أبرز وزير العدل حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، أمس، حرص مصالحه على الاستمرار في إرساء دعائم أنسنة العمل القضائي في إطار المواطنة الكاملة حتى يطمئن له المواطن حينما يلجأ إليه طالبا إنصافه، وذلك من خلال أخلقة العمل القضائي والتكفل الناجع بانشغالات المواطنين وتحسين جودة الأحكام القضائية ونفاذها. أشار بوجمعة في كلمة خلال إشرافه على مراسم تنصيب محمد بودربالة رئيسا جديدا لمجلس قضاء الجزائر، إلى أن "الإصلاح الشامل لقطاع العدالة لضمان استقلاليتها وتحديثها يعد من أبرز محاور البرنامج الرئاسي"، وذكر أن رئيس الجمهورية "أكد على منح العدالة كل الوسائل التي تمكنها من مواجهة التحديات والتطلعات التي يشهدها المجتمع الجزائري والعالم بتحولاته المتسارعة" معتبرا أن الجانب البشري هو العنصر الحاسم في إنفاذ كل سياسة تطويرية جدية وهادفة. ولفت الوزير إلى الآليات الأكثر فعالية التي تم إدراجها في مخطط الحكومة، وذلك وفقا للمناهج الوقائية والردعية لشتى أنواع الجرائم، مؤكدا ان الإصلاحات التشريعية والاجتماعية والاقتصادية التي تمت كانت في إطار سيرورة بناء دولة ترتكز على دعائم العدالة الاجتماعية، مضيفا أن قطاع العدالة عرف نشاطا تشريعيا مكثفا، بغرض تكييف المنظومة القانونية مع أحكام الدستور وموائمتها مع الالتزامات الدولية للبلاد والتطورات التي عرفها المجتمع. وتجلى هذا النشاط -حسب الوزير- من خلال صدور عدة قوانين مؤخرا منها القانون المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، والقانون المتعلق بحماية الأشخاص الطبيعيين في مجال معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، وكذا القانون المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير الشرعي بها، إلى جانب ترقب صدور قانون الإجراءات الجزائية الجديد، مشيرا إلى أن هذه الترسانة القانونية شملت استحداث آليات جديدة تعزز من سلطة القضاء وفعاليته من خلال تدعيم دور الشركاء والمساهمين في العدالة بما يسمح بتعزيز قواعد المحاكمة العادلة. وذكر ذات المسؤول أسرة القضاة بضرورة الالتزام بالنطاق الدستوري وبإنفاذ القوانين بكل استقلالية وتجرد وحياد يحقق العدل وتعزز ثقة المواطن بعدالة بلاده، وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود والاستعداد للتغلب على كل التحديات وكسب الرهانات وتحصين مكاسب الإصلاح، داعيا مسؤولي الجهات القضائية إلى أن يضعوا نصب أعينهم محاربة الإجرام الخطير خاصة جرائم المخدرات والتهريب والفساد والإرهاب وعصابات الأحياء وتبييض الأموال وغيرها. واشار الوزير إن "خبرة بودربالة وكفاءته ورزانته ستكون مفيدة ومتسقة مع المهام والمسؤوليات الجديدة التي سيتقلدها" في إطار "مسار مواصلة المجهودات الرامية الى تعزيز الجهات القضائية بكفاءات ذات رصيد وافر من الخبرة والاقتدار"، وعبر في الأخير عن عرفانه لرئيس المجلس السابقة قلاتي دنيا زاد، على ما بذلته من جهود طوال عملها في هذا المجلس القضائي.