تراهن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من خلال الإجراءات التي تعتزم وضعها خلال موسم الحج لهذه السنة على تدارك أخطاء المواسم الماضية والتي كانت محل شكاوى من طرف الحجاج، لاسيما بخصوص الإيواء والنقل وسوء التنظيم، الأمر الذي استدعى تدخل أعلى السلطات من أجل ضمان سير أفضل لهذه الشعيرة الدينية من خلال إدخال بعض التعديلات في وسائل التأطير باستحداث ديوان وطني للحج والعمرة بدل اللجنة الوطنية للحج والعمرة، ليتبين أنه رغم كل ذلك بقيت المشاكل نفسها مما يستدعي إجراءات إضافية. وعلى هذا الأساس انكب اللقاء الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مساء أول أمس بدار الإمام حول موسم الحج لهذه السنة على إعداد ترتيبات جديدة لإنجاحه ومعالجة أخطاء المواسم الماضية بالاستفادة من تجارب الحج في بعض الدول الإسلامية، مثلما هو الشأن للتجربة الأندونيسية، حيث قدم ممثلو هذا البلد بالتفصيل الترتيبات والهياكل التنظيمية لعمليات الإسكان في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وكيفية التعامل مع وكالات السياحة والأسفار خدمة للحجاج الميامين. وقد كان هذا اللقاء الذي حضره السيد بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف والمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد الشيخ بربارة وكذا أعضاء البعثة الوطنية للحج المكلفين بعملية إسكان الحجاج بالبقاع المقدسة والوكالات السياحة والأسفار العمومية والخاصة والحماية المدنية وممثلي بعض الوزارات، فرصة للتقييم الحقيقي وإعطاء التوجيهات اللازمة التي سيتم العمل بها في موسم الحج القادم. وظهر الحرص على انجاح حج هذا العام في كلمة غلام الله الذي حث أعضاء البعثة لهذا الموسم على الانضباط والتنسيق والتعاون والتكامل فيما بينهم وتبادل المعلومات والنصائح خدمة للحجاج الميامين وتشريفا للجزائر، معلنا في هذا الصدد عن تخصيص حافلات جديدة مجهزة وملائمة تساهم في التخفيف من عناء الحجاج وتلازمهم في كل تنقلاتهم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة وإلى كل الأمكنة التي تدخل ضمن مناسك الحج. وبلا شك، فإن إنجاح الترتيبات التنظيمية لن يتأتى إلا بمرافقة ذلك بحملة توعية لفائدة الحجاج من خلال الانطلاق في تقديم دروس في فقه الحج بالتنسيق مع الجهات المعنية ووسائل الاعلام المختلفة الوطنية والمحلية. ومن جهته، ذكر الشيخ بربارة رئيس بعثة الحج بالترتيبات المتخذة لإنجاح موسم الحج القادم وتمكين ال36 ألف حاج جزائري من أداء هذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف إلى جانب تطرقه إلى مسؤولية البعثة في عملية الارتقاء بعملها تجاه الحجاج الجزائريين من خلال توفير كل الشروط المادية والبشرية الضرورية، مؤكدا على أن البعثة الجزائرية التي يصل تعدادها إلى 700 عضو ستسهر على راحة الحجاج إلى جانب تحسين الإيواء والنقل باستئجار حافلات جديدة وحديثة وذلك لتفادي المشاكل التي واجهوها السنة الفارطة. ومن بين الإجراءات التنظيمية -أيضا- توحيد لباس أعضاء البعثة الجزائرية للحج، حيث لا يتوجب نزعه، خاصة خلال أداء المشاعر الدينية حتى لا يتنصل أحد من واجباته تجاه الحجاج وتم في هذا الصدد تنصيب لجنة للتقييم والمتابعة. وتبقى المشاكل التي تواجه الحجاج تكرر نفسها كل سنة بعد أن ساد الاعتقاد بان الخلل هيكلي في حين أنه تنظيمي بالدرجة الأولى، استمر حتى باستحداث ديوان الحج الذي أنشئ بعد التقارير المرفوعة إلى رئيس الجمهورية بخصوص الأخطاء التي تلازم سير الركن الخامس من الإسلام، الأمر الذي استدعى تدخل الدولة في كل مرة وصلت إلى حد الدعوة إلى فتح تحقيقات لتحديد المسؤوليات. وكانت اللجنة الوزارية لتقييم ملفات الوكالات السياحية المشاركة في موسم الحج القادم قد اختارت -منذ أشهر- 26 وكالة سياحية من بين 108 وكالة شاركت بملفاتها من مختلف المناطق (الوسط، الغرب، الشرق والجنوب)، يضاف إليها النادي السياحي الجزائري والديوان الجزائري للسياحة. وستتكفل بعض الوكالات ب500 حاج، فيما سيتكفل البعض الآخر ب250 حاج، فيما عرض على النادي السياحي الجزائري التكفل ب3 آلاف حاج، أما الديوان الجزائري للسياحة فسيتكفل ب1000 حاج، بعدما كانا يتكفلان ب14 ألف حاج مناصفة الموسم الماضي.