أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس أنها لا تؤيد تحديد أي جدول زمني لسحب قواتها من العراق ضمن المعاهدة الأمنية التي تعتزم ابرامها مع العراق لتحديد طبيعة التواجد العسكري الأمريكي في هذا البلد بعد انتهاء التفويض الأممي في ال31 ديسمبر المقبل. وقال سكوت ستانزل المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس، أن المحادثات الأمنية مع الحكومة العراقية لا تتضمن تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية بل تهدف الى التوصل إلى اتفاق حول مستقبل علاقات البلدين والترتيبات التي ستنظم الوجود الأمريكي في هذا البلد الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال منذ خمس سنوات. ويأتي الموقف الأمريكي مناقضا تماما لتصريحات رئيس الوزراء العراقي التي أدلى بها قبل يومين أمام السفراء العرب المعتمدين في دولة الإمارات العربية والتي أكد فيها أن حكومته تفضل التفاوض مع الطرف الأمريكي حول معاهدة قصيرة المدى لا تتعدى مدتها ثلاث سنوات على أقصى تقدير بدلا من معاهدة طويلة الأمد كما ترغب واشنطن في ذلك. وذهب المسؤول الأمريكي إلى التأكيد على أن هذه المحادثات لا تتعلق بتحديد موعد ثابت للانسحاب وقال "ندرس الشروط وليس جداول زمنية والجانبان متفقان على هذه النقطة". وأكثر من ذلك فقد أكد المسؤول الأمريكي أن حكومة بلاده ونظيرتها العراقية اتفقتا على أنه من الأفضل أن تتخذ هذه القرارات بناء على الظروف الميدانية بدلا من اتخاذها على أساس تحديد جدول زمني للانسحاب. وفي الوقت الذي حذا فيه المتحدث باسم البيت الأبيض حذو نظيره في وزارة الدفاع براين ويتمان الذي قال "فيما يتعلق بالجداول الزمنية سأقول نفس الشيء الذي أقوله بشأن الوضع الأمني وهو أن ذلك يعتمد على الظروف على الأرض". رفض شون مكور ماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الإدلاء بأي تعليق قبل الحصول على توضيحات إضافية لتصريحات رئيس الوزراء العراقي. وكان نوري المالكي ولأول مرة منذ بدء المفاوضات بين واشنطن وبغداد حول الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد أشار إلى ضرورة تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وأدلى المالكي بهذه التصريحات بعد تعرض حكومته لضغوط داخلية وحتى خارجية رافضة لتوقيع بغداد لمثل هذه الاتفاقية التي من شأنها رهن سيادة الدولة العراقية وفتح المجال أمام الشركات الأمريكية لنهب ثروات وخيرات هذا البلد من منطلق أن إدارة الرئيس بوش تريد أن تشمل الاتفاقية المجال الاقتصادي إضافة إلى المجال الأمني. ويجرى العراق والولاياتالمتحدة مفاوضات لإرساء أسس قانونية لوجود القوات الأمريكية بعد 31 ديسمبر عندما ينتهي تفويض قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينظم انتشارها حاليا. وتثير المحادثات الجارية في هذا الشأن انتقادات في العراق من قبل جميع الجهات تقريبا نظرا لاشتباهها فى أن الولاياتالمتحدة تريد الاحتفاظ بقواعد دائمة لها فى هذا البلد وهو ما يضع سيادة الدولة العراقية على المحك. وعلى صعيد التطورات الميدانية أعلن الجيش الأمريكي مقتل أربعة مقاولين وإصابة ثمانية آخرين بانفجار قنبلة شمال العراق. وأوضح بيان للقوات الأمريكية أن القنبلة انفجرت لدى مرور قافلة كانت تقل مجموعة مقاولين غرب مدينة الموصل دون ان يوضح ما إذا كان المقاولون عراقيين أو أجانب. ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من مقتل تسعة عراقيين وإصابة 15 آخرون من بينهم نساء وأطفال عندما فجرت امرأة نفسها في سوق وسط مدينة بعقوبة شمال شرق العاصمة بغداد. وأفاد بيان للجيش الأمريكي أن العام الحالي شهد أكثر من عشرين تفجيرا انتحاريا نفذته نسوة وقع معظمها في محافظة ديالى شمال البلاد.