حماس تدعو إلى حراك جماهيري عالمي غزّة تموت قتلاً وتجويعاً! الأممالمتحدة: الكلّ جائع في القطاع في وقت تتفاقم فيه المأساة الإنسانية في قطاع غزّة ويصارع السكان الموت جوعا تحت وطأة الحصار والقصف تُمعن سلطات الاحتلال في تصدير صورة زائفة للعالم عبر إعلانات متكررة عن هدن إنسانية و مساعدات إغاثية . لكن على الأرض يتكشف المشهد عن واقع أكثر قسوة حيث تُستخدم هذه الهدن كغطاء للقتل والتهجير وتتحول شاحنات الإغاثة إلى مادة دعائية تُعرض أمام الكاميرات بينما يُنهب ما فيها أمام أعين الجنود وبينما يروج الاحتلال لمرور المساعدات يستشهد الغزيون واحدا تلو الآخر جراء المجاعة وسوء التغذية في واحدة من أبشع صور الخداع والحرب النفسية التي تمارس بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر وبسبب ذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) امس الثلاثاء إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي يوم الأحد الثالث من اوت المقبل نصرة لغزّة والقدس والمسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين. ق.د/وكالات أفاد تقرير أممي أن كافة الفلسطينيين بقطاع غزّة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار. جاء ذلك في تقرير مشترك حول الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2025 صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية. وبحسب التقرير الأممي فإن الدول التي تواجه فيها النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد هي فلسطين (قطاع غزّة) وجنوب السودان والسودان واليمن وهايتي. وفي قطاع غزّة يواجه 100 بالمئة من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وفقا للتقرير. الى ذلك شددت حماس -في بيان- على ضرورة استمرار التحركات الشعبية والدولية في مواجهة العدوان والإبادة والتجويع الصهيوني الممنهج بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزّة . وأكدت الحركة أهمية تصعيد المظاهرات والاعتصامات أمام السفارات التابعة للاحتلال والأمريكية وسفارات الدول الداعمة للاحتلال في جميع أنحاء العالم حتى يتوقف العدوان ضد المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والمرضى. وقالت حماس إن استجابة الشعوب لهذه الدعوة وفاء لدماء القادة الشهداء مطالبة بجعل هذا اليوم حراكا وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا متواصلا يتضمن كل أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي والشعبي لإنهاء ما وصفته ب حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزّة. *مظاهرات عالمية ضد التجويع وشهدت عدة مدن حول العالم خلال الأسبوع الماضي مظاهرات حاشدة وغاضبة تنديدا بسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال بحق سكان قطاع غزّة واحتجاجا على الدعم الأمريكي المتواصل لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على الفلسطينيين في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023. ويعيش قطاع غزّة في الوقت الراهن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ إذ انتشرت المجاعة في ظل حصار مشدد يفرضه الاحتلال منذ أكثر من 10 أشهر والذي اشتد بعد الإغلاق الكامل للمعابر في الثاني من مارس وقد أدى هذا الحصار إلى تفشي سوء التغذية الحاد لا سيما بين الأطفال والمرضى مع تسجيل وفيات نتيجة الجوع في مناطق متفرقة من القطاع في ظل عجز المستشفيات عن توفير الرعاية الطبية وانهيار البنية التحتية للقطاع الصحي. وأسفرت حرب الإبادة عن أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود وسط دمار واسع ونزوح جماعي لمئات الآلاف من السكان وحرمان مئات العائلات من أبسط مقومات الحياة. *مليون امرأة يواجهن المجاعة إلى ذلك قالت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إن مليون امرأة وفتاة في قطاع غزّة يواجهن المجاعة في حين أعلن برنامج الأغذية العالمي امس الثلاثاء أنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكدت المنظمات الأممية في بيان أنها لم تتمكن بعد من إيصال كميات المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزّة وطالب الاحتلال بحماية المدنيين وتقديم الدعم لهم. بدوره أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تحذيرا من أن أسوأ سيناريو للمجاعة يلوح في الأفق حاليا هو في قطاع غزّة. ويقول التحذير الصادر عن المراجعة التي تدعمها الأممالمتحدة إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع. ويضيف أن أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء قد بلغ حد المجاعة في معظم أنحاء قطاع غزّة وسوء التغذية الحاد هو في مدينة غزّة. وفي وقت سابق أمس الثلاثاء أفاد تقرير أممي بأن 100 من سكان قطاع غزّة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار. وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزّة بلغ عدد شهداء التجويع والحصار حتى الاثنين نحو 147 فلسطينيا -بينهم 88 طفلا- منذ 7 أكتوبر 2023. *نقص المساعدات وفي سياق متصل قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة امس الثلاثاء إنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى غزّة وذلك رغم الإجراءات الجديدة التي يقول الاحتلال إنها اتخذتها للسماح بدخول المزيد من الإمدادات إلى القطاع. وقال روس سميث كبير مستشاري البرامج الإقليمية في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا خلال إحاطة إعلامية في الأممالمتحدة بجنيف عبر الفيديو لم نحصل على التصريح اللازم لنقل الكميات التي طلبناها . وأضاف سميث أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت 4 مرات مؤكد أن هناك مناطق في غزّة تجاوزت مرحلتين للمجاعة من أصل 3 مراحل. وشدد على أن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة في قطاع غزّة. هدن مزيفة ومساعدات منهوبة أثارت مقاطع فيديو وصور تُظهر عصابات مدعومة من الاحتلال تقوم بعمليات نهب منسقة للشاحنات غضبا واسعا بين النشطاء الفلسطينيين. وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزّة إن 87 شاحنة مساعدات دخلت -الاثنين- إلى القطاع غالبيتها نُهبت ب تواطؤ صهيوني مباشر وممنهج . في السياق ذاته أوضح بعض النشطاء أن جميع الشاحنات القليلة التي دخلت إلى غزّة جرى نهبها من قبل عصابات بعد استهداف جنود الاحتلال عناصر التأمين بالرصاص في وقت يروج فيه إعلاميا بأن المساعدات تدخل بينما الواقع على الأرض مختلف كليا. وأشار آخرون إلى أن الاحتلال يتعمد السماح بمرور الشاحنات من مناطق خطرة لأنه يعلم مسبقا أنها ستُنهب ولن تصل لأحد بينما تكون طائراته على استعداد لاستهداف أي محاولة لتأمين إيصال المساعدات وكأن كل ما يريده هو التقاط مشهد مرور الشاحنات وبثه إلى وسائل الإعلام. ولفت بعضهم إلى أن 14 مواطنا غزيا استشهدوا خلال ال24 ساعة الأخيرة بسبب سوء التغذية والمجاعة وذلك بعد إعلان الاحتلال عن دخول مساعدات لم تدخل أصلا وإن دخل جزء ضئيل منها فقد تم نهبه وسرقته. وأكدوا أن الناس يموتون جوعا بينما تعرض شاحنات المساعدات أمام الكاميرات لأغراض دعائية وتُترك فريسة للسرقة دون أن تصل إلى من هم بأمس الحاجة إليها. وذكر آخرون أن الاحتلال يسهل سرقة الشاحنات قرب دباباته وجنوده ليُسهل على العصابات والتجار نهب المساعدات ثم يُحصيها لاحقا على أنها مساعدات دخلت بالفعل إلى غزّة في عملية خداع متكاملة لا تخجل من المجاهرة بالكذب.