أحصت الجهات المحلية بعنابة، إزالتها وتهديمها لأكثر من 4200 سكن هش وبناء فوضوي إلى جانب تهديم 700 كشك ومحل فوضوي خلال السنة الجارية. واعتبرت المصالح الولائية هذا البرنامج الذي يتمحور حول تهديم كلّ البناءات الهشّة بعد ترحيل العائلات مباشرة، "ناجحا" مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كانت مصالح البلديات تجد صعوبة في إزالة السكن الهش بسبب احتجاج المواطنين وكذا الذين يستحوذون على البيوت القصديرية لإعادة البزنسة بها وتأجيرها أو بيعها. ذكرت نفس المصالح أنّ المشكل كان مطروحا منذ 28 سنة، وتحوّل إلى هاجس يؤرق المسؤولين، ناهيك عن انهيار هذه السكنات التي تسبّبت في مقتل أفراد بعض العائلات مثلما حدث في المدينة القديمة "بلاص دارم" التي تعاني هي الأخرى من هشاشة السكنات وعدم صلاحيتها بعد تصدع الجدران وسقوط الأسقف. وللحد من هذه الظاهرة، وضعت مختلف مصالح الولاية برنامجا لترحيل العائلات إلى سكنات لائقة مقابل تهديم السكن القديم، وهو ما ساهم في إنجاح إزالة أكثر من 4200 سكن غير لائق موزّعة بعنابة وسط، في انتظار تقديم إحصائيات البلديات الأخرى التي استفادت من السكن الاجتماعي الإيجاري على غرار البوني، الحجار، برحال والتريعات. وفي سياق متصل، استحسن ديوان "الاكرافا" ومصالح بلدية عنابة مبادرة حماية عنابة القديمة "بلاص دارم" من الانهيار، وتمّ وضع بناياتها منذ 7 أشهر بعين الاعتبار للحفاظ على عمرانها وإعادة تهيئتها من دون المساس بجمالها والهندسة المعمارية التي توجد عليها، على اعتبار أنّها تعود للحقبة العثمانية، ومن أجل الحفاظ على هذا الإرث، تعمل الجهات المحلية جاهدة لحماية وسط المدينة على وجه الخصوص من الانهيار، بعد ترحيل أكثر من ثلاثة آلاف عائلة إلى سكنات جديدة، موزّعة على مستوى منطقة الكاليتوسة وبوخضرة 3، بوقنطاس، بوزعرورة وكذلك القطب الحضري المندمج ذراع الريش. من جهة أخرى، تحصي المصالح الولائية بعنابة نحو ألفي مبنى سيعرض بداية سنة 2019 على مكاتب متخصّصة لدراسة وضعيتها، ومن ثم تصنيفها ضمن الملفات التي ستستفيد من عملية الترميم، علما أنّ هناك 15 مبنى آخر موزع على مستوى أحياء برمة الغاز وجبانة اليهود ولاكلون تنتظر التهيئة منذ سنوات، فيما بدأت الجهات المعنية في التعديل الجزئي لمخطط شغل الأراضي والذي يشمل عدة بلديات منها عنابة، عين الباردة برحال والبوني.
