أكد السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي، أن الوقت قد حان لاستفادة شعب الصحراء الغربية من مضمون اللائحة 1514 التي تنص على أحقية الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها. وجاءت تصريحات السفير الصحراوي، خلال مشاركته في لقاء نظمته أمس اللّجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالجزائر العاصمة بمناسبة الذكرى ال 52 لمظاهرات ال 11 ديسمبر، التي شكلت منعطفا تاريخيا في الثورة الجزائرية. وهو اللقاء الذي حضره أيضا، وفد من المنتخبين المحليين الفرنسيين من أصول إفريقية الأعضاء في شبكة التضامن مع الجهورية الصحراوية والأعضاء في جبهة المواطنة الإفريقية، من أجل الديمقراطية وضد عودة الاستعمار إلى إفريقيا التي أسست مؤخرا بالجزائر، والذين جاؤوا للتعرف على حقيقة القضية الصحراوية والتعريف بها لدى أوساط الرأي العام الفرنسي خصوصا والأوروبي عموما. وذكر غالي بأن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 خلال الاستعمار الفرنسي بالجزائر عجلت باستصدار اللائحة 1514 التي تم التصويت عليها بعد ثلاثة أيام من تلك المظاهرات، التي قال خلالها الشعب الجزائري كلمة "لا" للاستعمار و "نعم" للاستقلال. وهي اللائحة التي جاءت لتأكيد حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وفتحت الباب أمام العديد من الشعوب المستعمرة في إفريقيا وآسيا من ممارسة هذا الحق المشروع. وقال السفير الصحراوي، أنّ العالم احتفل أول أمس، بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويحتفل خلال أيام قليلة بإصدار هذه اللائحة والشعب الصحراوي، ولغاية اليوم لم يتمتع باحترام حقوق الإنسان، بل أنه أكد أن حقوق الإنسان تنتهك يوميا في المدن المحتلة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع،وهو ما جعله يوجه نداءا عاجلا للمجموعة الدولية للقيام بمجهود كبير، من أجل وقف هذه الانتهاكات التي يمارسها نظام المخزن ضد المواطنين الصحراويين الذين يطالبون فقط بحقهم المشروع في اختيار مستقبلهم. وأكد غالي، بأنه بقدر ما أكّدت مظاهرات 11 ديسمبر قوة وإرادة الشعب الجزائري من جهة وضعف الاستعمار الفرنسي من جهة ثانية، فإن الشعب الصحراوي مصمم وبإرادة وإيمان تام على حتمية نصره، معربا في الوقت نفسه عن أمل الصحراويين في الاحتفال يوم ما بتطبيق الشرعية الدولية وتقرير مصيرهم ورؤية علم الجمهورية العربية الصحراوية يرفرف فوق كل شبر من تراب الصحراء الغربية. وتميز اللقاء، بإلقاء رضا مالك رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق وأحد المفاوضين في اتفاقيات ايفيان مداخلة، فند من خلالها الادعاءات التي روجت لها السلطات المغربية، بالزعم أنّ الجزائر تدعم القضية الصحراوية خدمة لمصالحها، وأنّها تريد أن يكون لها منفذ بحري على المحيط الأطلسي. وأكد أن دعم الجزائر للقضية الصحراوية نابع ولا يزال، وسيبقى وفائها لسياستها الثورية الداعمة للقضايا العادلة في هذا العالم ومنها القضية الصحراوية، التي تبقى تشكل آخر مسألة تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وفي سياق دعم القضية الصحراوية، أكد رضا مالك على الدور الهام الذي يمكن للمنتخبين المحليين الفرنسيين من ذوي الأصول الإفريقية القيام به، من أجل التعريف بعدالة هذه القضية في فرنسا وخاصة فيما يتعلق بإيصال صوتها إلى الدوائر السياسية صاحبة القرار في هذا البلد، الذي انحاز انحيازا مفضوحا لصالح الطروحات المغربية الواهية ب "مغربية" الصحراء الغربية. ووصف رضا مالك زيارة وفد المنتخبين المحليين الفرنسيين إلى مخيمات اللجوء، بالقرار الصائب الذي يشرف كل إفريقيا، وأعرب عن أمله في أن تكون هناك مبادرات مماثلة تزيد من توسيع رقعة التضامن مع شعب الصحراء الغربية.