الفريق أول شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي ليلي بالناحية العسكرية الثانية    السنة الدراسية 2023-2024 : الاختبارات الاستدراكية تجري بين 23 و 27 يونيو المقبل    سوناطراك توقّع اتفاقية مبدئية مع "إكسون موبيل" الأمريكية    رصد 3.5 مليارات دولار لتوسيع احتياطيات الجزائر النفطية في آفاق 2028    درمش: إنشاء أول مزرعة لتسمين التونة في الجزائر سنة 2025    ندوة فكرية دينية حول آداب زيارة المدينة المنورة للحجاج الجزائريين    وهران: افتتاح الطبعة ال 25 للصالون الدولي للصناعة التقليدية    وحدات جيش التحرير الصحراوي تستهدف جنود الاحتلال المغربي بقطاع المحبس    سوريا وروسيا تنشطان حفل اختتام المهرجان الثقافي الدولي ال13 للموسيقى السيمفونية    وزير الري يلتقي برئيس المجلس العالمي للمياه ببالي    عطاف يُحادِث نظيره الإيراني    انتصار جديد للقضية الفلسطينية    غالي يؤكد أهمية دور المنتدى الدبلوماسي    الجزائر تطلق بيان التزامات الأونروا المشتركة    سعيدي يتوّج بالقميص الأصفر    بوغالي يشارك في تشييع جنازة رئيسي    يوم وطني تكريما لجزائريات برزن في مجال العلم    هذا ما دار بيننا وبين الرئيس..    الإخلاص لله والصدق مع الله    إطلاق أشغال إنجاز أول وحدة مختلطة لإنتاج مركزات خام الحديد    حجّاج جزائريون في مزارات المدينة المنورة    تعزيز علاقات التعاون الثنائية في الكهرباء والطاقات المتجدّدة    مسابقة "نجمة الإعلام".. الترشيحات مفتوحة    زيتوني يجتمع بمستوردي البن والمستلزمات المدرسية ومنتجي الأجهزة الكهرومنزلية    توافق تام في الرؤى    الصالون الوطني للفنون التشكيلية بتبسة: انطلاق مسابقة أحسن رسم بورتريه لشخصيات وأعلام الولاية    الجوية الجزائرية تفتح باب التوظيف    تخفيضات تصل إلى 60% في تذاكر النقل البحري    نواب المجلس الشعبي الوطني يؤدون واجب العزاء    خطوة جديدة نحو تحقّق حلم الفلسطينيين المنشود    الجزائر تطلق بيان التزامات "الأونروا" لتمويل الوكالة    إدارة مانشستر يونايتد رصدت مبلغا كبيرا لضم ايت نوري    درك أولاد سلام يحقق في جريمة قتل    قطار يدهس رجلا ببقعة البساكرة    الإطاحة بعصابة مهلوسات وحجز 8 آلاف قرص    الترجي يحتفظ بكامل حظوظه للصعود إلى الرابطة الأولى    بقة وبوشرف يتوَّجان بالبرونز    نسيم سعيدي يهدي الجزائر القميص الأصفر    مجموعة استثنائية من المعادن والصخور والحفريات    دورة "بهية راشدي" تحتفي بفلسطين    صدور كتابين للأستاذين بوحالة وبكاي    سعدان يدعم بيتكوفيتش ويعبر عن فخره بالعودة لخدمة الكرة الجزائرية    بوغالي يشارك في مراسم تشييع جنازة الرئيس الإيراني    الجزائر تقدم حلولا أمثل لاستغلال الثروات الإفريقية    الجزائر تمتلك أهم نسيج في الصناعات الصيدلية في إفريقيا    مجازر صهيونية تفتك بالحوامل والرضّع وترعب النازحين    سكيكدة : حجز 8640 قرص مهلوس في عملية نوعية للأمن    نقص في مخزون الزمرات السلبية : الشروع في حملات تبرع بالدم لدعم البنك خلال الصائفة بقسنطينة    ميدالية ذهبية للعدّاء الجزائري عثماني جميل    عون يشرف على تنصيب التركيبة الجديدة    بلمهدي يشرف على تنصيب لجنة متابعة موسم الحج    البطولة الإفريقية للرافل : افتتاح الطبعة الخامسة بتوقرت بمشاركة تسع دول    زيارة المتاحف تعزّز الذّاكرة الوطنية    الدورة ال 77 من مهرجان كان : الإعلان عن الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية    رعاية اليتامى وكفالتهم.. الكنز الكبير    نفحات سورة البقرة    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافات فتح وحماس الفلسطينيتين
مؤشرات الانفراج
نشر في المساء يوم 06 - 06 - 2008

بعد جفاء قارب سنة كاملة عادت علاقة الود بين طرفي النقيض الفلسطيني حركة حماس والسلطة الفلسطينية، حيث أبديا نهاية الاسبوع ليونة غير مسبوقة في مواقفهما واستعدادا للخروج من حالة المقارعة الندية بينهما والتي انعكست بشكل مباشر على موقف السلطة الفسطينية وعلى عامة الشعب الفلسطيني.
وتسارعت الاحداث بشكل لافت نهاية الاسبوع بين طرفي المعادلة الفلسطينية مباشرة بعد اعلان الرئيس محمود عباس قبوله فتح صفحة حوار جاد مع حركة حماس من أجل انهاء حالة الاحتقان بينهما ورفع الغبن على اكثر من 1.4 مليون فلسطيني المحاصرين في قطاع غزة من طرف الاحتلال الاسرائيلي لاكثر من عام .
واعتبر موقف عباس نهاية الاسبوع بالحدث البارز في علاقات الفلسطينيين لم تشأ قيادة حركة حماس تضييعه مما جعلها تبدي هي الاخرى على لسان رئيس حكومتها المقال اسماعيل هنية ليونة مع هذا الموقف المفاجئ والذي رحب به واكد استعداده الجلوس الى مفاوضات مباشرة دون شروط وفي أي مكان يراه الجانبان مناسبا لإنجاح مفاوضات اصلاح ذات البين الفلسطيني.
واذا كان اسماعيل هنية قد وضع مرجعيات اتفاق مكة في فيفري من العام الماضي والمبادرة اليمينة التي رعاها الرئيس علي عبد الله صالح نهاية مارس الاخير كأسس لأية مفاوضات محتملة فانها صبت في سياق نفس الاسس التي طالب بها الرئيس محمود عباس.
بل ان هنية اضاف فكرة ايلاء الجامعة العربية دورا محوريا في اية لقاءات مستقبلية من اجل انجاح محاولة الصلح واعلانه القبول باتفاق على شكل الذي تم التوصل اليه قبل اسبوعين بين فرقاء الازمة اللبنانية بالعاصمة القطرية.
وتجلت الليونة التي أبداها الرئيس محمود عباس في تعاطيه مع الوضع العام الفلسطيني كونه لم يضع شروطا مسبقة كما دأب على فعله في كل المبادرات السابقة والتي انتهت جميعها الى فشل محتوم واكد على جعل المبادرة اليمنية كأرضية للتوصل الى اتفاق فلسطيني فلسطيني يضع حدا لقرابة عام من الفرقة وازدواجية السلطة الفلسطينية واحدة في غزة واخرى في رام الله.
وشكل موقف الاخوة الاعداء في معادلة السلطة الفلسطينية والانسجام الواضح بين دعوة الاول وقبول الثاني منعرجا حاسما في صيرورة الوضع الفلسطيني الداخلي وايضا من حيث انعكاسه على الموقف من ادارة الاحتلال الاسرائيلي .
وهو ما يجعل دعوة الرئيس محمود عباس تقع تحت سيل من التساؤلات بخصوص الدواعي التي جلعت الرئيس الفلسطيني ينقلب على مواقفه السابقة تجاه حركة حماس بدرجة 180 درجة بعد ان كان يصف قادتها بالانقلابيين ورفضه فكرة التحاور معهم ما لم يقبلوا بالعودة الى الوضع الذي سبق احداث 25 جوان من العام الماضي.
وكانت قوات وزارة الداخلية الفلسطينية التابعة لحركة حماس استولت في ذلك اليوم على مقرات الاجهزة الامنية الفلسطينية التابعة للسلطة الفلطسنية في كل قطاع غزة في عمل مسلح غير مسبوق قالت حينها الحركة انها قامت بعمل استباقي لمنع انقلاب وشيك كانت حركة فتح تحضر له على سلطتها الشرعية في قطاع غزة.
وهو ما يدفع ايضا الى طرح السؤال: ما الذي جعل ابو مازن يقبل التفاوض مع اعداء الامس القريب؟.
ومهما تكن الاسباب الخفية لهذا القرار المفاجئ فإنه يتعين العودة الى التوقيت الذي اصدر فيه محمود عباس تصريحاته بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
فقد جاءت دعوته يومين بعد لقاء فاشل مع الوزير الاول الاسرائيلي ايهود اولمرت بالقدس المحتلة والذي استغله هذا الاخير لاعلان اقامة حوالي 900 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية في تحد واضح للمطالب الفلسطينية وايضا في وقت كان فيه الرئيس الفلسطيني يسعى الى اقناع محدثه بضرورة وقف الاستيطان.
كما ان تصريحات عباس باتجاه حركة حماس جاءت في نفس الوقت الذي كان فيه الوزير الاول في ادارة الاحتلال يقوم بزياة رسمية الى الولايات المتحدة التي زعمت رعاية مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ولكنها في واقع الحال عملت الى نقيض ذلك من خلال وقوفها الى جانب اسرائيل عل حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.
والأكثر من ذلك فإن قرار السلطة الفلسطينية بطي صفحة خلافها مع حركة حماس وفتح حوار جاد جاءت في نفس الوقت الذي قطعت فيه وزيرة الخارجية الامريكية الشك باليقين بخصوص استحالة اقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام الجاري كما وعد الرئيس جورج بوش بذلك عندما عبرت عن املها في تحقيق هذا الهدف ولم تؤكده.
ويكون يأس الرئيس الفلسطيني من عدم جدية اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة لدفع عملية التفاوض الى هدفها النهائي هي التي جعلته يقرر الضغط عليهما باعادة الحوار مع حركة المقاومة الاسلامية حماس.
وربما ذلك هو الذي جعل وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس تسارع الى اجراء اتصالات مع الرئيس عباس واكدت انها تلقت تطمينات بعدم التخلي عن شروطه التي سبق ان وضعها امام استئناف الحوار مع حركة "حماس" ومنها التراجع "عن انقلابها العسكري في قطاع غزة" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.