حددت المؤسسة الألمانية "اتحاد دعم التنمية" خارطة الكوارث الطبيعية المحتملة في العالم خلال السنوات العشر المقبلة، ومن ضمنها منطقة الشمال الإفريقي التي تضم الجزائر، تونس المغرب ومصر وليبيا بدرجة اقل، مصنفة المخاطر الطبيعية التي تحدق بأكثر من 100 دولة عبر العالم في 4 مستويات مقرونة بنسب مئوية حول درجات الخطورة. المستوى الأول على الخريطة هو باللون الأحمر الداكن، دليل الخطورة الكبيرة، ثم الأحمر الفاقع وبعده الفاتح وتدرجاته ثم الأخضر الغامق ليحدد على الخريطة أقل الأمم عرضة للكوارث المحتملة، ثم تدرجات اللون الأخضر لتعكس درجة انكماش الخطورة. وتضمن التقرير حول مخاطر الكوارث، توقعات علمية حول حجم مخاطر الزلازل والفيضانات والأعاصير والبراكين، حيث أشار إلى مؤشر الأحمر الغامق ويشمل بلدان وسط إفريقيا وتشيلي وبنغلاديش ومنطقة الكاريبي ومدغشقر وشمال اليابان، ومؤشر الأحمر الفاقع وشمل العديد من بلدان إفريقيا الشمالية من ضمنها الجزائروتونس والمغرب ومناطق محددة في الساحل الافريقي، ثم مؤشر الأحمر الفاتح جدا ويشمل الصين والهند وباكستان والولايات المتحدة وبلدان غرب القارة الأمريكية الجنوبية والمكسيك. اللون الأخضر، ويعني أن الخطر أقل ما يمكن (مؤشر 0,0-3,65)، شمل كندا وشمالها وصولا إلى القطب، وغرب أوروبا وخصوصا الدول الاسكندينافية واستراليا، الأخضر الفاقع وشمل روسيا والمملكة العربية السعودية (3,75-5,80) ثم الأخضر الفاتح جدا ويشمل البرازيل والأرجنتين والأورغواي والباراغواي.وواضح من هذا التقييم أن البلدان الصغيرة، الأقل تطورا، والأفقر هي الأكثر عرضة للكوارث المحتملة في المستقبل القريب. ومعلوم أن الكوارث الطبيعية تكررت بشكل ينذر بالخطر في السنوات الأخيرة وتراوحت، باستثناء كوارث المفاعلات النووية، بين الزلازل والفيضانات والأعاصير والبراكين. ويظهر المنحنى البياني الذي رسمه خبراء المنظمات الدولية لعدد الكوارث التي حدثت في العالم مدى ارتفاع مخاطر هذه الكوارث مثل الفيضانات والزلازل وغيرها. معطيات المنحنى شملت الكوارث (المسجلة رسميا في تقارير الأممالمتحدة) بين 1970 و2010 ويظهر أن عدد الكوارث قد تضاعف 5 مرات خلال 40 سنة. إذ سجل العالم عام 1970 أقل من 100 كارثة طبيعية، قفز هذا الرقم إلى 300 كارثة عام 1990، ثم إلى 520 عام 2000، نحو 500 عام 2006 ونحو 440 عام 2010. ويقول الخبراء أن الانخفاض النسبي في السنتين الأخيرتين لا يعني شيئا، لأن المنحنى يرتفع بإطراد منذ عام 1970 ومن غير المتوقع انخفاضه دون أن يتخذ العالم الإجراءات الكفيلة بمعالجة دور الإنسان في تفاقم حدوث هذه الكوارث، وخصوا التلوث البيئي وتوسع ثغرة الأوزون والتصحر والاستغلال المفرط للأراضي الزراعية. وجدير بالذكر أن معظم البلدان العربية تقع خارج قوس الكوارث الكبرى المحدقة، عدا المخاطر المتوسطة المحتملة في السودان والجزائر والمغرب، وجاءت جل بلدان الخليج في المناطق الأكثر أمنا.