رغم الإجراءات المتخذة للقضاء عليها البيروقراطية تتواصل ببعض المصالح الإدارية * نتائج وخيمة يتكبدها المواطنون من جرائها أخطبوط البيروقراطية في الجزائر له أذرع طويلة جدا مست كافة القطاعات دون استثناء حتى أنه بات من غير الطبيعي أن تستخرج وثيقة أو تستكمل شؤونك الإدارية بكل خفة وسلاسة ويمكن القول أن الأمر بات مستفحلا كثيرا على الرغم من كل المجهودات المبذولة للقضاء على هذه الظاهرة إلا أنها لا تزال متأصلة في الجهاز الإداري الجزائري. ي.آسيا فاطمة إن البيروقراطية نقطة سوداء في الجهاز الإداري الجزائري فهي تعرقل النمو الاقتصادي والتقدم من جانب خدمة المواطنين من طرف الإدارة وكل هذا في ظل التقدم الكبير الذي وصلت له دول الضفة المجاورة في هذا المجال فالمواطن الجزائري لا يزال في القرن الواحد والعشرين يعاني من هذا الأمر وهي من نتائج الفساد الإداري الذي يتخذ شكل البيروقراطية ويعتبر من أكثر الأمور التي تعرقل حياة الناس وتجعلهم يضيعون الكثير من الوقت لأجل قضاء مصالحهم. تعليمات الحكومة لا تطبق على الرغم من أن الحكومة تسعى جاهدة للقضاء على البيروقراطية إلا أن أغلب تلك التعليمات لا تطبق فعليا بل ظلت مجرد حبر على ورق فيمكن القول أنه لا تطبيق في أرض الواقع لما يعرف بتحسين الخدمة للمواطن فعلى الرغم من إدخال الخدمة الإلكترونية حيز التنفيذ كالبطاقة البيومترية وما شابهها من خدمات إلا أن هذا لم يحسن من الخدمة العمومية التي كان من المفروض تحسينها كما أن تعليمة حسن استقبال المواطنين والتكفل بهم لم تلق أي صدى فقد كان هذا الأمر مجرد حبر على ورق هو الآخر كما أن تخصيص يوم خاص باستقبال المواطنين من طرف المسؤولين لا يزال أمرا بعيد المنال على المواطن البسيط. مواطنون في مواجهة الطوابير الطويلة مع الأسف وحتى في سنة 2016 لا تزال الطوابير الطويلة ومظاهر الفوضى تميز معظم المكاتب الإدارية في الجزائر وخصوصا في المناطق النائية للجزائر فالراغب في قضاء مصالحه الإدارية عليه أن يتحلى بصبر طويل وعليه التفرغ كلية لهذا الأمر فالقصة ستطول تفاصيلها فبين (عد غدا) (المسؤول غير موجود) (المسؤول في اجتماع) (تعطل الجهاز) وغيرها من أعذار لا تخفى على أي أحد منا تجعلنا نبتعد أشواطا عن التقدم فالمواطن تجده يترك أشياء أهم لأيام عدة فقط لأجل أمور لو اتخذت مجراها الطبيعي لاستهلكت دقائق لا غير وهذا الأمر في أغلب المصالح الإدارية أي أنه ليس خاصا بالبلديات فقط بل يتعداه لمكاتب البريد المدارس والجامعات وحتى المستشفيات كلها تعاني من مرض البيروقراطية والواقع أن في هذا الموضوع قصص لا تنتهي ولا تخفى على واحد منا فالكل عايش هذا الوضع. البيروقراطية هي من أكثر المواضيع التي تلقى جدلا واسعا فهي تعتبر نقطة سوداء تلطخ مفهوم التقدم الحضاري والاجتماعي والاقتصادي وتدفع الفرد إلى اليأس والتخلي عن طموحه بسبب كثرة العراقيل كما أنها واحدة من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى هجرة الأدمغة.