هي فنانة أصيلة وإنسانة بسيطة تحسّ وأنت تحدّثها كأنّها فرد من أفراد عائلتك، فتشعر بتلك الألفة التي تجمع بين الأمّ وابنتها، و الأخت وأختها، وكونها فنانة لها مشوارها وواجباتها تجاه أسرتها التي تسهر على إرضائها، إلى جانب رصيدها وجمهورها... كل هذا لا يمنعها من أداء واجبها كأم تدخل المطبخ لإسعاد أسرتها، حيث تساعدها في الطبخ ابنتها التي تدرس الترجمة. ففنانتنا «ستّ بيت» من الدرجة الأولى، كما يقال، حيث تفضل الفنانة نادية بن يوسف قضاء أيام الشهر الفضيل في بيتها، وعن برنامجها اليومي تقول بأنّه مليء بالنشاط والحيوية، وأنّها تسعى دائما طيلة هذا الشهرالكريم على البقاء في البيت للاهتمام بعائلتها ووضع برنامج للمأكولات التي تحضّرها لتنويعها، فطبق الشوربة والبوراك بالنسبة لها إجباريا، وحضورهما على المائدة يبقى ضروريا، إضافة إلى طبق «اللحم الحلو» الذي لا غنى عنه.. وتضيف الفنانة نادية بن يوسف أنّها مطربة لكنّها قبل ذلك امرأة جزائرية ممتازة كسائر حرائر الجزائر، تغسل، تكنس وتذهب إلى السوق لاقتناء لوازمها، تطبخ، تعجن وتقوم بكلّ ما تنجزه المرأة العادية... ومع قيامها بواجباتها اليومية، تظلّ على عاتقها واجبات فنية، فهي قبل رمضان حضّرت القصيد الديني ليرافقها في سهراتها الفنية التي تحييها خلال المساء، فتطرب بهاعشاق فنّها الأصيل الذي يجد تجاوبا معها أينما حلّت، فالاحترام الذي فرضته هذه الفنانة المميّزة، جعلها بالفعل سيدة في بيتها وفنّها، فنادية بن يوسف تقول بأنها تختار دائما الخمسة عشر يوما الأولى من رمضان لإحياء حفلاتها، لسبب هام وهام جدّا، يتمثل في أخذ رحالها بعد ذلك إلى أطهر بقعة في الأرض؛ إلى البقاع المقدّسة لآداء عمرة ميمونة، تختلي بها مع ربّها فتتفرّغ للعبادة، وحسب تصريحها، تعدّ العمرة بالنسبة لهذه الفنانة برنامجا قارا في رمضان، تعوّدت عليه ولا تحسّ بالراحة إلى وهي معتمرة. وبالمناسبة، تشكر نادية بن يوسف مبرمجي حفلاتها الذين يضعونها دائما في بداية الشهر، ليتسنى لها بذلك بلوغ العمرة في موسم رمضان، حيث تحسب فيه العمرة حجّة، كما تشكر جمهورها الذي يظلّ وفيّا لها مقدّرا لفنّها، وتشكر كلّ من دخل بيتها زائرا أو سائلا عن أخبارها وبرنامجها في هذا الشهر الكريم الذي تستقبله بدورها كإنسانة وفنانة بالكثير من الاشتياق واللّهفة، وبأطباق حلوة، والأهمّ - كما تقول- العبادة والرجوع إلى الله، لأنّ رمضان يبقى شهر العبادة واللمّة الجميلة للعائلة حول مائدة إفطار واحدة، وشهر الصدقة، العطاء والرحمة لنيل المغفرة ...