* email * facebook * twitter * linkedin يشهد يومَ الجمعة المقبل الموافق ل 26 جوان الجاري، فندق "دروت" بباريس، تنظيم مزاد علني لبيع اللوحة الأصلية "الفتيات ينظرن إلى بعيد" للرسام العالمي إيتيان نصر الدين دينيه، الذي رسمها في المدينة التي أحبها وعاش وأسلم ودُفن فيها؛ بوسعادة. أمام هذا الظرف تساءل بعض الجزائريين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عن كيفية وأوان خروج هذه الرائعة العالمية من حدود التراب الجزائري، وبالضبط من متحف بوسعادة الذي يحمل اسم الفنان الفرنسي رحمه الله، وهي التي كانت من محتوياته، لتسافر إلى الضفة الأخرى وتباع هناك بدم بارد. ويضم متحف بوسعادة العديد من اللوحات الأصلية للفنان ديني، وكل قاعات العرض بها أجهزة كاميرا مراقبة، لتأمينها من أي عملية تخريب أو سرقة. كما مُنع لمسها أو تصويرها، علما أن اللوحات غير الأصلية هي ما يُعرض للجمهور في الطابق السفلي. ويقع المتحف بحي الموامين وسط مدينة بوسعادة. وتم افتتاحه عام 1993، واسترجاع 12 لوحة أصلية للفنان، بعضها يعود إلى القرن 19. وبالمتحف أيضا ورشة للرسم والفن التشكيلي ومكتبتان وقاعة عرض. ومازالت بصمة الرسام والكاتب ألفونس إيتيان (نصر الدين) ديني (1861- 1929)، راسخة، تطبع مناظر مدينة بوسعادة، التي تبقى مدينة له بالشهرة التي اكتسبتها. وبوسعادة التي كان يُفترض أن تكون مجرد محطة على غرار المحطات الأخرى، قرر هذا الفنان الرسام اعتناق الإسلام فيها سنة 1913، واختار اسم نصر الدين. ويسكن ديني نفوس سكان بوسعادة الذين يشعرون بفخر كبير لانتمائه إليهم، ويرددون مقولته الشهيرة: "إذا كانت الجنة في السماء فهي فوق بوسعادة. وإذا كانت فوق الأرض فهي بوسعادة". وتألق ديني في ترجمة السحر المذهل لهذه المنطقة على لوحاته، ورسم يوميات سكانها، راويا قصصهم العاطفية وقهقهاتهم. ومن بين أعماله التي تمزج بين الحقيقة والخيال "منظر من المسيلة"، و"عبيد الحب وضوء العيون"، و"المرآة المنسية"، و"الفتيات العربيات" وغيرها. بعض أعمال الفنان معروضة في المتحف الوطني "إيتيان ديني" ببوسعادة، وأخرى بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، وقد توجد أعمال أخرى بفرنسا. وأعمال ديني هي الأكثر إعادة، وتُعد بالنسبة لأغلب الرسامين التشكيليين، مصدر إلهام.