بعد أن تعرفنا في الحلقة الأولى عن تاريخ رياضة كرة القدم عبر العصور، سنتوقف في حلقة اليوم عن قوانين »كامبردج« في منتصف القرن التاسع عشر، والتي مهدت لظهور الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا«. وقبل تأسيس هذا الاتحاد سنتوقف عند مسيرة مؤسس كأس العالم. وبعده سنعرّفكم على القوانين الأساسية في ممارسة رياضة كرة القدم. قوانين "كامبردج" قوانين اللعبة الحالية تعتمد اعتماداً مباشراً على جهود بُذلت في منتصف القرن التاسع عشر لتوحيد قواعد كرة القدم الكثيرة، التي كانت تمارَس في مدارس خاصة من إنجلترا. ففي عام 1901م عُقد اجتماع في كلية ترينتي في كامبردج، بحضور ممثلين من مدارس إيتون وهاروو ورجبي، بالإضافة إلى وينتشستر وشروسباري، وتم الاتفاق على ما عُرف باسم قوانين كامبردج لكرة القدم. خلال خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي تشكلت الكثير من الأندية غير المرتبطة بالمدارس في أنحاء العالم المتكلم باللغة الإنجليزية. كلٌّ يلعب كرة القدم وفق قوانينه الخاصة، والتي لا تختلف عن بعضها كثيرا. من أبرز هذه القوانين القوانين التي وضعها نادي شيفيلد لكرة القدم، والذي أسسه تلاميذ هاروو السابقون، وذلك في عام 1857، والتي أدت إلى تشكل اتحاد شيفيلد لكرة القدم. في عام 1867 تشكلت أول جهة حاكمة متخصصة في رياضة كرة القدم في إنجلترا. وفي عام 1862 قام جون تشالرز ثرينج من مدرسة أبينغهام، بابتكار مجموعة من قواعد كرة القدم التي أثرت على قواعد اللعبة الحديثة. تشكيل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ساهمت المجهودات سالفة الذكر في تشكيل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وذلك في عام 1863 م، والذي عقد اجتماعاً لأول مرة في مساء 26 أكتوبر عام 1863 في لندن. المدرسة الوحيدة التي كان لها ممثلون في الاجتماع كانت مدرسة كارترهاوس. بعد هذا الاجتماع، عقدت أكثر من خمسة اجتماعات أخرى بين أكتوبر وديسمبر، نتج عنها المجموعة الأولى من قواعد لعبة كرة القدم. في الاجتماع الأخير، قام الأمين العام لاتحاد كرة القدم الإنجليزي والذي كان ممثلا لنادي بلاكهيث للرغبي، قام بسحب ناديه من اتحاد كرة القدم بعد اعتماد الاتحاد إزالة قاعدتين من قواعد كرة القدم: الأولى هي السماح بالجري بالكرة باستخدام الأيدي، والثانية هي عرقلة الخصم (كما يفعل في الرغبي). بقية أندية الرغبي الإنجليزية لم يتبعوا اتحاد كرة القدم. في عام 1871 م شكلوا اتحادا آخرا، وهو اتحاد كرة القدم الرغبي. الأندية الإحدى عشرة المتبقية تحت مسؤولية السيد إبنيزير كوب مورلي استمرت في التصديق على القواعد الأصلية الأربعة عشرة للعبة كرة القدم. وعلى الرغم من هذا، فإن شيفيلد يونايتد لكرة القدم ظلوا يمارسون اللعبة بقواعدهم الخاصة حتى السبعينيات من القرن التاسع عشر. قوانين اللعبة اليوم خُصصت بواسطة وهي اختصار لأي مجلس اتحاد كرة القدم الدولية. المجلس تأسس في 1882 بعد مقابلة اتحاد كرة القدم في مانشستر، واتحاد كرة القدم في أسكتلندا، واتحاد كرة القدم في ويلز، واتحاد كرة القدم في إيرلندا، ومنظمة اتحاد كرة القدم الدولية، وهي منظمة عالمية تأسست في باريس عام 1904. وصرحوا بأنهم سيلتزمون بالقواعد التي دونتها IFAB. وبسبب الشعبية الكبيرة لهذه الرياضة فقد انضمت منظمة FIFA مع IFAB وذلك في العام 1913. المجلس يتألف اليوم من 4 نواب من منظمة FIFA، ونائب واحد من كل منظمة بريطانية من المنظمات الأربعة. طريقة لعب كرة القدم تُلعب كرة القدم وفقا لمجموعة من القوانين، يتم استخدام كرة واحدة فقط. فريقان، في كل منهما 11 لاعبا، مهمتهم وضع الكرة في مرمى الخصم (بين القائمين وأسفل العارضة). الفريق الذي يسجل أكبر عدد من الأهداف هو الفريق الفائز. وإذا سجل الفريقان نفس العدد من الأهداف تصبح المباراة متعادلة. في كل فريق يكون هناك قائد يحمل إشارة على ذراعه تدل على القيادة. وكثيرا ما يُختار القائد على أساس أنه الأكبر سنا في الفريق أو الأقدم. ووفقا لقوانين اللعبة لا يمكن لأي لاعب سوى حراس المرمى أن يستخدموا أيديهم أثناء اللعبة سوى أثناء تنفيذ رميات التماس. ويستخدم اللاعبون أقدامهم للتحريك والتحكم في الكرة. يُسمح لهم باستخدام أي جزء من الجسم عدا الأيدي والأذرع في وقت اللعبة الطبيعي، يمكن للاعب التحرك في أي مكان بالكرة يريد، ولكن لا يمكن استقبال الكرة في تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا«. مع نهاية القرن التاسع عشر انتشرت لعبة كرة القدم في مختلف أنحاء العالم؛ حيث تم نشرها من قبل البحارة والتجار البريطانيين ومن مختلف المسافرين الأوروبيين. فمن أستراليا إلى البرازيل، ومن المجر إلى روسيا أُنشئت الاتحادات والأندية والمسابقات، وأدى ذلك النمو الشامل إلى تكوين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في باريس في 21 ماي 1904، بعدما تم إنهاء دور الاتحاد السابق من قبل فرنسا وبمشاركة ست دول أوروبية، وأصبحت كرة القدم لعبة عالية. والاسم الفرنسي لايزال يُستخدم حتى يومنا هذا حتى خارج نطاق الدول الناطقة باللغة الفرنسية. كان أول رئيس للاتحاد الفرنسي روبير غيرين. جون ريميه.. مؤسس كأس العالم جون ريميه الذي أطلق اسمه على كأس العالم الأولى لكرة القدم هو مؤسس البطولة، والأكثر استمراراً كرئيس للفيفا. تقول سجلات كرة القدم أنه لا يمكن الفصل بين تاريخ مسابقة كأس العالم واسم الفرنسي جون ريميه باعث هذه المسابقة. والرجل الذي قدم من مدينة بيل فرانش جنوبفرنسا ليحقق حلماً، حالت الظروف دون تنفيذه منذ بداية القرن العشرين، ولم تكتب له البداية إلا في العام الثلاثين في مونت فيديو، عاصمة الأورغواي رغم أن فكرة بعث بطولة للعالم في كرة القدم كانت ضمن طموحات الاتحاد الدولي منذ عام 1904 خلال أول مؤتمر للفيفا في باريس. وتعهدت سويسرا بتنظيم البطولة بعد سنة فقط، إلا أن المشروع سقط في الماء بسبب تدخل البريطانيين وعرقلتهم للمشروع. ولم يعد الحديث عن هذه البطولة إلا خلال أولمبياد عام 24 بعد أن سحر لاعبو الأورغواي الجماهير بعروضهم الشيقة رغم غياب المحترفين؛ إذ لم تكن الدورات الأولمبية مفتوحة إلا للهواة. وتحمّس جون ريميه من جديد ليأمر، وهو رئيس للفيفا منذ أن تم تعيينه عام 21، بتكوين لجنة لدراسة بعث بطولة عالمية بمشاركة المحترفين. وفي مؤتمر أمستردام عام 28 تأكد للجميع أن الفكرة قابلة للتحقيق. وتم الاتفاق على بعث المسابقة عام 30. وتكلفت الأورغواي بتنظيم البطولة. حماس جون ريميه مكنه من تحقيق حلمه أو قل جزءاً منه، إذ لا بد أن يكتب النجاح للمسابقة في أول تجربة لها، فقام بتكليف الفنان الفرنسي أبيل لافلور بنحت كأس للبطولة. واضطر جون ريميه إلى حمل الكأس في حقيبته وإخفائها عن الجميع خلال الرحلة البحرية التي حملت مسؤولي الفيفا والمنتخبات الأوروبية المشاركة عبر المحيط إلى مونت فيديو؛ حيث كُتب لمسابقة كأس العالم أن تولد. ومنذ انطلاق المسابقة ظل جون ريميه يعيش معها أحلى الفترات، وحتى التوقف الاضطراري بسبب الحرب العالمية الثانية لم يفقد الرجل إيمانه في تواصل المغامرة، إذ عادت المسابقة إلى نشاطها ليعش معها نسختين عامي 50 و54 قبل أن يتوفى في السادس عشر من شهر أكتوبر من عام ستة وخمسين عن عمر ناهز الثالثة والثمانين، إلا أنه أغمض إغماضته الأخيرة وهو مطمئن على مصير ما اصطُلح فيما بعد على تسميته بالمونديال.. مونديال الجميع. القوانين العامة لكرة القدم - حالات التسلل يُعتبر اللاعب متسللاً في اللحظة التي يمرر له لاعب آخر الكرة ويكون فيها أكثر قرباً من قرب لاعبي الخصم من مرماهم؛ بعبارة أخرى عندما يكون اللاعب المتلقي للكرة متقدماً على لاعبي الفريق الخصم في اللحظة التي مرر زميله له الكرة، هنا يرفع الحكم راية التسلل ويتم استئناف اللعب. اللاعبون والمستخدمات والمسؤولون يلعب لكل فريق 11 لاعبا داخل الملعب بالإضافة إلى البدلاء. يُشترط أن يكون واحد من ضمن 11 لاعبا هو حارس المرمى. في الغالب تحدد المسابقات والبطولات عددا أدنى للاعبين. ويكون في أغلب الأحيان 7 لاعبين. الحارس هو الوحيد المسموح له باستخدام الأيدي والأذرع داخل منطقة جزائه شرط أن لا تكون الكرة قادمة من زمنيه بشكل متعمد. هناك العديد من المواقع والوظائف للاعبين يكلفهم بها المدرب باستثناء حارس المرمى، ولكن هذه الوظائف غير ملزمة في القوانين. الشيء الأساس في عالم كرة القدم هو الملابس أو الأطقم، لا بد أن تكون عبارة عن قميص وتبان وواقي الأقدام وحذاء رياضي. يُمنع عن اللاعبين استعمال مثل الساعات والمجوهرات والحلي. حارس المرمى يجب أن يرتدي طقما مخالفا لما يرتديه اللاعبون. وبالطبع يجب أن يكون مخالفا لما يرتديه الحكام أيضا، حتى يتم تمييزه بسهولة. اللاعبون الاحتياطيون هناك عدد من اللاعبين يطلَق عليهم البدلاء أو الاحتياطيون يمكن أن يُستبدلوا بأي لاعب من أرض الملعب وفي معظم البطولات الدولية والدوريات الاحترافية. أقصى عدد للتبديلات هو 3 تبديلات. قد يختلف العدد أو يكون غير محدود في البطولة غير الاحترافية أو المباريات الودية. الهدف من التبديلات هو الإصابات والإجهاد. تغير فني من قبل المدرب، أو لإضاعة بعض الوقت في الدقائق الأخيرة من المباراة. في البطولات الرسمية اللاعب الذي يُستبدل لا يمكنه المشاركة في نفس المباراة مرة أخرى. حكّام اللقاء يدير المباراة ثلاثي تحكيم، واحد في الوسط واثنان على خطي التماس. يساعد هذين الحكمين الحكم الرئيس في تطبيق قواعد وقوانين اللعبة. وبموجب القانون رقم 5 قرارات الحكم قرارات نهائية. وفي المباريات الكبيرة والرسمية يكون هناك حكم رابع. ملاعب كرة القدم في البطولة الرسمية والاحترافية يكون طول الملعب بين 100-110 متر، والعرض 64 - 75 مترا. في عام 2008 قرر الاتحاد الدولي للعبة أن لا تكون الملاعب شبه مربعة. ووُضعت (105 متر طول:68 متر عرض) كشرط في البطولات الرسمية الدولية. الخطوط الحدودية للملعب هي خطوط التماس. وأقصر الخطوط هي خطوط المرمى. ويكون في منتصف طرفي الملعب. ويكون المرمى عبارة عن عارضة تقف على قائمين شرط أن يكون البعد بين القائمين 7.32 متر، والقائم على ارتفاع 2.44 متر عن سطح الأرض. توضع الشبكة خلف المرمى. عند كل مرمى يوجد مربع يُعرف باسم منطقة الجزاء، تُرسم من خطي المرمى من على بعد 16.5 متر، ثم اتجاه المستوى العمودى تتوسع لمسافة 16.5 مترا. هذه المنطقة لها عدة استخدامات في اللعبة، الاستخدام أو الوظيفة الأكثر استخداماً هي أنها المنطقة التي يُسمح للحارس بداخلها باستخدام أيديه. ضربة الجزاء وهي ضربة من نقطة الجزاء التي تبعد 9.15 متر عن المرمى إذا عرقل الدفاع مهاجم داخل هذه المنطقة. أيضا تُلعب من داخلها ضربات المرمى. ضربة الجزاء اللاعب الذي قد تتم عرقلته في منطقة الجزاء يتم اعتبار ذلك »ضربة جزاء« لصالح الفريق الذي تم عرقلة لاعب منهم. أما في الحالات التي يتم فيها عرقلة اللاعب خارج منطقة الجزاء فيتم اعتبارها ضربة حرة. تطالعون في الحلقة الثالثة: تفاصيل فكرة بطولة كأس العالم، أين ظهرت؟ وكيف تحول الحلم إلى حقيقة؟
