في أول خطوة لتطبيق سياستها الجديدة المتعلقة بالمشاركة الجزائرية في المعارض الخارجية أعلنت وزارة التجارة، عن برنامج على مدى سنتين يغطي 2019 و2020، ويتضمن هذا البرنامج المشاركة في 53 تظاهرة اقتصادية منها 25 في إفريقيا، تغطي قطاعات عديدة أهمها الصناعات الغذائية، وتم إقرار هذا النظام الجديد ضمن "إصلاحات جذرية" برزت خصوصا في إعادة هيكلة لجنة تنظيم المعارض بداية من جويلية الماضي. وتحدث وزير التجارة سعيد جلاب، أول أمس، خلال إشرافه على افتتاح ملتقى حول ترقية الصادرات خارج المحروقات عن هذه الإصلاحات التي اتخذت لتثمين المشاركة الجزائرية في التظاهرات التجارية خارج الوطن، والتي وإن كانت تنظم منذ سنوات إلا أن أهدافها وأسلوب تنظيمها تم إعادة النّظر فيه، ضمن مسعى الحكومة لإعطاء دفع أكبر للعمليات التصديرية. وظهرت أولى ثمار هذه السياسة كما أشار إليه الوزير فيما وصفه ب«النقلة النوعية" التي ظهرت خصوصا في الارتفاع المحسوس في عدد المؤسسات المشاركة في المعارض الخارجية، والتي سجلت نسبة نمو ب124 بالمائة، مع ملاحظة اهتمام كبير بالمنطقتين العربية والإفريقية بنسبة 34 بالمائة و29 بالمائة على التوالي، ثم أوروبا بنسبة 28 بالمائة. والأهم أن النتائج لم تقتصر على ارتفاع المشاركة ولكن برزت كذلك في عدد العقود والاتفاقيات التي تم إبرامها بين رجال الأعمال في مختلف المعارض خلال السنة الجارية، ويتعلق الأمر ب9 اتفاقيات في واشنطن و4 ببلجيكا وأكثر من 25 اتفاقية بموريتانيا مازالت اتفاقيات أخرى قيد التفاوض بين الطرفين إضافة إلى اتفاقية واحدة بقطر و12 اتفاقية بالغابون و5 اتفاقيات في مصر. وبين 2016 و2018 شاركت الجزائر في 60 تظاهرة اقتصادية ومعرض تجاري بالخارج، واحتلت إفريقيا حيزا هاما من هذه المشاركة، حيث مست 11 بلدا بالقارة السمراء تلتها أوروبا ب8 بلدان ثم آسيا ب6 بلدان و5 بلدان عربية و3 بلدان بأمريكا اللاتينية. وبخصوص نوعية التظاهرات التي جلبت إليها أكبر عدد من المؤسسات فإن الأرقام التي نشرتها الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية، تشير إلى الاهتمام البارز ب«المعارض المتخصصة" التي عرفت مشاركة 65 مؤسسة، فيما بلغ عدد المؤسسات المشاركة في باقي التظاهرات بين 15 و25 فقط، وأغلبها يمثل القطاع الخاص بنسبة 86 بالمائة مقابل 14 بالمائة من القطاع العمومي. لكن رغم هذه المشاركة النسبية للقطاع العمومي، فإن أرقام "ألجيكس" تشير إلى أن مشاركة المؤسسات العمومية في مختلف المعارض والصالونات بالخارج ارتفع بنسبة 570 بالمائة بين سنتي 2017 و2018، فيما بلغت النسبة 93.71 بالمائة بالنسبة للقطاع الخاص، وأرجع هذا الارتفاع إلى العدد الهام من المؤسسات العمومية التي شاركت في "المعارض المتخصصة"، مقابل مشاركة ضعيفة في الصالونات المتخصصة والمعارض الدولية العامة. أما فيما يتعلق بمساحات العرض خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فقد بلغت 25775 مترا مربعا منها 54 بالمائة تمثل مساحة العرض في 2018 وحدها، وارتفعت مساحة العرض بين 2017 و2018 ب136 بالمائة. وأظهرت الإحصائيات أن قطاع الصناعات الغذائية احتل المرتبة الأولى من حيث عدد المؤسسات المشاركة بنسبة 63 بالمائة، بعيدا عن قطاع البناء والأشغال العمومية الذي سجل نسبة 23 بالمائة، والخدمات والصناعات التقليدية ب14 بالمائة. ومازالت منطقتا إفريقيا وأوروبا الأكثر استقطابا للمؤسسات الجزائرية، فيما تعد المشاركة في المعارض المقامة بالدول الأمريكية والآسيوية ضعيفة، ومرد ذلك ثلاثة أسباب هي البعد الجغرافي وتكلفة اللوجستيك المرتفعة، وكذا غياب أسواق للمنتجات الجزائرية، حسبما أوضحته وكالة التجارة الخارجية. وفي برنامج 2019 و2020، تقررت مشاركة الجزائر في 9 معارض دولية عامة بكل من الخرطوم بالسودان، وباريس ومرسيليا بفرنسا وهانوي بفيتنام ودمشق بسوريا، إضافة إلى هافانا بكوبا والكويت ولومي بالطوغو وداكار بالسنغال، فضلا عن المعرض التجاري الإفريقي الذي سينظم نهاية 2020. وبخصوص الصالونات المتخصصة فإن البرنامج يتضمن المشاركة في أكبر الصالونات الخاصة بالصناعات الغذائية ولاسيما "فروي لوجيستيكا" ببرلين، و«أونوغا" في كولونيا بألمانيا، و«غولف فود" بدبي و«فوديكس" باليابان، إضافة إلى "اليمونتاريا" ببرشلونة و«وورلد فود" في إسطنبول وموسكو و«فودكس" بجدة، وكذا صالون الفلاحة وصالون "سيال" بباريس و«بيغ أفريكا" للصناعات الغذائية والفلاحة بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا. وتمت برمجة مشاركة الجزائر كذلك في صالونات عالمية مختصة في السكن ومواد البناء بكل من لبنان وفرنسا وقطر، إضافة إلى الصالون الدولي للمناولة "ميداست" بباريس وليون، وكذا الصالون الدولي للتكنولوجيا بباريس، والصالون الدولي للإعلام الآلي والاتصالات بدبي والصالون الدولي للتجهيزات الإلكترونية والإلكترومنزلية بجوهانسبورغ. كما ستتم المشاركة في الصالون الدولي للصناعة الصيدلانية لإفريقيا والشرق الأوسط في القاهرة، والصالون الدولي للتقنيات والتجهيزات والخدمات والمنتجات الطبية والشبه طبية "عمان للصحة" بمسقط. وبخصوص المعارض المتخصصة فإن برنامج 2019-2020 تضمن المشاركة في نفس التظاهرات وأغلبها سيقام بالقارة الإفريقية بمعدل 7 معارض سنويا بكل من النيجر وبوركينافاسو والكامرون ونيجيريا ومالي وكوت ديفوار وموريتانيا، إضافة إلى السعودية وأندونيسيا وقطر بآسيا، والدانمرك وبولونيا في أوروبا وأخيرا الولاياتالمتحدةالأمريكية.
