كثيرة هي أنواع الإدمان وكثيرة هي الأسباب وعديدة هي الشخصيات التي تقع في فخ المخدرات، الكل منا أصبح يدرك خطرها، عائلات تفجع في أبنائها وبناتها، فالقصص التي نشاهدها ونسمع بها يوميا أصبحت خارج نطاق المألوف، من يصدق مصائب المتعاطين واعتداءاتهم على أسرهم من ضرب وجنس وقتل وغيرها، فقد أضحت آفة المخدرات كالقاطرة التي تجر قطارا كاملا من المشاكل التي تبدأ من المشاكل الوهمية ثم المالية ثم الصحية وتنتهي بنهاية مأساوية إما الموت البطيء أو بالتهميش الكامل في المجتمع. حسيبة موزاوي في هذا الإطار وبعد الحملة الناجحة التي قامت بها بلدية القبة لغلق إحدى حانات المنطقة والمعروفة باسم (باسكال) هاهي تشرع في تنظيم حملة توعوية حول مخاطر وأضرار المخدرات تحت شعار (فلنتحد معا للقضاء على المخدرات)، أشرفت عليها الكشافة الجزائرية فوج بني مزغنة القبة، لتسليط الضوء على آفة تعاطي المخدرات التي بدأت تنتشر في الوسط الشباني بشكل خطير، وتأثيرها السلبي على المجتمع، وهي صرخة من القلب تنادي أهل الضمير، لتجنب الوقوع في كمين الإدمان وللوقاية من السموم القاتلة وحماية الشباب من هذه الآفة الخطيرة، كما تفتح أبواب الأمل أمام المتعاطين للإقلاع عن المخدرات، كما تهدف إلى تحسيس المجتمع وتنمية الإحساس عند الشباب بصفة خاصة، بخطورة آفة تعاطي المخدرات والعواقب الوخيمة للمدمنين عليها، وحماية الثروة الشبانية التي تعد قوة أساسية لبناء المجتمع. وعلى هذا الأساس قام فوج بني مزغنة للكشافة الإسلامية بالقبة بتحرير استمارة خاصة بموضوع المخدرات في بلدية القبة وهي عبارة عن سبر آراء تحتوي على مجموعة من الأسئلة وهي موجودة على موقع الفايسبوك لجمعية القبة المتحدة. من جهتنا قمنا بزيارة ميدانية إلى بلدية القبة لمعرفة مدى اطلاع أبناء المنطقة على هذه الحملة، حيث وجدنا استحسانا كبيرا لهذه المبادرة التي لا تعتبر الأولى من نوعها بعد حملة مقاطعة بيع الخمور خلال الأشهر القليلة الماضية والتي كللت بالنجاح، مستقطبة بذلك العديد من شباب المنطقة، حيث أبدوا كامل تجاوبهم معنا من خلال المناقشة الثرية معنا الهادف إلى ضرورة التكفل بالأشخاص المدمنين، وتوجيههم توجيها سليما بنصائح قيمة ومحاولة إدماجهم في المجتمع، باعتبارهم العمود الفقري له. مكافحة المخدرات... مسؤولية الكل كانت البداية مع عمي أحمد الذي أشار إلى أن مثل هذه المبادرة تعني أن شباب الكشافة يتمتعون بفكر واق وواع ورافض لتجربة تعاطي المخدرات لدى المجتمع، موضحا أنها ستحقق نتائج إيجابية بداية بالقضاء على المخدرات وذلك بوضع خطط وأهداف شاملة للوقاية منها، مع ضرورة تضامن جميع الجهات المسؤولة والأسر حتى يتم تحقيق النتائج المرجوة، بالإضافة إلى التوعية الدينية وزيادة التشريعات الوقائية، ودور المؤسسات التربوية والأسرية، إضافة إلى القيام بأنشطة توعية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. أما خالتي زكية فترى أن سبب انتشار هذه الآفة هم رفاق السوء تقول (هم السبب في دفع الضحايا إلى إدمان هذه الآفة من خلال كذبهم وإغراءاتهم بالتجربة الأولى والتي تتوالى بعدها التجارب لأنواع مختلفة، لتنتهي هذه التجارب بالوقوع في مستنقع الإدمان، مشيرة إلى أهمية الحملات التي ترمي إلى حماية الشباب وتوعيتهم، لأن بداية التجربة هي نهاية الحياة الجميلة بالنسبة للمدمن، وطالبت بالتركيز على هذه الحملة التي قامت بها الكشافة لفرق بلدية القبة من خلال وسائل الإعلام المختلفة للوصول لكل الشرائح، خصوصا أولياء الأمور وتوعيتهم حول التغيرات التي تحدث لأبنائهم في حال تعاطيهم للمخدرات، وتثمين جهود هؤلاء الشباب في توعية المجتمع بمختلف قضاياه وخصوصا التوعية بمكافحة المخدرات والتي يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر. أما الشاب (يوسف فيرى أن مسؤولية توعية أفراد المجتمع حول آفة المخدرات هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع وليس على فئة معينة فقط، صحيح أن مايقوم به فوج الكشافة سلوك جيد لكن لا يكفي للقضاء على هذه الآفة، لذا يجب على كل فرد أن يكون مسؤولا على توعية أقاربه وأصدقائه ونصحهم حول المخاطر والنتائج الوخيمة التي تنتج من السير في هذا الطريق، وعدم تجربة هذه الآفة مهما كانت المغريات والشعارات حولها، إضافة إلى توجيه من وقع ضحية لهذه الآفة إلى طريق العلاج، وتهوين الصعوبات التي تواجهه في تقدمه للعلاج. وأضاف قائلا: (إن مخاطبة أفراد المجتمع بكل شرائحه أصبحت مهمة سهلة، بفضل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، كونها سببا في جر البعض منهم، عن طريق التعرف على بعض رفاق السوء، كما يجب على الأهالي تقوية الإيمان لدى أبنائهم، وبناء شخصية مستقلة عن طريق التربية الصحيحة حتى لا يكون الابن مقلدا، مع إرساء المبادئ الأخلاقية وضبط سلوكه، مقترحا استغلال منابر المساجد في أيام الجمعة لتكون الخطبة حول مضار المخدرات ومخاطرها على المجتمعات، وتقديم نصائح دينية تبين جرم تعاطي المخدرات وترويجها. لتبقى مثل هذه المبادرات التي يقوم بها شباب جزائريون، برزوا في خدمة أهداف سامية، تصب في الصالح العام للمجتمع، وهو العمل التوعوي، غير أنها في غالب الأحيان لا تكون كافية لوحدها لذا يجب دعمها من خلال تضافر جهود جميع الجهات المسؤولة.