ما يفعله بشار في جلد اسود وشقيقه ايضا الذي في جلد اسد، ربما هو الانتقام قبل الانتقام، بمعنى أنهما علما بما ينتظرهما وأنهما سيدفعان الثمن "بالتالي والمتلي" كما يقال عندنا وستحملان وزرهما ووزر والدهما، ووزر اسرتهما والنظام الذي يقفون على رأسه، لهذا ينتقمون قدر المستطاع ما دام أن النتيجة واحدة وهو أنهما سيدفعان الثمن آجلا أم عاجلا، إن كانت نهاية القذافي كما يعلمها الجميع لا احد يمكن ان يتنبأ بالنهاية الوحشية التي سيصل إليها الاسد و شقيقه، و ولو رجعت بنا الذاكرة إلى الوراء لقلنا ما اروعها موته التي مات عليها صدام حسين، في ذلك الوقت كان كل الرؤساء العرب يخشون أن يكون مصيرهم مصير صدام حسين، لكن اليوم ومع تسارع الأحداث والمصير الذي آل اليه مبارك والقذافي، صار كل حكام العرب يحلمون بموته صدام حسين، لكن هيهات أن يموت أشباه الرجال مثل الرجال، الحكام الأعراب والعرب منهم الذين تشفوا في صدام حسين يتمنون الموت موته مثله، ولن ينالوها طبعا، فانتقام الشعوب بعد عقود من الإستعباد والذل والهوان لن تمر دون دفع فاتورة الفساد وفاتورة الاستبداد، ولن تنفع هنا مطالب المحاكمات العادلة، ووتيرة حرب الحكام مع شعوبهم تتغير بشكل مذهل، فبالأمس القريب تأسف البعض على الطريقة التي قتل بها القذافي، فهل سيتأسف العالم على الموتة التي سيموتها الأسد، وهل سيطالبون بمحاكمة عادلة، بل الجرائم التي يقترفها نظام الأسد إن حدثت محاكمة عادلة له فهي ظالمة لأنه في الاساس يحتاج إلى محاكمة ظالمة يتولاها الشعب بنفسه، لن تقل عن محاكمة شعب إيطاليا ليمسوليني بل أشد، لهذا كله ينتقم بشار في جلد أسد قبل أن يحين وقت القصاص والانتقام منه وكلما تورط أكثر عظم الانتقام ويا له من انتقام حين يحدث .