أكد الدكتور إلياس بوكراع الخبير في القضايا الأمنية، أن دول الساحل قادرة على محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، بشرط أن تضع طاقاتها في سلة واحدة من خلال توحيد جهودها في هذا الإطار ووضع إستراتيجية واضحة تبدأ بالتحديد الدقيق للخطر والأهداف وقراءة موحدة للأحداث، إلى جانب توفر النية والإرادة السياسية حول العمل المشترك. وفيما أشار بوكراع إلى أن الإمكانيات المادية والبشرية لكل بلدان الميدان كافية للقضاء على الإرهاب في المنطقة، لم ينف أهمية التعاون الغربي خاصة من الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بتبادل المعلومات والتكوين والتكنولوجيات التي تساعد على محاربة هذه الظاهرة. وحسب "موقع الإذاعة الجزائرية"، قال بوكراع أن الاهتمام الأمريكي بالتعاون مع دول منطقة الساحل في مكافحة الإرهاب يعود إلى التنظيم والإطار الذي أصبحت تتميز به هذه الدول فيما بينها، إلى جانب ما أصبحت تتمتع به من إستراتيجية وأهداف محددة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ما جعل من السهل التعامل معها.وأضاف بوكراع أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أحداث سبتمبر 2001 ، اكتشفت أن الجماعات الإرهابية خطر على أمنها، وأمن مصالحها في الخارج، وخاصة فيما يتعلق بالطاقة، ما يعني أن أمريكا لها مصلحة في المشاركة في كل السياسات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وهي تبحث بأن تكون أين توجد مصالحها. وأكد الياس بوكراع أن دول الساحل قادرة على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في إطار جماعي منظم ومتفق عليه، لكن لا يتم ذلك إلا من خلال توحيد جهودها ووضع إستراتيجية واضحة تبدأ بالتحديد الدقيق للخطر ووضع قراءة موحدة للأحداث مع توفر النية والإرادة سياسية حول العمل المشترك، مشيرا إلى أن الإمكانيات المادية والبشرية لكل بلدان الحقل كافية إلى حد ما للقضاء على الإرهاب في المنطقة. وحول مساندة الدول الأجنبية في مكافحة الارهاب اعتبر بوكراع المساندة ضرورية في ميدان مكافحة الإرهاب، على اعتبار أن هذه الظاهرة عابرة للقارات وليست إقليمية أو قومية، والتي تتأثر بالأحداث التي تجري في العالم كالوضع في فلسطين وليبيا والعالم العربي بصفة عامة ويكون له تأثير على المنطقة ومن شأنه تغذية الجماعات الإرهابية، كما أنه لا يمكن احتواؤه بالوسائل الوطنية أو الجهوية، مشيرا إلى أن اجتماع الجزائر الأخير حول مكافحة الإرهاب كان –كما قال بوكراع- واضحا في هذا الأمر ولم يغلق الباب للمشاركة في هذه الحرب ضد الإرهاب التي تعد إستراتيجية كاملة تحتوي على الباب العسكري والباب الاقتصادي والباب السياسي والفقهي أيضا، رغم أن الموضوع يهم دول المنطقة بالدرجة الأولى. وفيما لم ينف الخبير في القضايا الأمنية، أن تستعمل الولاياتالمتحدةالأمريكية كل الوسائل لتأمين مصالحها في المنطقة بالنظر إلى تجاربها في دول أخرى من العالم، أكد على أن التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مكافحة الإرهاب أساسي وضروري في مستوى تبادل المعلومات والتكوين والتكنولوجيات التي تساعد على محاربة هذه الظاهرة، وحتى على المستوى الاقتصادي (التنمية الاقتصادية)، وشدد على ضرورة بقاء محاربة الإرهاب الهدف الحقيقي والوحيد في هذا المجال.وأوضح بوكراع، أن العالم يمر بظرف تاريخي خطير يمتاز بالأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعاني منها دول الغرب التي جعلتها بحاجة كبيرة إلى رؤوس أموال ما قد يدفعها إلى انتهاج سلوكات قد تشكل خطرا على المنطقة، وهو ما اتضح جليا خلال الازمة في ليبيا التي انطلقت من مبدأ حماية المدنيين وأخذت صبغة قانونية نتيجة قرار من الأممالمتحدة في البداية، إلا أنها انحرفت مع مرور الوقت وعرفت تجاوزات عديدة.