عرفت يوم أمس مختلف الهياكل الصحية الجوارية على مستوى نصف بلديات قسنطينة شللا تاما، بعد أن قررت نقابة ممارسي الصحة العمومية على مستوى مؤسستي الصحة الجوارية بحامة بوزيانوزيغود يوسف الدخول في إضراب مفتوح على خلفية عدم استجابة مديرية الصحة لمطالبهم المختلفة المرتبطة أساسا بالإدارة وسوء التسيير، التي يتحملها المديران وعدم وفاء الجهات الوصية بالوعود المتعلقة بتنحيتهما. بين حامة بوزيان وزيغود يوسف مطلب رئيس تنحية المدير وحسب بيان النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية عبر المكتب المحلي للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية حامة بوزيانبقسنطينة فقد تقرر الرجوع إلى الإضراب يوم أمس بعد أن تم تعليقه يوم 13 فيفري وإعادة برمجته بصفة إضراب مفتوح نظرا لعدم تطبيق ما جاء في محضر الاجتماع مع مدير الصحة يوم 13 فيفري، والذي وعد باتخاذ إجراءات صارمة وعاجلة في حق مدير المؤسسة العمومية للصحة حامةبوزيان، على خلفية سوء التسيير لمختلف مصالح المؤسسة، وهو الوعد الذي دفعهم لتعليق الإضراب غير أن عدم تجسيده على أرض الواقع دفعهم للعودة للإضراب المفتوح مرة أخرى بداية من يوم أمس وإلى آجال غير محددة، حيث ومثلما سبق ل"الراية" أن تطرقت له في أعداد سابقة فقد كان المعنيون قد أضربوا مؤخرا الإضراب بعد ارتفاع وتيرة الاعتداءات اللفظية والجسدية على الأطباء خصوصا بالمناوبات، في الوقت الذي لم يسجل أي تحرك للسلطات الوصية لتوفير عناصر الشرطة بنقطتي المناوبات الليلية بحامةبوزيان وابن زياد، وهي الظروف التي رفض المعنيون الاستمرار العمل في ظلها وسط تزايد المخاوف على حياتهم، فيما سجل تقاعس الإدارة عن حل المشكلة تحولت لمعضلة حقيقية بمرور الوقت. كما وكشف المعنيون عن جملة من الانشغالات المهنية والاجتماعية والصحية الأخرى، والتي تكررت الوعود بالاستجابة لها خلال اجتماعات المكتب المحلي بكل من مدير المؤسسة ومدير الصحة لولاية قسنطينة دون تجسيد على أرض الواقع، والممثلة أساسا في تسوية المستحقات والمخلفات المالية المتأخرة التي لم تسدد للعمال مع حل مشكلة التجهيزات خاصة مصلحة الأشعة والمخبر، مشيرين لاتفاقهم المسبق مع مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بحامة بوزيان خلال اجتماع منعقد في جويلية الماضي تحت رعاية مدير الصحة والسكان على حل المشاكل المطروحة، غير أن إدارة المؤسسة لم تلتزم بتنفيذ ما اتفق عليه حسب الجدول الزمني المعلن عنه. وذكرت النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية المكتب المحلي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بزيغود يوسف في بيان لها وجهت منه نسخ لوسيط الجمهورية ووزير الصحة ووالي قسنطينة، أن العودة جاء للإضراب بعد خروقات مدير المؤسسة المتكررة وعودته للإدارة، مخالفا الاتفاق المبرم مع مدير الصحة والسكان لولاية قسنطينة، والذي كان المكتب الولائي والمحلي للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية والمحلي طرفا فيه، وعلى أساسه تم تعليق الإضراب بناء على الوعود التي لم يتم الوفاء بها من طرف مدير الصحة لإيجاد حلول نهائية للمشاكل القائمة وتعيين مدير جديد لإدارة المؤسسة بداية شهر فيفري، حيث سجلت عودة المدير ليزاول مهامه ابتداء من يوم 13 فيفري، ليتقرر الرجوع إلى الإضراب المفتوح ابتداء من يوم أمس إلى غاية تحقيق كل المطالب من إنهاء مهام مدير المؤسسة، وإلغاء قرارات منح المناصب العليا التي لم تراع فيها الإجراءات القانونية، مع تجريد أعوان المدير المتسببين في مشاكل المؤسسة من كل مسؤولياتهم الإدارية والطبية. دعم مطلق من المكتب الولائي وتهديد بالتصعيد وفي ذات السياق، أصدر المكتب الولائي للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية بيانا جاء فيه أنه وفي ظل ما يحدث من سوء تسيير لمصالح الممارسين في كل من المؤسستين المذكورتين ومن خلال الإضراب المفتوح المعلن عنه بداية من يوم أمس يبدي المكتب الولائيمساندته المطلقة للمكاتب المحلية المضربة ويندد ويستنكر سوء التسيير الحاصل، داعيا السلطات لاتخاذ إجراءات جدية وعاجلة للتكفل بانشغالات الممارسين، حيث خلص الاجتماع الولائي عدم الاستجابة للمطالب المرفوعة إزاء المشاكل العالقة لممتهني الصحة على مستوى المؤسستين وكذا المستشفى الجامعي، رغم أنها مطروحة منذ أشهر تم خلالها عقد عدة لقاءات على مستوى مديرية الصحة لإيجاد الحلول الفعالة، وهو ما لم يحدث ليتقرر العودة للإضراب المفتوح، بالموازاة مع دعوة مديرية الصحة لاتخاذ التدابير اللازمة التي طال انتظارها، والتي كانت موثقة في محاضر اجتماعات رسمية بحضور الأطراف المتنازعة وهي المحاضر التي لم يتم استلام نسخ منها، كما تقرر أيضا طرح الانشغالات على مستوى الوزارة الوصية والسلطات الولائية وكذا وسيط الجمهورية لقسنطينة. عبد الكريم بن خلاف يراسل والي قسنطينة استعجاليا للتدخل هذا ومن جهته، قال النائب البرلماني "عبد الكريم بن خلاف" أن قطاع الصحة بعاصمة الشرق الجزائري قسنطينة لازال يعاني بسبب تعيين مدراء فاشلين، وكأنما هي حملة منظمة ضد صحة مواطني الولاية، متحدثا عن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بحامةبوزيان والتي تضم كل من العيادات المتعددة الخدمات لأربع بلديات (ابن زياد، بوجريو، حامة بوزيان وديدوش مراد) مشيرا لمعاناة الطواقم الطبية وشبه الطبية من مشاكل عديدة جراء سوء التسيير الممارس من طرف من أوكلت إليه مهمة الإشراف على هذه الهياكل الطبية، الأمر الذي أثر على مردود أهل القطاع وعلى الخدمات المقدمة للمرضى، وهي المشاكل التي قال المعني أنها طرحت من طرف نقابة القطاع على مدير المؤسسة غير أنه لم بما يجب ولم يوف بما تم الاتفاق عليه في محاضر الاجتماعات التي عقدت بهذا الشأن والتي رفعت حتى إلى مدير الصحة بالولاية، ما دفع النقابة لشن إضراب مفتوح ابتداء من يوم أمس، حيث شلت الخدمات عبر العيادات المذكورة. البرلماني قام بمراسلة والي قسنطينة استعجاليا قصد التدخل وإيجاد الحلول المناسبة قبل فوات الأوان، حيث تحدث عن الإضراب المفتوح الذي تم الإعلان عنه من طرف المكتب المحلي للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية حامة بوزيان ابتداء من أمس، مشيرا إلى كون ممارسي الصحة العمومية يعيشون ظروفا اجتماعية ومهنية مزرية بالمؤسسة سالفة الذكر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مشيرا إلى تأزم الأوضاع بسبب سوء التسيير الحاصل بالمؤسسة، حيث يعاني السلك الطبي وشبه الطبي من التمييز والإهانة المعنوية بين مختلف الأسلاك من جهة، وتزايد وتيرة الاعتداءات اللفظية والجسدية على الممارسين من طرف القاصدين لهذا القطاع من جهة ثانية، والعائد أساسا إلى غياب الأمن بنقطة مناوبة العيادة متعددة الخدمات ببلدية ابن زياد، والتي تعاني من تعطل مصلحة الأشعة منذ أكثر من سنتين وغياب جهاز تخطيط القلب، مع غياب أبسط التحاليل الطبية لتسهيل الكشف السريع والتشخيص للمرضى في نقطتي المناوبة بحامة بوزيان وابن زياد، بالإضافة لسوء التنظيم الداخلي وعدم تسديد المستحقات المالية المتخلفة منذ سنة 2019 مع عدم انتظام صرف الراتب الشهري وغياب وسائل ومعدات العمل الضرورية، مما يؤدي إلى ضغوطات من المواطنين على الطاقم الطبي الذي يقف عاجزا أمام هذه الوضعية المزرية. وعاد المعني للتذكير بإضراب ممارسي الصحة العمومية بأربع بلديات (ابن زياد، مسعود بوجريو، حامة بوزيان وديدوشمراد) ليوم واحد يوم الثامن من نوفمبر الماضي على خلفية الوعود التي لم يوف بها مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية حامة بوزيان، وهذا رغم الاجتماعات الدورية والاستثنائية التي الاتفاق فيها على تحسين الظروف المهنية والتي كانت بلا جدوى، مما أدى بالمكتب النقابي لرفع انشغالاته لمدير الصحة والسكان بالولاية في العديد من الاجتماعات، كان آخرها الاجتماع المنعقد بتاريخ 5 جانفي و13 فيفري المنصرم، والتي بقيت قراراتها حبرا على ورق وهذا ما دفع الممارسين اليوم إلى حتمية الإضراب المفتوح ابتداء من أمس. هذا وبناء على ما سبق ذكره وأمام هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه مختلف العيادات المتعددة الخدمات التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بحامة بوزيان، طالب بن خلاف من والي قسنطينة التدخل العاجل لوضع حد لهذه الممارسات وسوء التسيير واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل هذه الإشكالات، التي تؤثر سلبا على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى على مستوى هذه المنطقة من عاصمة الشرق الجزائري. في انتظار التحاق شبه الطبيين..مدير الصحة يعد بالحل هذا ومن المنتظر أن يعقد اليوم شبه الطبيين التابعين للمؤسستين العموميتين للصحة الجوارية بزيغود يوسف وحامة بوزيان جمعية عامة للالتحاق بالإضراب الذي بوشر يوم أول أمس، ما يعني تعقد الأوضاع بالمؤسسات الصحية الجوارية على مستوى بلديات زيغود يوسف بني حميدان، ديدوش مراد، حامة بوزيان، ابن زياد ومسعود بوجريو بعد الشلل الذي سببه إضراب الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة، في الوقت الذي طمأن مدير الصحة بقسنطينة بشأن الأمر، مؤكدا دراسة القضية والنظر بجدية للمشكلة والعمل على حلها عاجلا، وهو ما ينتظره مجموع ممارسي الصحة على أحر من الجمر.