تم أمس، في الجزائر العاصمة، تنظيم ندوة بمناسبة الذّكرى ال10 لرحيل المجاهد حسين آيت أحمد (1926-2015) الذي يعد أحد رموز الثّورة التحريرية المجيدة ومؤسّس حزب جبهة القوى الاشتراكية بعد الاستقلال. وخلال هذه النّدوة التي نظّمها منتدى جريدة المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، أجمع المتدخلون على أن المجاهد حسين آيت أحمد، يعد من "أبرز رموز النّضال السياسي والثّوري في تاريخ الجزائر". وبالمناسبة تم استعراض أهم محطات نضال المجاهد الراحل، لا سيما دوره البارز في مختلف مراحل العمل الثوري، حيث كان من بين مؤسسي المنظمة الخاصة النّواة السرية التي مهدت لانفجار الثّورة التحريرية. وفي هذا الصدد قال الأستاذ الجامعي مزيان سعيدي، إن "الحديث عن شخصية حسين آيت أحمد، يقتضي الرجوع إلى المرجعية الأساسية للنّضال السياسي والثوري باعتباره شخصية فذّة كرّست حياتها للدّفاع عن الجزائر. من جانبه أشار الأستاذ بجامعة محمد بوضياف في المسيلة، إسماعيل تاحي، إلى أنه أنجز رسالة دكتوراه حول المجاهد حسين آيت أحمد، مبرزا "مسار حياته الذي يمكن اختصاره في ثلاثية: العلم، الديمقراطية والسلم". كما تطرق إلى المسار النّضالي للراحل حسين آيت أحمد، معتبرا إياه "شخصية استثنائية اتسمت بالوعي السياسي والعمق الثّقافي". للتذكير ينحدر حسين آيت أحمد، من قرية عين الحمام (تيزي وزو)، حيث التحق مبكرا بالحركة الوطنية وانضم إلى حزب الشّعب الجزائري سنة 1943، ويعد من بين مؤسسي المنظمة الخاصة (1947) التي تولى فيها مسؤوليات قيادية بارزة. كما ترأس الوفد الجزائري في مؤتمر باندونغ (1955)، ثم مكتب وفد جبهة التحرير الوطني بنيويورك (1956)، قبل اعتقاله في نفس السنة من طرف سلطات الاحتلال الفرنسي رفقة محمد بوضياف ومحمد خيضر وأحمد بن بلة ومصطفى لشرف، على متن الطائرة التي كانت تقلّهم إلى تونس، حيث كان من المقرّر عقد مؤتمر مغاربي للسلام.