ثمّن محمد سعد عمر المحروق، وزير مفوض بسفارة ليبيا بالجزائر أمس، جهود الجزائر الرامية لإيجاد مخرج للأزمة الليبية والتي أبقت هذا البلد الجار يتخبط في حالة من الفوضى واللااستقرار لقرابة عشرية كاملة من الزمن. وقال المسؤول الليبي، في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش ندوة تاريخية نظمتها جمعية "مشعل الشهيد" بمنتدى جريدة "المجاهد" بالتنسيق مع اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الليبي والمجلس الشوري لاتحاد المغرب العربي، بأن سلطات بلاده "تتطلع إلى جهود أكبر من طرف الجزائر للتسوية" وذلك كما أضاف لما لهذه الأخيرة من "ثقل". وأشار نفس المسؤول الليبي إلى أن العلاقات الجزائرية- الليبية "أزلية وضاربة جذورها في التاريخ"، حيث ذكر بامتزاج الدم الجزائري بالدم الليبي في معركة "صيد" على الحدود بين البلدين. من جانبه وجه رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الليبي سيدي محمد الطاهر عبد السلام، نداء للأخوة الليبيين للاتحاد بغية إيجاد حل سياسي للأزمة التي يعاني منها هذا البلد، وإعادة "لحمة الشعب الليبي والمساهمة في بناء وطنه". وقال إن انعقاد هذا اللقاء بالجزائر مقر المجلس الشوري لاتحاد المغرب العربي له "رمزيته لأن ليبيا عضو في الاتحاد". وفي هذا الاطار نوّه الأمين العام لاتحاد المجلس الشوري لاتحاد المغرب العربي سعيد مقدم، ب«النوايا الحسنة وجهود دول الجوار لمرافقة الإخوة الفرقاء للجلوس على طاولة التفاوض من أجل تأسيس دولة العدل والقانون بعيدة عن التدخلات الأجنبية". وبمناسبة ذكرى استشهاد عمر المختار، قال السيد سعيد مقدم، بأنه في الذكرى ال89 للاستشهاد هذا البطل نستحضر ذاكرة رمز المقاومة الليبية ضد الاستعمار الايطالي الذي رفض الاستسلام رغم المغريات المقدمة له ومات بعد محاكمة جائرة عن عمر 73 سنة. من جانبه ذكر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن الشهيد الرمز عمر المختار، يعد من كبار علماء المغرب العربي مثله مثل عبد الكريم الخطابي والطاهر بن عاشور وابن باديس الذين كانوا يشتغلون ليلا ونهارا لتحقيق الوحدة المغاربية. وأوضح أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر حسن الزغيدي، أن البطل عمر المختار تولى رسالة الجهاد في ليبيا وعمره 53 سنة، وبين بأن تحرير الأوطان يحمل في طياته إرادة لتحرير الانسان من كل ظواهر الاستعمار كالتخلف والجهل وهي لا تختلف عن تحرير الارض، معتبرا عمر المختار "قائدا روحيا من كبار محرري المنطقة". وحضر هذه الوقفة التكريمية للشهيد عمر المختار تخليدا لذكرى شهداء الثورة الليبية وتضامنا مع الشعب الليبي، كل من محمد سعد عمر المحروق وزير مفوض بسفارة ليبيا بالجزائر ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان بوزيد لزهري، ورئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الليبي سيدي محمد الطاهر عبد السلام ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد وعدد من الأساتذة، والذين اجمعوا على أن الشهيد عمر المختار يعتبر "رمزا للمقاومة المغاربية".