على هامش أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يلتقي بالرئيس السنغالي    امتحانا التعليم المتوسط والبكالوريا: تحديد تواريخ سحب الاستدعاءات    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط: التوقيع على 7 مذكرات تفاهم بين متعاملين جزائريين وموريتانيين    في حملة وطنية أطلقت أمس للتوعية بمخاطرها: تحذير من الاستعمال السيّئ لوسائط التواصل الاجتماعي    الرئيس الصحراوي يؤكد مواصلة الكفاح لغاية نيل الحرية    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    إعادة فتح جسر كيسير أمام حركة المرور    ما سيسمح بوصول التغطية إلى 100 بالمئة: مساع لربط 467 سكنا بالغاز في بوراوي بلهادف بجيجل    الرئيس تبون يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتها أمام التاريخ ويؤكد: البشرية فقدت في فلسطين المحتلة كل مظاهر الإنسانية    تواصل مساعيها الدبلوماسية لفضح الصهاينة و وقف العدوان على غزة    باتنة على موعد مع الطبعة الرابعة: مهرجان إيمدغاسن الدولي يحتفي بنجوم السينما الجزائرية    اليوم العالمي لحرية الصحافة: عميد جامع الجزائر يدعو للتصدي للتضليل الإعلامي الغربي    البطولة الإفريقية للسباحة: 3 ذهبيات وبرونزية حصاد الجزائر في اليوم الرابع من المنافسات    الرئيس تبون.. جهود كبيرة في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي    الجزائر الجديدة.. حركية كبيرة وتدابير تشجيعية    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي    الصحافة الوطنية تلعب دورا كبيرا في المشهد الإعلامي    رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن    حقيقةX دقيقة: بعد سنوات الظل..    وسام مالي لمصطفى براف    تحضير المراسيم الجديدة الخاصة ب"عدل 3"    "طوفان طلابي" مؤيد لفلسطين يجتاح أرقى جامعات العالم    الإعلام والمساجد لمواجهة خطر الوسائط الاجتماعية        الجزائر في طريق تحقيق التكامل الإفريقي    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    دعوة إلى توحيد الجهود لحماية الحقوق الأساسية    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    قلعة لإعداد الرجال وبناء الوطن    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    26 مراقبا في دورة تكوينية    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    حجز سيارات، مهلوسات ومحركات مستعملة    توقيف 15 شخصا أضرموا حريقا عمدا بحي رأس العين    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسيّ والإرشاد المهني    رخروخ: الجزائر مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز حضورها الاقتصادي اقليميا وقاريا    السيدة كريكو تبرز "المكانة المرموقة" التي تحظى بها المرأة ضمن المشروع المؤسساتي لرئيس الجمهورية    الدرك الوطني يحذر من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الانترنت    أم البواقي : افتتاح التصفيات الجهوية لمسرح الطفل بمشاركة 11 ولاية    الأمين العام لحركة النهضة من برج بوعريريج: لا بديل عن الانتخابات الشفافة والنزيهة في اختبار من يقود البلاد    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاء بمناسبة الذكرى ال93 لتأسيسها    منشآت رياضية : بلعريبي يتفقد أشغال مشروع ملعب الدويرة    المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين تدعو إلى الاستمرار في النضال في وجه التحديات    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية بعين الدفلى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلم عودة الجزائر للمونديال يمر عبر الاكاديميات ومراكز التكوين
نشر في المواطن يوم 05 - 02 - 2009

رغم تمتع الجزائر بنحو 180 ألف منخرط في أندية كرة القدم بمختلف درجاتها إلا أنها تبقي .بعيدة عن الإستجابة لتطلعات شعب محب للكرة المستديرة و تشكل كرة القدم في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 35 مليون شخصا 75 في المائة منهم من الشباب- الرياضة المفضلة بلا منازع إلا أنها لا تزال مع ذلك غير متاحة للجميع. فقد كانت عواقب الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال الثمانينات وخيمة على عملية تعميم الرياضة بصورة عامة و كرة القدم على وجه الخصوص. وقادت مختلف الإصلاحات المحدثة على الرياضة إلى تخلي الدولة التدريجي عن تمويل الرياضة مما جعل العديد من الأندية تواجه مشاكل مالية أجبرت بعضها على تحديد .دائرة نشاطاتها سنوات عجاف..بسبب غياب التكوين و لم تعد مدارس كرة القدم التي كانت تمثل سابقا احتياطات للمواهب سوى مجرد ذكرى و أصبحت حتى الأندية القليلة التي لا تزال تستمثر فيها غير مقتنعة بجدواها لأن الأندية المعروفة بمدارسها الكروية على غرار جمعيةوهران و نصر حسين داي و أولمبي العناصر تألمت لمدة سنوات بمشاهدة الإنتقال المكثف للاعبيها نحو الأندية .الأكثر ثراء التي كانت تعرض عليهم مرتبات خيالية و تركز أندية الدرجة الأولى منذ تخلي الدولة عن تمويلها- تركز بالأساس على فرق الكبار مفرجة عن مبالغ ضخمة لشراء لاعبين و استقدام مدربين مما يؤدي غالبا .إلى اختلال وضعها الماليو تسعى العديد من الأندية للإستفادة بأي ثمن من أفضل اللاعبين المعروضين في السوق مما يجعلها تستنزف مواردها بعد جولات قليلة من بداية الدوري.و قد وجب انتظار هذا العام حتى يقرر الإتحاد الجزائري لكرة القدم (فاف) وضع حد لهذه الفوضى في سوق تنقل اللاعبين و مطالبة الأندية بالقيام بهذه .العمليات في إطار احترام الإجراءات الضريبيةو كانت عمليات شراء و إعارة اللاعبين تجري في مناخ من الفوضي يؤدي أحيانا إلى نزاعات بين رؤساء الأندية بخصوص بعض اللاعبين. إلا أن تنظيم المباريات هو المتسبب في عدم إعارة أهمية كبيرة للفئات الأصغر سنا. يذكر في هذا الخصوص أن مباريات الكبار كانت في الثمانينات تسبقها مباريات الشباب و الأواسط و الأصاغر و مباريات مدارس كرة القدم. إلا أن هذه الفئات أصبحت اليوم تلعب أمام مدرجات فارغة و في توقيت غالبا ما يكون غير مناسب. و تجد هذه الفئات نفسها حتى فيمايتعلق بالتدريبات مضطرة لاقتسام أرضيات الميدان مع فرق الكبار إن لم يتم إجبارها على التدريب في أماكن أخرى.و إضافة إلى الأندية ال 17 لدوري الدرجة الأولى والتي ستصبح 18 بداية من العام المقبل و الأندية ال 48 ل لدرجة الثانية تتمتع الجزائر أيضا بعدد هائل من أندية الدوريات الدنيا (الجهوي و الشرفي و ما قبل الشرفي). إلا أن أنظار مسؤولي كرة القدم الجزائرية لا تتجه سوى لأندية النخبة و الفريق .الوطني و بالأخص منتخب الكبار .---------------------------------------- أكاديمية نادي بارادو: مشتلة ثرية ببراعم واعدة تجسدت الفكرة في شهر جوان 2007: مع إطلاق نادي بارادو (القسم الثاني) مدرسته الخاصة بتكوين الشباب: "الأكاديمية" و هي الأولى من نوعها في الجزائر والتي تستقطب اليوم بالملعب البلدي الصغير لحيدرة محبي اللعب الجميل والذين جاءوا ليتابعوا عن كثب أسطورة المواهب الشابة التي تداعب الكرة باقدام حافية. سواء في الأحياء أو المقاهي و حتى في مواقع العمل أصبحت نجزات و فنيات هؤلاء اللاعبين الصغار الذين تم إنتقاؤهم بعناية إذ أن معظمهم لا يتجاوز سن 12 سنة و قدموا من كل أنحاء التراب الوطني حديث العام و الخاص هذه الأيام. ظاهرة اجتماعية جديد لقد أصبحت هذه الأكاديمية ظاهرة إجتماعية حقيقية: فكل يوم خميس يغص ملعب حيدرة عن كامله إذ يتزايد إقبال الجماهير المتعطشة لمتابعة اللعب الجميل يوما بعد يوم. و قد نالت هذه الأكاديمية من الشهرة و السمعة ما جعل المتتبع يشعر و كأنه يتابع لقاء كرويا محليا للأكابر. فالجمهور الحاضر الذي يتوافد من كل أحياء العاصمة و حتى من الولايات المجاورة قد ألف هذا الوضع: فهو يتابع كل يوم على مدار الأسبوع فنيات و مهارات "النجوم الصغيرة منبهرا أمام التحكم و الأداء و المستوى الكبير الذي يقدمونه. و ما يميز هذا الفريق و يصنع شعبيته الكبيرة هو كونه يلعب بدون حارس و لاعبوه حفاة الأقدام على أرضية جافة أو مبللة و هذا ما أثار المزيد من الاعجاب من قبل الجماهير و محبي هذه المدرسة. و قد أدرك رئيس نادي بارادو السيد خير الدين زتشي ضرورة إطلاق مركز للتكوين مخصص للشباب يعد على حد قوله الوسيلة الوحيدة التي تجعل الكرة الجزائرية قادرة على إسترجاع أمجاد الماضي. مدرسة للمواهب الصاعدة و تحقق النجاح بفضل المكون الفرنسي جان مارك غييو. فرئيس نادي بارادو أوكل اليه مهمة إنشاء هذه الأكاديمية و السهر على سيرها الحسن. هذا الخبير الذائع الصيت تجول عبر كل اصقاع العالم حيث ساهم في إنشاء و تسيير العديد من المدارس الخاصة بالتكوين. و في كوت ديفوار أشرف الفرنسي لا سيما على مدرسة كرة قدم ذاع صيتها و هي نادي أسيك ميموزا. و فوق هذه الأرض التي طالما أنجبت من المواهب الشابة التي سطع بريقها عاليا في كرة القدم العالمية كان له الفضل في اكتشاف الأخوين كولو و يايا توري اللذين يلعبان حاليا في صفوف فريقي أرسنال و اف.سي. برشلونة الى جانب المهاجم سالومون كالو مهاجم تشيلسي. الفضل لزطشي والعمل لغيو و في الجزائر كان رئيس نادي بارادو يعمل على بلورة مبادرة حميدة تتمثل في تمكين 16 لاعبا شابا يتم اختيارهم بعناية من ضمن 20.000 مترشح و يخصص لهم إطار مناسب للتكوين و التفتح. و على حد قول أوليفي غيلو حفيد الفرنسي جون مارك الذي أوكلت له مهمة إنشاء أكاديمية التكوين في كرة القدم فإن هذه الأخيرة لا تختلف عن نظيراتها المتواجدة عبر أقطار العالم. و في تصريح له غييو "إن الانطباعات طيبة فهي نفس الانطباعات التي سجلناها على مستوى باقي الأكاديميات لا سيما منها تلك المتواجدة بمدغشقر و كوت ديفوار. بمعنى أن الأطفال يتميزون بالجدية و يعملون بشكل دؤوب من أجل تحسين مستواهم و وتيرتهم العادية". و أعتبر غييو أن اللاعبين الشباب سهلوا من مهمته بالنظر سلوكهم السوي و إنضباطهم و تفانيهم سواء داخل الميادين أو خارجها. و أضاف في ذات الصدد "إنهم عازمون كل العزم و يأملون في تعلم أسرار هذا التخصص مهما كلفهم ذلك من جهد و وقت. لقد تكيف هؤلاء الأطفال مع محيطهم الجديد بسهولة كبيرة كما أن رغبتهم في اللعب و اقتحام عالم كرة القدم كبيرة. لقد سهلوا لي بالفعل المهمة". و تضم الأكاديمية 16 لاعبا تم انتقاؤهم وفق معايير و مقايسس صارمة. إذ يعتقد غيو أن تلك العناصر الشابة تتمتع بالكفاءات و المهارات التي تؤهلها للإنضمام إلى هذه المؤسسة. و أوضح غييو "لقد أكتشفنا لديهم مواهبا كبيرة و لهم قدرة بيرة على التعلم و تحسين مستواهم. صحيح أن الإنضمام إلى التشكيلة صعب جدا حيث قمنا بمعاينة 20.000 طفل مع إنطلاق العملية قبل أن يقع إختيارنا على 16 من بينهم. إنهم يجمعون بين القدرات الفنية و الذكاء في اللعب و اللياقة البدنية الجيدة". بالنسبة للمنشأت التي وضعت في متناول الأكاديمية أكد المكون الفرنسي أن الأمور من هذا الجانب تسير نحو الإتجاه الصحيح. و صرح المتحدث في هذا الشأن "إن ادارة بارادو تبذل قصارى جهدها لتوفر لنا كل الشروط اللازمة. نحن نعمل في إطار مناسب و جيد. ننتظر بفارغ الصبر التنقل إلى موقعنا حيث يترقب أن نستقر بتسالة المرجة بالقرب من بوفاريك التي ستحتضن منشأتنا مستقبلا. لكن لحد الساعة فالعمل بملعب 5 جويلية و بالمحالمة صباحا او بحيدرة مساء يجعلنا ننشط فوق أرضيات ذات نوعيات ممتازة تمكننا من اللعب بشكل صحيح من الناحية الفنية. اللعب بدون أحذية وبدون حارس مرمى إن اللعب بدون أحذية رياضية و بدون حارس مرمى أمر غير مسبوق في الجزائر الأكاديمية تستقطب الجمهور العاصمي و تثير فضول الصغار و الكبار لكونها ظاهرة فريدة من نوعها. لكن كيف يا ترى يلعبون حفاة الأقدام. و صرح في ذات الصدد "إذا أردنا أن نزخر بلاعبين موهوبين فنيا فلندعهم يلعبون حفاة الأقدام على غرار أطفال باقي البلدان الإفريقية. هذا سيجعل قذفة اللاعب أكثر دقة و قوة و يجعله يداعب الكرة بنعومة و سلاسة أكثر". برنامج عمل المحترفين برنامج العمل المطبق في الأكاديمية يكاد يماثل برنامج العمل الذي يخضع له اللاعبون المحترفون على أعلى مستوى. فاللاعبون يخضعون لنشاطات و تدريبات شاقة نوعا ما بوتيرة إثنين في اليوم كما يتابعون تمارينا فنية و تكتيكية و تمارين للتحمل و منذ الساعة ال07.00 صباحا يكون كل اللاعبين حاضرين بالملعب لمزاولة حصة تدريبية تستغرق ساعة و نصف. و ما بين الساعة ال09.00 و ال09.30 يتعين عليهم جمع أدواتهم و مقتنياتهم سريعا على مستوى إقامة بابا أحسن قبل أن يجلسوا على الطاولة لتناول فطور الصباح في جو بهيج و حميمي. و إلى جانب الحاجبتين و السائق الذين يسهرون على راحة لاعبي الاكاديمية هناك حارس الإقامة و العون المكلف بالتموين و مساعد المدرب عيش جمال الذي يتابع الاعبين و يسهر على خدمتهم 24 سا/24. و على الساعة ال10.00 يحين وقت الدراسات. فالأكاديمية تتوفر على مسؤول بداغوجي تتمثل مهمته في السهر على تلقين لاعبي المدرسة المعارف العلمية و التطبيقية.و إلى جانب دروس المدرسة الوطنية للتعلم عن بعد التي يلقنها لهم خمسة أساتذة ينظم امتحان شهري حتى يتمكن الأولياء من الإطلاع و الاطمئنان على تمدرس أبناءهم و تزاول براعم الأكاديمية نفس الدروس و المناهج التعليمية المخصصة لأقرانهم من نفس السن. و يبلغ معدل الحجم الساعي أربع ساعات كل يوم. و بعد الفطور و قيلولة صغيرة يستأنف اللاعبون الدروس لمدة ساعة قبل حصة تدريبية إلى غاية الساعة ال17.00 أو ال18.00. و عند العودة إلى الملعب يتناول اللاعبون وجبة العشاء. و تخصص الفترة المسائية للراحة و الاسترخاء حيث يتابع التلاميذ البرامج التلفزيونية أو يتبادلون أطراف الحديث و قد يمارسون نشاطات أخرى للتسلية. و يتم إطفاء الأنوار على الساعة ال22.00 على أقصى تقدير. "الحلم باللعب لنجوم ريال مدريد" هؤلاء اللاعبين الشباب المنتمون إلى أوساط إجتماعية محرومة يحلمون أحلاما كثيرة لكنهم يتقاسمون غاية و هدفا واحدا: هو تقمص الألوان الوطنية و أن يبلوا البلاء الحسن على غرار أسلافهم. همهم الأول و الأخير و شغلهم الشاغل هو إتمام التكوين و التربص بنجاح و الإلتحاق بالأندية الأوروبية الكبيرة و العريقة. فعبد الرؤوف بن غيت من الأغواط يراوده حلم لطالما تمنى لو يجسده على أرض الواقع ألا و هو المشاركة في أعرق و أقدم المنافسات: رابطة الأبطال الاوروبية في صفوف ريال مدريد الاسباني. و أردف هذا البرعم الموهوب "لقد حققت جزء من حلمي بتواجدي ضمن هذه الاكاديمية لكن طموحي اكبر بكثير. فأنا أعمل دون هوادة مع رفاقي حتى أصبح لاعبا في كرة القدم أحلم بالإنضمام يوما ما من يعلم إلى ريال مدريد و المشاركة في رابطة الأبطال الأوروبية سأقدم كل التضحيات لبلوغ هذا المبتغى". من جهته صرح مصابيح زكريا من قسنطينة أنه لا ينوي "أبداءارتداء ألوان أعرق ناديي مدينة الجسور مولودية و شباب قسنطينة فطموحه الأول هو الإنضمام إلى البطولات الأوروبية الكبيرة. و أضاف في ذات الشأن "لقد اضحى المستوى الفني للكرة الجزائرية رديئا يثير الحسرة لذا أحلم باللعب في أوروبا حيث ستتاح لي فرص أكبر لتحسين مستواي و إمكانياتي. لست مستعجلا لتحقيق ذلك فالعمل و المثابرة هما مفتاح النجاح. لقد فتحت لنا الأكاديمية الأبواب و ما علينا سوى إستغلال هذه الفرصة الثمينة التي قد لا تتكرر مرة أخرى". و كان خير الدين زتشي أكثر تواضعا فقد صرح في نفس السياق "من البديهي أن اللاعبين الشباب الذين كونتهم الأكاديمية سيلتحقون بفريقنا نادي بارادو". و أردف رئيس نادي بارادو قائلا "إن لاعبي مدرسة نادي بارادو سيلعبون في صفوف فريقهم
لكن إذا تم تقديم مقترحات تستحق الرد من البديهي أننا سنسعى لإنجاح الاستثمار". و أضاف في ذات الصدد "هناك بالطبع عامل انجاح الاستثمار حيث أن المردود المالي سيوجه لتمويل الاستثمارات المقبلة على مستوى الأكاديمية". بعبارة اوضح بإمكان لاعبي الأكاديمية الإلتحاق بالأندية الأوروبية. و في رده عن سؤال حول أحلام شباب الأكاديمية صرح السيد زتشي "كل اللاعبين على غرار بيكهام و روبينهو كانوا أطفالا و كانوا يحلمون باللعب ضمن أكبر الأندية". و سيتم إنطلاق الدفعة الثانية لأكاديمية نادي بارادو يوم الجمعة 6 فيفري مع إجراء العديد من الحصص التدريبية التنافسية على مستوى الملاعب الملحقة ب5 جويلية بالنسبة للاعبين الشباب الذين ولدوا ما بين سنتي 1996 و 1998 . -------------------------------- بهدف النهوض بكرة القدم الجزائريةترسيم مشروع انشاء مدرسة وطنية لكرة القدم بسيدي موسى تم ترسيم مشروع انشاء المدرسة الوطنية لكرة القدم من خلال نشر المرسوم التنفيذي الذي يحدد انشاء هذه المدرسة في العدد الاخير من الجريدة الرسمية. "فبعد ان كان مجرد مشروع حان الاوان-- حسب الاوساط الرياضية—تتجسيد الفكرة على ارض الواقع. واوضح المرسوم التنفيذي الذي ركز على "شروط انشاء وتنظيم و تسيير المدارس الرياضية الوطنية و الجهوية المتخصصة " ان هذه المدرسة ستقام بسيدي موسى (ولاية الجزائر). وستتوفر مدرسة سيدي موسى كذلك على ملحقات جهوية لها بسطيف و بسكرة و سيدي بلعباس. ويأتي إنشاء هذه المدرسة الوطنية لكرة القدم عقب المدارس الرياضية الوطنية الجهوية المتخصصة. " وسيتم انشاء هذه المدارس على حدى بموجب مرسوم تنفيذي وسيكون الهدف الرئيسي من انشاء هذه المدارس الوطنية هو الاستجابة للاهداف الاستراتيجية لتطوير الرياضة الوطنية"وفق ما ينص عليه المرسوم التنفيذي الذي نص على انشاء هذه المدارس. وحسب المرسوم التنفيذي فانه يمكن لهذه المدارس تقديم تكوين متخصص لفائدة الاندية و الرابطات و الاتحاديات. ويرى المتتبعون ان اصدار المرسوم التنفيذي المتعلق بالمدرية الوطنية لكرة القدم و كذا المدارس الرياضية الوطنية ياتي من اجل تقنين هذا الاختصاص الجديد في المدارس الرياضية العمومية و الخاصة. ومعلوم ان الساحة الرياضية الجزائر ية تتوفر حاليا على مدرستين متخصصتين تنشط عمليا في الميدان ويتعلق الامر اكاديمية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي تؤطر الفئة العمرية (اقل من 17 سنة) و اكاديمية كرة القدم لنادي بارادو التي تؤطر الفئة الشابة بين (12 و 15 سنة) .---------------------------------- أكاديمية كرة القدم "للفاف"تجربة رائدة لصقل مواهب واعدة تعتبر أكاديمية التكوين للاتحادية الجزائرية لكرة القدم قطبا بارزا وتجربة رائدة غير مسبوقة في مجال الاهتمام والتكفل بالمواهب الشابة في الجزائر لصنع أبطال المستقبل على قواعد سليمة. حتى و إن كانت الجزائر متأخرة في مجال تكوين اللاعبين الشبان بالاعتماد على صيغة التكوين في المدارس الكروية أوالاكاديميات إلا أن هذه التجربة من شأنها أن تساهم في بناء فريق وطني قوي في المستقبل قادر على إعادة أمجاد الكرة الجزائرية التي فقدت بريقها في السنوات الأخيرة. حلم طال إنتظاره .. ورغم أن هذا المشروع كان لوقت قريب حلم راود الكثيرين وطالب به كل الفاعلين الرياضيين منذ سنوات خلت إلا أنه لم ير النور الا مطلع عام 07 حينما تم التفكير في ضرورة إعداد فريق وطني تنافسي قادر على تمثيل الالوان الوطنية على أحسن وجه في كأس إفريقيا لأقل من 17 عاما المقررة في مارس المقبل بالجزائر. وعن فكرة إنشاء الأكاديمية, أوضح المدرب الوطني الاول للفريق السيد عثمان إبرير قائلا " بعد معاينة و إنتقاء اللاعبين في التربصين الأولين في فيفري 2007 لتكوين فريق وطني وتحضيره لكأس إفريقيا لأقل من 17 عاما المقررة في مارس 2009 بالجزائر كان لزاما تحضير فريق تنافسي قادر على تحقيق نتائج جيدة و إفتكاك واحدة من بطاقات التأهل الأربعة لكأس العالم المقررة سبتمبر 2009 بنيجيريا وأضاف " أخذنا نفكر ونتساءل عن الطريقة المثلى للوصول بهذا الفريق الى المستوى التنافسي الذي تتطلبه البطولة الافريقية التي تشمل أحسن المنتخبات كنيجيريا (بطلة العالم في هذه الفئة) وغانا (صاحبة المركز الثالث في المونديال السابق). وفي الأخير هدانا تفكيرنا لضرورة إبقاء هذه المجموعة في تجمع دائم ومن هنا إنطلقت فكرة إنشاء أول أكاديمية تابعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم". فبعد إنتقاء 20 لاعبا من بين 200 مترشحا لولوج الفريق الوطني دخلت التشكيلة الجزائرية في المرحلة الثانية الخاصة بالتحضيرات لتتبع بالمرحلة الثالثة المتعلقة بالجانب التنافسي بداية من أوت الماضي حيث تم إجراء 29 مباراة دولية ودية. أجواء مرح و ... انضباط الزائر للأكاديمية سرعان ما يقف على الأجواء المريحة التي يصنعها لاعبون في سن المراهقة في رواق فندق 5 جويلية, مقر إقامتهم, مكان يعج بالنشاط والحركة في كل الإتجاهات. فهذا حامل لمنشفة وذاك لسجادة وقهقهات و أصوات تتعالى من بعض الغرف ومن مطعم الفندق الذي كانوا يستعدون للخروج منه بعد تناول وجبة الغذاء قبل أن ينضبط الجميع بمجرد رؤية المسير الإداري للفريق الذي خاطبهم بلطف لإلتزام الهدوء. فلا البعد عن ذويهم وأصدقائهم ولا كثافة برنامجهم الاعدادي والدراسي دلى -على ما يبدو- بدلوه على مزاجهم وسلوكهم. وما هي إلى لحظات حتى خيم السكون على المكان وكأن لا أحد متواجد في الفندق حيث إلتحق كل لاعب بغرفته لأخذ قسط من الراحة قبل مباشرة التدريبات التي تنطلق حسب البرنامج اليومي المسطر على الساعة الثالثة. وبعد مرور ساعة من الزمن ومع إقتراب عقارب الساعة من موعد الالتحاق بملحق 5 جويلية بدأت حركة دؤوبة تملئ رواق الفندق فشرع اللاعبون يلتحقون بقاعة الإنتظار, الواحد تلو الآخر مرتدين زيا موحدا مؤلف من بدلة رياضة رمادية و سترة واقية من الأمطار باللون الأخضر. ليلتحق الجميع وهم محملين بلوازم التدريب وفي لقاء مع مجموعة من اللاعبين سرد كل واحد منهم تجربة إلتحاقه بالأكاديمية وكيفية تعايشه مع هذا المحيط الجديد الذي يجعله في عزلة عن الحياة الاجتماعية والعائلية التي ألفها قبل أن "ينخرط" في فضاء تحكمه قواعد صارمة وعمل جاد و التزام ببرنامج توقيت مضبط علقت نسخة منه على الواجهة الخارجية لباب إحدى الغرف المطلية باللون البنفسجي. لما "تتزاوج" الموهبة الرياضية بالتفوق الدراسي... وكان ابراهيم بيكاكشي قائد الفريق أول الذين تحدث عن تجربته وعلامات الحياء تعلو محياه ليخاطب بصوت هادئ قائلا " جئت من وفاق سطيف الذي شجعني مسؤولوه على خوض تجربة المشاركة في الاختبارات الانتقائية ليتم اختياري للمشاركة في المهرجان الوطني في مارس 2007 الذي حضرته كل التشكيلات الجهوية. وتكلل هذا المجهود باستدعائي لتربصات الفريق الوطني, فكنت بعدها عضوا في الاكاديمية التي أنشأت فيما بعد . وها أنا أزاول دراستي في الثانوية الرياضية بالدرارية بالتزامن مع ممارسة الرياضة". ويعتبر بيكاكشي مثال الطالب المجد والمتفوق في دراسته والرياضي المثابر بشهادة مدربه عثمان إبرير الذي أثنى عليه كثيرا و إمتدح أخلاقه وحسن سلوكه وموهبته الفذة في لعب كرة القدم كما نال بيكاكشي الذي يدرس في السنة الثانية ثانوي ثناء رفقائه الذين تحدثوا كثيرا عن قدرته في التوفيق بين الدراسة والرياضة, في ظل صمته حيث إكتفى برسم إبتسامة خفيفة على وجهه قبل أن يعلق "هذا ما لدينا: الدراسة والرياضة فقط". وتحدث هذا اللاعب الذي يشغل منصب مدافع حر في الفريق الوطني عن العلاقات "الاخوية" التي تجمع بين عناصر المنتخب وعن التحسن الملحوظ الذي طرأ على أداء التشكيلة منذ دخولها للأكاديمية وعن أهمية مشاركتهم في منافسات البطولة الوطنية للأواسط (-19 عاما) كنادي. وتطرق زميله في الفريق شرشار محمد إلياس القادم من نادي جمعية الشلف إلى الصعوبات التي يلاقيها اللاعب في بداية الأمر عند ولوجه الاكاديمية " كل شيئ يتبدل على اللاعب. نشعر في البداية أن أمورا كثيرة تنقصنا كالعائلة و الأصدقاء والبرامج الترفيهية كمشاهدة التلفزيون مثلا. لككنا بعد مدة نضطر للتأقلم والتعود فلا خيار لدينا". ويرى شرشار المتأثر بطريقة لعب المدافع السابق للمنتخب الوطني فضيل مغارية أن الفريق " يسير في الإتجاه السليم و لاينقصه سوى تحسين بعض الامور ليكون جاهزا للمشاركة في كاس افريقيا المقبلة بالجزائر". وإذا كان اللاعبون الذين إلتحقوا بالأكاديمية منذ سنتين قد تأقلموا مع محيطهم الجديد فإن البعض لا يزال في البداية على غرار عثماني وليد الذي لم يمر على وجوده في الأكاديمية سوى سبعة أشهر. فبالرغم من أن إختيار الطاقم الفني الوطني لم يقع عليه في المهرجان الوطني الأول, إلا أن الحظ إبتسم له في المرة الثانية " بفضل العمل والمجهود الذي بذلته. فعدم إختياري في البداية لم ينل من عزيمتي بل دفعني لإعطاء المزيد بتشجيع من مدربي لألتحق في الأخير بالأكاديمية" مثلما أوضحه اللاعب. من أجل الاحتراف ...كل شيئ يهون ويخضع المتربصون في الاكاديمية إلى نظام جد صارم. فكل خطوة في حياتهم اليومية محسوبة وخاضعة لبرمجة مسبقة. فالإستيقاظ حدد على الساعة

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.