تُعد ولاية سكيكدة من ولايات الوطن المحظوظة؛ لامتلاكها مقومات سياحية طبيعية هائلة، مشكَّلة من غابات، وسهول، وشريط ساحلي يمتد على طول 274 كلم، به 35 شاطئا مسموحة فيها السباحة من أصل 73 شاطئا، إضافة إلى شلالات؛ ما يجعلها ولاية جذب للسياح على مدار السنة كلها. فولاية سكيكدة الحضارة والتاريخ، تشهد مع كل موسم صيف، توافدا قياسيا من المصطافين القادمين إليها من العديد من الولايات، لا سيما الداخلية منها؛ قصد الاستمتاع بعطلة مريحة على أحد شواطئها الجميلة؛ فمنهم من يقضي فيها يوما كاملا مع أفراد عائلته، ومنهم من يضطر لكراء شقة على شاطئ البحر أو قريبة منه، أو يتوجه إلى أحد فنادق الولاية، حتى وإن كانت في غير متناول الجميع، خصوصا تلك المتواجدة بالقرب من الشاطئ، كما هي الحال بفلفلة أو العربي بن مهيدي أو القل، أو حتى وسط المدينة، لتكون بذلك ولاية يحجّ إليها المصطافون والسيّاح، الذين تبهرهم كنوزها الطبيعية؛ من شواطئ في غاية من الروعة، يمتزج فيها جمال الطبيعة بزرقة البحر الصافي، وسط ديكور حالم، يتشكل، في مجمله، من أصوات الأمواج، ومحركات سفن الصيد الذاهبة والقادمة، بأصوات نوارس البحر، وحتّى أصوات ومنبهات مختلف المركبات التي تعبر طرقها بمنعرجاتها. وتزيدها نكهة متميزة روائح مختلف النباتات الجبلية التي تفوح بعطرها من كل مكان، فتختلط تلك الروائح برائحة البحر، وبالألوان الطبيعية؛ في مشهد ساحر حالم. وعلى الرغم من أن العديد من المصطافين والسياح الراغبين في قضاء عطلتهم على شاطئ البحر بسكيكدة، يفضلون إما التوجه إلى شواطئ المرسى أو العربي بن مهيدي إلى غاية فلفلة أو شواطئ كورنيش عاصمة روسيكادا انطلاقا من شاطئ قصر الأخضر إلى شاطئ قصر الجنة، فشاطئ بيكيني ومولو وميرامار حتى شاطئ المحجرة أو الشاطئ الكبير بدون إغفال شاطئ واد بيبي أو شواطئ الجهة الغربية من الولاية كركرة والقل وغيرها، إلا أن بعض الشواطئ الجميلة الطبيعية تبقى رغم بعدها وعدم تهيئة الممرات المؤدية إليها، ساحرة وعذراء، تستقطب إليها العديد من المصطافين، كما هي حال شاطئ رأس الحديد بأقصى شرق سكيكدة، أو شاطئ خرايف أو كما يُعرف محليا بشاطئ سيدي عبد الرحمن بإقليم بلدية خناق مايون أقصى غرب عاصمة الولاية، والذي يُعد من بين أجمل وأروع الشواطئ على مستوى البحر الأبيض المتوسط بدون منازع. شاطئ "خرايف"...جنة فوق الأرض وشاطئ "خرايف" أو شاطئ "سيدي عبد الرحمان" الذي يبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 130 كلم وب 10 كيلومترات عن منطقة لعوينات وغير بعيد عن الحدود مع ولاية جيجل، يُعدّ من بين أروع وأنقى الشواطئ؛ لما تتميّز به رماله الناعمة الممتدة إلى غاية الغطاء النباتي الأخضر الذي يحتضن السلسلة الجبلية، يخترقه مصب الوادي بمياهه العذبة المنعشة، مشكّلا لوحة طبيعية بامتياز، بل يَعدّه العديد من السياح والمواطنين ممّن قصدوه، جنّة الله في أرضه. وما زاده جمالا الهدوء الذي يميّز المنطقة؛ لذا يَعده أهالي المنطقة من أكثر الأماكن التي يقصدها عشاق الهدوء والعزلة، وحتى بعض العائلات. وخلال حديث "المساء" مع بعض شباب المنطقة، أكدوا أن الشاطئ أضحى في السنوات الأخيرة، يعرف حركة من قبل الزوار والوافدين عليه من ولايات مجاورة، كقسنطينة، خصوصا بعد الشروع في أشغال فتح أجزاء من الطريق المؤدي إليه، ليبقى أملهم كبير أمام البطالة التي يعيشها شباب المنطقة، أن يحظى المكان بمشاريع استثمارية، تحوّل المنطقة برمّتها إلى منطقة سياحية من جهة. ومن جهة أخرى، يأملون أن يخضع المكان لعملية تهيئة حقيقية؛ حتى يُدمج ضمن الشواطئ المحروسة، والمسموح السباحة فيها، ومن ثمة ينتعش النشاط التجاري والحرفي بالمنطقة. وبحسب عدد من ساكنة المنطقة، فإن التفكير في تحويل بلدية خناق مايون لما تزخر به من مقومات طبيعية، إلى قطب سياحي حقيقي خصوصا بعد أن استفادت من منطقة للتوسع السياحي على مساحة إجمالية تقدر ب65 هكتارا بمنطقة مرسى الزيتون، أصبح أكثر من ضرورة؛ فهي منطقة جبلية عذراء بامتياز، ذات مشاهد طبيعية نادرة، وغطاء نباتي متنوع، وينابيع مائية تتدفق من بين الصخور، إلى جانب امتلاكها فضاءات غابية واسعة، تصلح كي تكون منتجعا للسياحة الجبلية خاصة بمحاذاة وادي "أم لحجر" و«بوثويا" بغض النظر عن أنها تضم شاطئين من بين أجمل شواطئ المتوسط الأزرق، وهما "مرسى الزيتون" و«خرايف" . وأكثر من ذلك، تتواجد بالمنطقة لا سيما على مستوى ما يُعرف محليا ب "ركاب الغولة" ، آثار رومانية، ناهيك عن قيمتها التاريخية؛ سواء إبان ثورة التحرير الكبرى؛ حيث كانت ملجأ للثوار وقادة جيش التحرير الوطني، وكذا منطلقا لثورة الحاج محمد بن عبد الله بن الأحرش البودالي سنة 1801، الذي حارب الجيش الانكشاري العثماني.