يعرف حي باب الواد بالعاصمة اكتظاظا ملحوظا خلال السهرات الرمضانية، إذ يستقطب العديد من العائلات الراغبة في شراء ألبسة العيد لأبنائها خاصة مع الأسعار المناسبة التي تعرضها المحلات المختلفة في هذه المنطقة الشعبية، وهذا بعدما أرهقتهم الأسعار المرتفعة لملابس العيد في المناطق والأسواق المجاورة فما بين 5000 دج إلى 7000 دج مقابل لباس كامل لأي طفل والذي عنده أكثر من طفل يضطر إلى تأجيل مشاريعه الأخرى من دفع لفاتورة الكهرباء والماء وربما تكاليف كراء البيت· ومن جهة أخرى فهناك بعض العائلات التي تقصد باب الواد لأنها أكثر الأحياء حياة ونشاطا في الفترة الليلة إذ تفتح كل المحلات أبوابها مباشرة بعد الإفطار، بما فيها محلات الحلويات والمثلجات التي يقصدها المواطنون بشكل كبير بما أن هذا الحي معروف بصناعة الحلوى الشهية على طول العام، لذلك تجد معظم العائلات سلواها وكل ما تريده في هذه المنطقة، كما يشعر المواطنون بالارتياح ويسهرون كما يرغبون إلى ساعات متأخرة من الليل، إذ يعرفون أن الأمن متوفر، فأعوان الشرطة منتشرون في كل الأزقة ويحكمون قبضتهم على كل باب الواد، لذلك فإن حالات الاعتداء تضاءلت في هذه السهرات مقارنة مع الأعوام الماضية· وفي جانب آخر تهرب بعض العائلات من صخب باب الواد التي تشتعل بشكل رائع في السهرات ولا مكان للمارة في الطرقات الضيقة، فحتى بعض الباعة يلجأون إلى عرض بضاعتهم حتى في الليل فهم يدركون أن التوافد على باب الواد يتضاعف بشكل كبير خلال هذه الفترة، فيتصيدون فرصة للربح مع سهرات رمضان، لذلك تختار بعض الأسر أكثر مناطق باب الواد جلبا للراحة وهي ساحة الكتاني التي تشهد هي الأخرى اكتظاظا وإقبالا غير عادي بعد الإفطار، إذ تتجمع أغلب العائلات في المقاعد العامة المنتشرة على طول المكان لتستمع بهواء البحر العليل بعد يوم كامل من الصيام في حرارة شديدة، كما يلجأ بعض المواطنين إلى النزول إلى الشاطئ للجلوس عبر الرمال وأكل بعض الحلويات والمثلجات، في حين يلهو أبناؤها باللعب في الرمل، كما تذهب بعض الأسر وبغية إرضاء أبنائها إلى مدينة الألعاب المصغرة الموجودة بساحة الكتاني، فيما يلجأ بعض الشباب إلى ممارسة هواية الصيد أو التمتع بالإطلالة على الكورنيش· وهكذا تكون باب الواد مقصد كل العائلات التي ترغب في شراء الألبسة أو اللعب أو الاستمتاع بهواء البحر المنعش، ولا تنتهي هذه السهرات إلا بدخول الساعات الأولى من الصباح·