استعراض فني وتاريخي هام في الفاتح نوفمبر

إحياءً لذكرى عيد الثورة المظفرة

تتواصل، بالجزائر العاصمة، التحضيرات المكثفة لإحياء الذكرى الواحدة والسبعين لعيد ثورة أول نوفمبر المجيدة، ووضع آخر الرتوشات لضبط برنامج الاحتفال بهذا الحدث التاريخي الهام، الذي يتزامن مع يوم السبت المقبل؛ حيث كثفت مختلف المؤسسات الولائية عملية التهيئة والتنظيف قبل حلول هذا الموعد، فيما تزينت الشوارع خاصة شارع جيش التحرير الوطني، بالرايات الوطنية التي زادتها جمالا ورونقا، في انتظار البرنامج الاحتفالي الثريّ والمتنوّع الذي سينظَّم بهذه المناسبة التاريخية الخالدة في نفوس الجزائريين.
شدد الوزير والي ولاية الجزائر محمد عبد النور رابحي، خلال ترؤّسه اجتماعا بمقر الولاية بداية الأسبوع الجاري خُصّص لضبط آخر التحضيرات تحسبا لإحياء الذكرى 71 لاندلاع الثورة التحريرية، على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لهذا الحدث التاريخي الهام، لا سيما عبر تسطير برنامج احتفالي ثري ومتكامل، يشمل وقفات ترحم وإجلال، وعروضا تاريخية على مستوى الساحات العمومية، ومعارض للوثائق التاريخية، وأنشطة ثقافية، وفنية ورياضية، إلى جانب تدشين مشاريع تنموية بمختلف القطاعات؛ تكريسا لمسيرة البناء والتشييد للجزائر الجديدة.
وفي هذا الصدد كشفت رئيسة مكتب الاتصال بمديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، كريمة شرفي، ل"المساء"، عن تنظيم استعراض فني وتاريخي هام حول تضحيات الأجداد في قلب العاصمة، بعنوان "سليل الأحرار"، بمشاركة أكثر من 350 شاب، يوم أول نوفمبر؛ حيث سيؤدون أغاني وطنية بمرافقة الفرق النحاسية، إلى جانب موكب لاستعراض السيارات القديمة بمرافقة الكشافة الإسلامية، و "نساء الحايك" التي تبرز العادات والتقاليد، والملتقى الولائي للتجوال يوم الفاتح نوفمبر بغابة "باينام"، يتم خلاله تكريم عدد من المجاهدين وأسر الشهداء طيلة هذه الفترة؛ وفاء لتضحياتهم.
وقد تم، حسب ما أوضحت، تحضير برامج ثرية لهذا الموعد، منها التظاهرات الرياضية المندرجة ضمن برنامج احتفالات أول نوفمبر، منها تنظيم نصف مراطون الجزائر العاصمة يوم 14 نوفمبر، بمشاركة واسعة من الشباب وتلاميذ المدارس، الذين استفادوا من عطلة لمدة أربعة أيام ابتداء من 28 أكتوبر الجاري؛ ما يسمح لهم بالمشاركة في مختلف التظاهرات، منها، أيضا، مسابقة وطنية يوم 29 أكتوبر.
من جهة أخرى، تحتضن العاصمة، مثل ما ذكرت السيدة شرفي، مسابقة وطنية للفنون التشكيلية في طبعتها الخامسة، تكون مفتوحة للشباب الذين تتراوح سنهم من 18 إلى 35 سنة؛ حيث تتواصل التسجيلات الخاصة بهذه المسابقة التي انطلقت منذ شهر بشعار "نوفمبر بأعين الشباب"، والذين أقبلوا بكثرة على هذه المسابقة التي ستكون بالبريد المركزي وساحة "بونطة" بالنسبة للفن الزيتي، فيما ينظَّم الرسم الغرافيتي بملعب "فرحاني" بباب الوادي من 28 أكتوبر إلى الفاتح نوفمبر، على أن يكون الختام بساحة "بونطة" بالجزائر الوسطى، التي ستشهد، أيضا، تنظيم معرض للصور التاريخية في ساحة البريد المركزي؛ لاستذكار بطولات وتضحيات شهداء الثورة.
وفي نفس السياق، ستشهد ولاية الجزائر تنظيم قافلة شبانية ستنطلق يوم 30 أكتوبر الجاري، متّجهة إلى عدّة ولايات عبر الوطن، منها وادي سوف، وسطيف، وخنشلة، وباتنة وأدرار، بمعدل 200 شاب من الشباب المنخرطين في المؤسّسات الشبانية وشباب الأحياء؛ لغرس روح المواطنة من خلال زيارة المتاحف، والمعالم التاريخية.
وعلى صعيد آخر، كثّفت المؤسسات الولائية للنظافة على غرار "ناتكوم" و"إكسترانت" ، عملية كنس الطرق، وغسلها، خاصة الشوارع الرئيسية، والطرق المؤدية إلى مواقع إحياء ذكرى الفاتح نوفمبر، فضلا عن العناية بالجانب الجمالي للمساحات الخضراء، وعلى شريط الطرقات التي تزين حوافها ألوان الراية الوطنية؛ تنفيذا لتعليمات الوزير الوالي محمد عبد النور رابحي، خلال اجتماع الأحد الأخير، الذي تضمّن أيضا، الجوانب التنظيمية والأمنية؛ لضمان سير هذه الاحتفالات في أجواء من التكريم والاعتزاز برموز الثورة وتضحيات الشهداء الأبرار.
سترفع تقريرا حول النظافة إلى الوزير والي العاصمة
لجنة الصحة والنظافة بالمجلس الولائي في الميدان
تباشر لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، سلسلة من الخرجات الميدانية في عدد من البلديات؛ للوقوف على وضعية البيئة، والاطّلاع عن كثب، على واقع النظافة بالعاصمة، ومتابعة جهود المؤسّسات المعنية في رفع النفايات، وتحسين المحيط العام، في إطار تحضير ملف شامل، سيُرفع إلى الجهات الوصية، وعلى رأسها الوزير والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي.
أوضح عضو المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، أحمد بلقاضي ل"المساء"، أنّ لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة ستشرع في الأيام القليلة المقبلة، في خرجات ميدانية إلى عدد من بلديات العاصمة، للاطلاع على واقع النظافة بها. حيث سيتم اختيار مواقع محدّدة بالبلديات التي تغطيها مؤسّستا النظافة لولاية الجزائر، وهي "نات كوم" و"اكسترانت"، للاطلاع، عن كثب، على الخدمات التي تقوم بها المؤسستان الولائيتان، وإحصاء النقائص والنقاط السوداء التي لاتزال تشوّه بعض الأحياء.
ولفت بلقاضي إلى أنّ أعضاء لجنة الصحة سيقدّمون اقتراحات لمشكل النفايات، الذي لايزال يُطرح رغم الإمكانيات المادية والبشرية المسخّرة، والمجهودات التي يقوم بها أعوان النظافة، لافتا إلى وجود تباين في الوضع البيئي على مستوى بلديات العاصمة التي تغطيها مؤسّستا "نات كوم" ب 26 بلدية و"إكسترانات" ب 32 بلدية، حيث تتوفّر النظافة في بلديات، وتغيب عن أخرى؛ الأمر الذي جعل لجنة الصحة تتحرّك لإيجاد الحلول.
وذكّر المتحدّث بالحملات الكبرى للنظافة التي نظّمتها مصالح ولاية الجزائر، والتي لاتزال مستمرة؛ من خلال تسطير برنامج لتنظيف حيّين من كلّ بلدية في نهاية الأسبوع، لجمع النفايات من أحياء وشوارع محدّدة بالتعاون مع مصالح الولاية، التي اتّخذت قرار مواصلة حملة التنظيف في إطار تعزيز جهود النظافة المستدامة، والتزام الولاية بتحقيق بيئة نظيفة وصحية في جميع أنحاء بلديات العاصمة.
وحسب عضو المجلس، فإنّ الخرجات التي تباشرها لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، ستقف على النقاط السوداء؛ لتدارُك النقائص المسجّلة في جمع ورفع النفايات في إطار الجهود المبذولة لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، وتعزيز نظافة المحيط، من خلال رفع تقرير مفصّل إلى سلطات ولاية الجزائر، حول وضعية النظافة بعدد من أحياء العاصمة، يتضمّن أهم النقاط المسجّلة التي تستدعي التدخّل.
ويهدف هذا التقرير الذي سيُرفع إلى الوزير والي العاصمة، مثل ما أضاف، إلى تحسين آليات جمع النفايات في بعض البلديات التي لم تسترجع بريقها، ونظافتها رغم حملات التنظيف العديدة، وبرنامج العمل اليومي لمؤسّسات النظافة، وتعزيز الجهود الرامية إلى الحفاظ على نظافة المحيط، وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين. وكانت مصالح ولاية الجزائر نظّمت حملات تنظيف واسعة للنظافة بمختلف المقاطعات الإدارية، بشعار "نتعاونو شوية حومتنا تبقى نقية"، بمشاركة المجتمع المدني والمواطنين.
وسُخّرت كلّ الإمكانيات المادية والبشرية، التي سمحت بجمع أطنان من النفايات، فيما تبقى الجهود متواصلة لجعل العاصمة مدينة نظيفة، تنفيذا لتعليمات الوزير والي العاصمة، الذي أعطى، خلال ترؤسه اجتماعا مصغرا للجنة البيئة نهاية سبتمبر الماضي، تعليمات صارمة للولاة المنتدبين بالتنسيق مع "الأميار" واللجان البلدية، ومرافقة المجتمع المدني، لتعزيز النظافة، والتكفل الأمثل بهذا الملف، مع تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة؛ لبلوغ الهدف المنشود.