سجن من حديد وقفص من زجاج مرسي والسيسي.. رئيسان في (قفصين) رئيسا مصر -المعزول والحالي- في قفصين زجاجين مشهد يلخّص ما وصلت إليه أم الدنيا فمرسي أجبر على دخول قفص لحجب صوته أمّا السيسي فالخوف والرعب من الاغتيال -على ما يبدو- بات مرافقا لتحرّكاته بداية بزيارته لسيناء ووصولا إلى احتفال كلّية الشرطة. لم يعد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وحيدا في قفص المحاكمة فالرئيس الحالي عبد الفتّاح السيسي بات بدوره محصورا في قفص مماثل لكن مع فارق أن قفص الأوّل لإسكاته والثاني لحمايته من رجاله. وجاء في أحد تسريبات اللّواء عباس كامل مدير مكتب السيسي مكالمة بين الرجلين يطلب فيها السيسي وضع مرسي في قفص زجاجي أثناء المحاكمة بحجّة أنه (يعطي تعليمات للآخرين) ليتّصل كامل بالنائب العام الراحل هشام بركات ويبلغه تعليمات السيسي. ويتحكّم قاضي المحكمة في القفص الزجاجي بتشغيل مكبّر صوت عند السّماح لمرسي بالحديث فقط ومن ثَمّ إطفائه وفي آخر جلسات محاكمته فتح القاضي مكبّر الصوت لمرسي لدقيقة واحدة حيث أكّد موقفه أنه (مع الثوّار وثورة 25 حانفي وضد ما جرى عقب 30 جوان). وقطعت المحكمة الصوت عن مرسي بعد أقلّ من دقيقة بعد أن اتّهم النّظام بالانقلاب على الشرعية وقتل الأبرياء وتعذيبهم داخل السجون. ولم تكتف المحكمة بالقفص بل وضعت لوحا معدنيا لحجبه صوتا وصورة بعدما اتّهم الإعلام المصري المؤيّد للانقلاب مرسي بأنه استخدم (إشارة الذبح بعد مقتل النائب العام). أمّا (قفص السيسي) فجاء خلال مشاركته في الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلّية الشرطة حيث جلس في منصّة رئيسية مع كبار مسؤولي الدولة بحماية زجاج مضادّ للرصاص. - الرئيس المحجوب كان لافتا إصرار السيسي -من خلف الزجاج- على مصافحة وتحية العميد ساطع النعماني نائب مأمور قسم شرطة )بولاق الدكرور) الأسبق الذي فقد بصره أثناء تصديه ل)شغب جماعة الإخوان المسلمين في مجزرة بين السرايات) على حد وصف الإعلام المؤيد للانقلاب. وعن (قفص السيسي) يقول الإعلامي المعارض للانقلاب محمد القدوسي إن (الجزاء من جنس العمل فبعد وضع السلطة الغاشمة مرسي في قفص زجاجي ها هو الزعيم والرئيس المحبوب والذي حصل على 98 في الانتخابات يدخل برجليه لقفص زجاجي وسط حراسه ورجاله) وتابع أن السيسي (على طريقة اخدم نفسك بنفسك احبس نفسك بنفسك وهذا منتهى الإذلال وهو لا يقوى على مواجهة حتى حراسه) ويخلص إلى أن (السيسي يعلم أنه قاتل ولذلك يختفي خلف زجاج مضادّ لكلّ أنواع الرصاص). وفي السياق يقارن الإعلامي المصري المعارض للانقلاب أحمد عطوان بين السيسي ومرسي فيقول إن الأوّل بدا (مرعوبا خائفا وسط قيادات الشرطة والجيش أمّا مرسي فكان يلتحم بالجماهير ويسير وسط النّاس وأدّى القسم في ميدان التحرير أمام عشرات آلاف). وفتح مشهد كلّية الشرطة الباب واسعا أمام تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين ركّزوا على المقارنة بين (قفصي) مرسي والسيسي ورعب الأخير من الاغتيال. ويغرّد حساب (AhmedMMashal) أن (السيسي يقول إن قوّات مصر المسلحة والشرطة المصرية لا يعرفون الخوف والجدير بالذكر أن السيسي يقول هذا وهو في قفص زجاجي مضادّ للرصاص رعبا وخوفا).