هذا ما دار بيننا وبين الرئيس..    عطاف يُحادِث نظيره الإيراني    بوغالي يشارك في تشييع جنازة رئيسي    إطلاق أشغال إنجاز أول وحدة مختلطة لإنتاج مركزات خام الحديد    رقم قياسي في قطاع السّكن بالجزائر    رئيس الكونغو يستقبل عرقاب    انتصار جديد للقضية الفلسطينية    غالي يؤكد أهمية دور المنتدى الدبلوماسي    الجزائر تطلق بيان التزامات الأونروا المشتركة    سعيدي يتوّج بالقميص الأصفر    يوم وطني تكريما لجزائريات برزن في مجال العلم    الإخلاص لله والصدق مع الله    حجّاج جزائريون في مزارات المدينة المنورة    تعزيز علاقات التعاون الثنائية في الكهرباء والطاقات المتجدّدة    توافق تام في الرؤى    زيتوني يجتمع بمستوردي البن والمستلزمات المدرسية ومنتجي الأجهزة الكهرومنزلية    الصالون الوطني للفنون التشكيلية بتبسة: انطلاق مسابقة أحسن رسم بورتريه لشخصيات وأعلام الولاية    مسابقة "نجمة الإعلام".. الترشيحات مفتوحة    إحباط إدخال كميات من الكيف عبر الحدود مع المغرب    السعيد شنقريحة يشرع في زيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الثانية    نواب المجلس الشعبي الوطني يؤدون واجب العزاء    خطوة جديدة نحو تحقّق حلم الفلسطينيين المنشود    الجزائر تطلق بيان التزامات "الأونروا" لتمويل الوكالة    تخفيضات تصل إلى 60% في تذاكر النقل البحري    الجوية الجزائرية تفتح باب التوظيف    سعدان يدعم بيتكوفيتش ويعبر عن فخره بالعودة لخدمة الكرة الجزائرية    الجزائر تقدم حلولا أمثل لاستغلال الثروات الإفريقية    بوغالي يشارك في مراسم تشييع جنازة الرئيس الإيراني    درك أولاد سلام يحقق في جريمة قتل    قطار يدهس رجلا ببقعة البساكرة    الإطاحة بعصابة مهلوسات وحجز 8 آلاف قرص    إدارة مانشستر يونايتد رصدت مبلغا كبيرا لضم ايت نوري    الترجي يحتفظ بكامل حظوظه للصعود إلى الرابطة الأولى    مجموعة استثنائية من المعادن والصخور والحفريات    دورة "بهية راشدي" تحتفي بفلسطين    صدور كتابين للأستاذين بوحالة وبكاي    بقة وبوشرف يتوَّجان بالبرونز    نسيم سعيدي يهدي الجزائر القميص الأصفر    الجزائر تمتلك أهم نسيج في الصناعات الصيدلية في إفريقيا    سكيكدة : حجز 8640 قرص مهلوس في عملية نوعية للأمن    "المُغيَّبون خلف الشّمس".. مآثر فلسطينيّة    مجازر صهيونية تفتك بالحوامل والرضّع وترعب النازحين    نقص في مخزون الزمرات السلبية : الشروع في حملات تبرع بالدم لدعم البنك خلال الصائفة بقسنطينة    فيما تم ربط 576مستثمرة فلاحية بالطاقة الكهربائية : استثمارات "سونلغاز" أم البواقي فاقت 85 مليار دينار    ميدالية ذهبية للعدّاء الجزائري عثماني جميل    على عكس التوقعات : توفر حليب البقر المدعم بسعر 25 دينار بمحلات قسنطينة    عون يشرف على تنصيب التركيبة الجديدة    بلمهدي يشرف على تنصيب لجنة متابعة موسم الحج    مولوجي تشرف على افتتاح الصالون الوطني الثاني لطلبة الفنون والتراث بالجزائر العاصمة    البطولة الإفريقية للرافل : افتتاح الطبعة الخامسة بتوقرت بمشاركة تسع دول    استراتيجية وطنية للأمن الصحي قبل نهاية السنة    زيارة المتاحف تعزّز الذّاكرة الوطنية    الدورة ال 77 من مهرجان كان : الإعلان عن الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية    رعاية اليتامى وكفالتهم.. الكنز الكبير    استلام منشآت تنموية وتنظيم نشاطات للحفاظ على الذاكرة بشرق البلاد    نفحات سورة البقرة    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموقف الصيني من الحرب الإسرائيلية على غزة
نشر في أخبار اليوم يوم 05 - 11 - 2023


إعداد: د. محمد مكرم بلعاوي*
علاقات صينية إسرائيلية متطورة... ولكن:
بدأت علاقات الصين الديبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي سنة 1992 وكانت ترى بكين أن علاقاتها مع تل أبيب ستساعد في تحسين صورتها في الغرب وتمكّنها من الحصول على التكنولوجيا العسكرية الغربية حيث وصل التبادل التجاري بين الطرفين سنة 2022 إلى نحو 24.4 مليار دولار.
لكن ثبت للصين في محطات عدة أنّ إسرائيل ليست منيعة تماماً أمام الضغط الأمريكي فقد واجهت مصاعب عدة في تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق في ميناء حيفا وتمّ حرمانها من تشغيل منشأة سوريك لتحلية المياه لمدة 25 عاماً لأنها تجاور قاعدة بالماخيم الجوية حيث تتمركز القوات الأمريكية وقرب مركز ناحال للأبحاث النووية وتراجعت إسرائيل أيضاً عن صفقة أسلحة وقَّعتها مع الصين واضطرت لدفع تعويضات لها... وغيرها.
جاء السلوك الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية وتحالف الدول الغربية ضدّ موسكو ليعزّز القناعة لدى الصين أنّ إسرائيل متماهية مع المنظومة الأمريكية الغربية وأن الحسابات الإسرائيلية قد تتغير إذا ما قررت القوى الغربية اتخاذ خطوات عدائية أكبر ضدّ الصين في ضوء أن الأمريكان يعلنون صراحة بأنّ بكين هي العدو التالي والأخطر عليهم.
من جهة أخرى فإن مشاركة إسرائيل في مبادرة الممر الاقتصادي التي أعلن عنها بايدن على هامش قمة العشرين في نيودلهي في 2023/9/10-9 من الهند إلى الشرق الأوسط وصولاً إلى أوروبا عبر إسرائيل واحتفاء نتنياهو بها أعطى مؤشراً سلبياً حيث ترى فيه الصين مشروعاً بديلاً عن مبادرة الحزام والطريق ويهدف لضربها.
وفي الوقت التي تسعى الصين إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة لخدمة مشاريع الحزام والطريق عبر مبادرات سياسية كان أبرزها إعلان السعودية وإيران استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما عقب مباحثات برعاية صينية في بكين تعملُ الولايات المتحدة بالشراكة مع إسرائيل على تهديد طهران وإبقاء جذوة الصراع بينها وبين دول المنطقة مشتعلة وهو ما يناقض تحركات الصين ويزعزع الاستقرار في المنطقة ويُلحق الضرر بمشاريع الصين الاستراتيجية.
الموقف من طوفان الأقصى والعدوان على غزة:
منذ الحرب الأوكرانية زادت الصين من اهتمامها بالمنطقة وخصوصاً فلسطين وتجلّى ذلك عقب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في أكتوبر 2022 وما تبعه من القمم التي عقدها الرئيس الصيني في المنطقة الخليجية والعربية والتقارب الهادئ المتزايد مع حركة حماس ودعوتها لزيارة الصين ومحاولة الصين الدخول على خط الوساطة بين حماس والسلطة الفلسطينية.
على الصعيد الداخلي كانت هناك فئة قليلة من النخبة الصينية تُظهر حالة الإعجاب بالنموذج الإسرائيلي وتتعاطف معه باعتباره نموذجاً عصرياً متطوراً لكنّ معركة طوفان الأقصى بدّدت هذه الأوهام وكشفت الطبيعة العنصرية الدموية للكيان الإسرائيلي وأنّ الغرب الذي وضع القانون الدولي وفرضه على العالم لا يلتزم به ويستخدمه بشكل انتقائي مما وحدّ الموقف الشعبي والنخبوي الصيني الذي يرى إسرائيل دولة محتلة مُعطِّلة لحل الدولتين ويدعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه. وكان من مظاهر ذلك حذف بعض المواقع الصينية اسم إسرائيل من الخريطة ووضع اسم فلسطين مكانها.
جاءت معركة طوفان الأقصى لتعزّز القناعة الصينية بأهمية المنطقة للاستراتيجية الصينية وأهمية علاقتها بحركة حماس في الإطار الفلسطيني وهو ما يتوافق مع الموقف الروسي حليف الصين غير المعلن من المنطقة والحركة وقد شاهدنا تجليات هذا التوافق من خلال دعم روسي صيني ديبلوماسي لحركة حماس ولو بشكل غير مباشر ورفض تصنيفها ب الإرهاب .
وقد تجلى الموقف الصيني الرسمي في:
دعوة جميع الأطراف لضبط النفس ووقف إطلاق النار.
التعبير عن الاستياء من مواصلة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة واستهداف المدنيين والخشية من تضييع الحد الأدنى لاحترام الحياة وللقانون الدولي.
التأكيد على الظلم التاريخي الذي وقع بحق الشعب الفلسطيني وأنه لا يمكن أن يستمر وأن الركود الطويل لعملية السلام لم يعد قابلاً للاستمرار.
استخدام حقّ النقض (الفيتو) بالشراكة مع روسيا لإسقاط المقترح الأمريكي في إدانة حماس ووصفها ب الإرهاب .
قلق من التدخل الأمريكي الغربي:
من ناحية أخرى ينظر الصينيون بقلق إلى التحشيد العسكري الأمريكي الغربي الهجومي والدفاعي في المنطقة (بما في ذلك قدوم حاملات طائرات أمريكية) ويرون أنه لا يتعلق فقط بدعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة بل في فرض هذا التحشيد نفسه على البيئة الإقليمية بما يمنع أي قوة من التدخل لدعم المقاومة الفلسطينية وربما أيضاً في استغلال الوضع لفرض الأجندات الغربية على المنطقة بما في ذلك التحكم بمصادر الطاقة وأسعارها خصوصاً في ظلّ القيود الكبيرة التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها على النفط الروسي وهو ما قد يمثّل تهديداً مباشراً للاقتصاد الصيني الذي يعتمد بشكل أساسي على الطاقة القادمة من الشرق الأوسط والنفط الخليجي كما يهدد مشاريع الصين وعلاقاتها الاقتصادية في المنطقة.
دعم فلسطين وفق حسابات دقيقة:
من زاوية أخرى ربما يكون من مصلحة الصين دعم المقاومة الفلسطينية ولو سياسياً وإدامة استنزاف الولايات المتحدة في المنطقة كي تُخفّف من الضغط الغربي عن شرق آسيا غير أن السياسة الصينية ما زالت تنأى بنفسها حتى الآن عن التدخل المباشر في الصراعات الإقليمية وعن الدخول المباشر في صراع ذو أبعاد عسكرية مع القوى الغربية. وهو ما سيعني أن الصين ستتردد كثيراً في القيام بأي نشاط يتجاوز الحدود السياسية والإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني وإن اضطرت فسيكون في المدى القريب بشكل غير مباشر وعن طريق أطراف وسيطة أو ثالثة كسورية وإيران. أما إذا طال الصراع وتضررت المصالح الصينية بشكل كبير فربما تُراجع الصين سياساتها من أجل حماية مصالحها بما في ذلك تعزيز تواجدها العسكري ودعم حلفائها وأصدقائها في المنطقة.
* مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات- بيروت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.