بفضل انتعاش قطاع الطاقة في 2014 صنّفت مجلة (ناكست أفريك) الجزائر كرابع أقوى اقتصاد في قارة إفريقيا بعد كلّ من نيجيريا، جنوب إفريقيا ومصر، فيما أكّد ذات المصدر ارتفاع نسبة النمو في 2014 إلى 4 بالمائة مقارنة ب 2.8 مسجّلة سنة 2013 بفضل الانتعاش الحقيقي الذي شهده قطاع الطاقة خلال نفس السنة. كشفت مجلّة (ناكست أفريك) أمس عن تصنيف أقوى 10 اقتصاديات في قارة إفريقيا، وفق تقديرات مالية لإجمالي الثروات الداخلية للبلدان المعنية. وفي السياق، حلت نيجيريا في صدارة التصنيف الذي أعدّته المجلّة المتخصّصة بثروة قدّرت ب 580 مليار دولار، تليها جنوب إفريقيا ب 350 مليار دولار، وجاءت مصر في الرتبة الثالثة بثروة حام قدّرت ب 271 مليار دولار، وجاءت الجزائر كرابع أقوى اقتصاد في قارة إفريقيا بإجمالي ثروة قدّرت ب 211 مليار دولار. وقال التقرير إن الجزائر وعلى غرار معظم دول شمال إفريقيا تعتمد بصفة شبه كلّية على الثروات النفطية والغازية لإنعاش اقتصادها. وفي السياق، مكّنت الجهود المبذولة في إطار تعزيز الثروة الطاقوية من تحقيق ارتفاع ملموس في نسبة النمو الاقتصادي في 2014 استقر عند 4 بالمائة مقارنة ب 2.8 بالمائة مسجّلة سنة 2013. هذا، وشهد قطاع الطاقة انتعاشا حقيقيا في عام 2014 بفضل الارتفاع في سقف الإنتاج إلى جانب الزيادة في عدد الاكتشافات، سواء تعلّق الأمر بآبار النفط أو الغاز بعد تسجيل ما لا يقلّ عن 30 اكتشافا جديدا. ويعزّز تلك المكاسب الشروع في تهيئة أول حقل للغاز الصخري في الجزائر في تجربة نموذجية هى الأولى من نوعها، ترجمت الإرادة القائمة في تنويع مصادر التمويل بالطاقة والسير نحو رفع الإنتاج ومن ثَمّ الصادرات الوطنية والأهمّ في كلّ ذلك أن التجربة جسدت بفضل كفاءات جزائرية. وما تجدر إليه الإشارة أنه تمّ خلال السنتين الفارطتين اكتشاف ما لا يقلّ عن 1 مليار طنّ من النفط والغاز بفضل عمليات تنقيب مجمّع سوناطراك وشركات نفطية أجنبية. ويُراهن محلّلون اقتصاديون كثيرا على توسيع استغلال الثروات الباطنية المتنوّعة في استحداث مناصب الشغل وتأهيل المهندسين والتقنيين الجزائريين والرفع من سقف الصادرات الجزائرية للاستمرار في تمويل الاقتصاد الوطني خاصّة الاستثمارات، لأن قطاع الطاقة الذي سجّل خلال السنوات القليلة الماضية تراجعا في الإنتاج عاد في عام 2014 ليؤكّد قدرته على تنويع موارده الطاقوية، سواء من الطاقة التقليدية أو غير التقليدية. ويشكّل الغاز الصخري والطاقة الشمسية أهمّ الموارد غير التقليدية المستقبلية، خاصّة وأن الجزائر تخوض تجربة نموذجية هي الأولى من نوعها بعد الشروع في تجسيد عملية حفر 4 آبار بأحنات في عين صالح، ويجري التنسيق مع الخبراء حتى لا يكون أيّ أثر على البيئة أو المياه، وفي ظلّ التأكيد أنه لا توجد أيّ خطورة على الطبقة الأرضية لأنه يتمّ التحكّم في كلّ الأمور ويتمّ تسيير العملية بحذر كبير ويتمّ أخذ جميع الاحتياطات لذلك.