيام بها، التكفل الأمثل بالمنجم الوحيد للذهب بمنطقة «أمسماسا بدائرة تين زاواتين بولاية تمنراسنت، والذي تراجع مستوى إنتاجه في السنوات الأخيرة إلى أقل من 10 كيلوغرام في الشهر، لا تسمح، حسبه، حتى بتغطية تكاليف الإنتاج، مضيفا أن هذه الوضعية أدت إلى تسريح العمال وفتح الباب أمام الاستغلال العشوائي والاستغلال السطحي للمنجم من قبل الشريك الأجنبي، ما كلف الدولة مبالغ طائلة. كما أشار الوزير إلى أن من ضمن التدابير التي تعتزم الوزارة التكفل بها، تكوين الشباب الذين يقومون حاليا بالبحث عن الذهب بطرق تقليدية، وتنظيم نشاطهم. وذكّر يوسفي بالمسار الذي عرفه نشاط تطوير واستغلال مناجم الذهب بمنطقتي تيراك وأمسماسا، حيث قامت الشركة الوطنية «إينور» لوحدها، بأشغال التطوير والتحضير لعملية الاستغلال، ليتم بعد ذلك فتح مجال الشراكة أمام مؤسسة أجنبية، غير أن هذه الأخيرة، حسبه، لجأت إلى الاستغلال السطحي للمعدن «بعيدا عن إعداد مخطط تطوير واستغلال بطريقة صناعية وبكيفية مستدامة، مما حال دون استغلال مكامن الذهب بطريقة ناجعة». واعتبر الوزير طريقة الاستغلال الخاطئة لهذا المورد دفعت الدولة إلى القيام بمسح ديون المؤسسة الوطنية لاستغلال مناجم الذهب، ومنحها قرضا بقيمة 3 ملايير دينار لتدارك نتائج تعطيل عملية الاستغلال؛ سواء بالطريقة الباطنية أو السطحية، فضلا عن مراجعة مخطط التطوير والاستغلال؛ بهدف بعث نشاط هذه المؤسسة والرفع من مستوى إنتاج الذهب. في سياق متصل، أكد ممثل الحكومة أن الوزارة حريصة على تقديم يد العون للناشطين في مجال التنقيب التقليدي عن الذهب، من خلال مرافقة شباب الجنوب في هذا المجال، في استغلال الذهب، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن «استخراج ومعالجة الذهب بطرق تقليدية يتطلب هو الآخر، قدرا كافيا من الكفاءة والخبرة والتحكم في التقنية». وأضاف أن دائرته الوزارية «تدرس حاليا مجال ترقية استغلال معدن الذهب بطرق تقليدية من جميع الجوانب، وذلك بالتشاور مع كل الأطراف؛ بهدف دعم الشباب الذين يشتغلون في هذا النشاط، وتكوينهم وتسهيل الأمور لهم في عدة مناطق بالجنوب». وحول وضعية المواقع الأخرى لاستخراج الذهب بولاية تمنراست، أوضح يوسفي أن تطوير النشاط يحتاج إلى توفير المياه، مشيرا إلى أن وزارته تعمل حاليا على دراسة هذا الإشكال لإيجاد حلول لكافة العراقيل التي تعترض ترقية النشاط. السلطات العمومية تتابع إنجاز 50 منطقة صناعية وردّا على سؤال آخر يرتبط بآجال إنجاز منطقة صناعية بولاية قالمة، أكد السيد يوسفي أن السلطات العمومية تعكف حاليا على إنجاز 50 منطقة صناعية مسجلة في البرنامج الخماسي، منها 43 منطقة تتم متابعة أشغال تهيئتها من قبل الولاة، بعد مصادقة المجلس الوطني للاستثمار على لائحة تخوّل لهم صلاحية متابعة الإنجاز.