عادت مجددا صحف بريطانية لانتقاد السلطات الفرنسية بخصوص قضية أحداث تولوز، وقالت إن الأهم في القضية يتمثل في الكيفية التي سيتعامل بها ساركوزي مع تداعياتها، وخاصة فيما يتعلق بشؤون الأمن والهجرة في البلاد.في هذا الصدد، قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنه يجب ألا تتسبب حادثة تولوز في بعث روح الانقسام في المجتمع الفرنسي، موجهة رسالة الى ساركوزي وقالت فيها إنه يجدر به "بقدر اهتمامه بأمن بلاده"، الاهتمام أيضا بكيفية دمج المهاجرين من شمالي إفريقيا بالمجتمع الفرنسي، والذي يعتبر قضية هامة أهملتها حكومته. وأوضحت أنه "لا شيء جلب الرعب إلى فرنسا، أكثر من منظر طفلة بعمر السابعة، وقد أمسك القاتل بشعرها مطلقا الرصاص على رأسها في مدرستها"، وقالت إن فرنسا الآن في الأسابيع الأخيرة من الاستعدادات للانتخابات الرئاسية، وإن ثمة مسؤولية تقع على عاتق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تتمثل في ضرورة عدم انزلاق الحملات الدعائية لتلعب على وتر الاضطهاد والخوف في البلاد. وأثنت الصحيفة على الأسلوب الذي تعامل به ساركوزي مع ما وصفتها بالأزمة حتى الآن، موضحة أنه دعا إلى هدنة بشأن الحملات الدعائية، وأنه ركز على ضرورة الوحدة الوطنية. وقالت إن الأهم بشأن أحداث تولوز، يتمثل في الكيفية التي سيتعامل بها ساركوزي مع تداعياتها، وخاصة فيما يتعلق بشؤون الأمن والهجرة في البلاد. وأوضحت أن ثمة أسئلة بشأن فشل الأجهزة الأمنية الفرنسية في توقع المخاطر في كون مراح "إرهابيا" محتملا، والذي كان يميل إلى ما وصفته بالتطرف الإسلامي، والذي كان أيضا على لائحتي المراقبة في فرنسا والولايات المتحدة على حد سواء. ونسبت إلى وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان القول، إنه لا يشكل جريمة أن يكون المرء مسلما سلفيا، مضيفة أن وزراء آخرين قالوا إنه لا يمكن أن يودع في السجن كل من يسافر إلى باكستان، وأضافت أنه ليس هناك من دليل على أن فرنسا بحاجة إلى مجموعة من التشريعات الجديدة لمكافحة "الإرهاب"، مشيرة إلى أن ساركوزي يقترح اعتبار التردد على مواقع تروج "الإرهاب" جريمة يحاسب عليها القانون، ومثل ذلك السفر للخارج لتلقي تعليمات أو الاقتراب من مواطن "الإرهاب". هذا، وكانت صحيفة تايمز البريطانية قد انتقدت السلطات الفرنسية بشأن الطريقة التي تعاملت فيها مع الفرنسي محمد المراح، وقالت إنه لو قامت الشرطة الفرنسية بإلقاء القبض عليه ومحاكته، لخدمت العدالة بصورة أفضل من إنهاء حياته بصورة مؤلمة.