مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قِطاف من بساتين الشعر العربي ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء أو قطعا منها وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتقديرا لكفاءاتهم واعتزازا بمهاراتهم واحتراما لمنازلهم في المجتمع ويُكرَّمون من المؤسسات العامة والخاصة ويُدعَون إلى الملتقيات وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم ولانتقاء دقيق مِنها في مناهج التعليم وأثناء الامتحانات ولتدرس بأبحاث علمية في الجامعات وأثناء الترقيات العلمية وللاختيار في أطروحات الطلبة ومذكراتهم وللنشر في كتب فردية وجماعية وليتعلم المبتدئون من الشعراء الفحول وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود به القرائح كل حين. ///// أمِيرُها القَادِم الشاعر نور الدين العدوالي - الجزائر الإهداء: في اليوم العالميّ لِلّغة العربيّة أرفعها إلى الّذين يُحِبُّونها ويُحِبُّونني بلا نفاق ولا مساحيق تجميل. مدخل: ابْحَثُوا في شِعرنا المُعاصِر عن عُيُون قِيلَتْ في دُّرَّتِنا اللّغة العربيّة كَما هذه الدُّرَّة وإنْ كُنْتُم من أهليها وعُشّاقها ومُعلّميها ومُتعلّميها فَتَلَقَّفُوها وأَلْقُوها على عُميَانِ البصائرِ فلا يرتدّ الطَّرف إليهم وأفئدتهم هواء وعَلِّقُوها على جُدرانِكُم وحَفِّظُوها أولادَكُم ولا يَهُمَّنَّكُم إن كنتُ انا صاحِبَ هذه الدُّرَّة لأنّنا أُمَّةٌ تَحفَظُ الأشعار وتَدفِنُ الأسماء. * أمّا هؤلاء الذين يُشَدِّدُون قَبْضَتَهُم على مَشْهَدِنا الثقافيّ ولائيًّا ووطنيّا ويَسْتبْعِدُون اسمي كُلّمَا حالَ الحَوْلُ على حبيبتي لتحتفل بيومها العالميّ فَخَوْفُهُم ورُعْبُهم من فَحْلِها وفَطْحَلِها دَليلٌ وبرهان على أنّ بَصْمَتِي أكبَرُ مِن أصابعهم مُجْتَمِعةً ستلحقهم لعنة التّاريخ مهما تواطأت معهم الجغرافيا. قِفْ هَا هُنا يا حَبِيبِي إنَّهَا الضّادُ لَمْ يَرْقَ سُؤْدُدَها حَفلٌ وأعْيَادُ قِفْ مُنْصِتًا لا تُجادِلْ صَوْتَ مِنْبَرِها مَهْمَا لَغَا فِي الوَرَى عَيٌّ ومِجْوَادُ قِفْ خَاشِعًا فَصَلاةُ الحُبِّ جامِعةٌ والعَيْنُ يَعشَقُها وَحْيٌ وَعُبَّادُ هَذِي الحَبيبةُ قَدْ قامَتْ فَريضَتُها والحَرْفُ مِنْ وَحْيِها عِطْرٌ وسِجّادُ قَدْ هَامَ في سِحْرِها القُرَّاءُ والشُّعَرَا وَخَطَّ فِي ذَاكَ أحْفَادٌ وأجْدَادُ أمَّا أنَا فَلِسَانِي مِنْ حَدَائِقِها فُلٌّ وزَنْبَقَةٌ شَهْدٌ وَكَبَّادُ أَنَا ابْنُهَا سَأظَلُّ الدَّهْرَ فَارِسَهَا مَهْمَا تَنَكَّرَ فِي الأهْلِينَ أوْلادُ قَدْ عِشْتُ مِنْ دَم هَا طِفْلًا يُهَدْهِدُنِي نَحْوٌ وَصَرْفٌ وَأسْبَابٌ وَأوْتَادُ فَالطِّفْلُ يَنْشَأُ بالقُرآنِ مُكْتَسِبًا إيمَانَ قَلْب لِدِينِ اللّهِ يَنْقَادُ وَهَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ عَنْ لُغَتِي: هِيَ المُرُوءَةُ لِلْفُرسَانِ إنْ عَادُوا ورُحْتُ مِنْ نَبْعِهَا أسْقِي خَمَائِلَهَا يَهُزُّنِي فِي لُحُونِ الحُبِّ إنْشَادُ فَعَنْ أَبِي الأسْوَدِ القَمْقَامِ هَأَنَذَا أَسْمُو إلَى سِدْرَةِ الإعجَازِ أُقْتَادُ أجْلَلْتُ حَافِظَهَا مِنْ يَوْمَ أَيْقَظَهَا مَنٔ ذَا الّذِي عَنْ حِيَاضِ الضّادِ ذَوَّادُ؟! هَذَا ابْنُ بَادِيسَ يا أقْطَارُ فَاعْتَبِرِي كَمْ تَمَّ بِالضَّادِ إصّلاحٌ وَإرٔشَادُ! وَذَاكَ جُبْرانُ في لُبْنَانَ نَمَّقَهَا وَتِلْكَ مَيْ وَبِأُمِّ الكُلِّ عَقَّادُ ذَاكَ الرُّصَافِيُّ مَا أحلَاهُ مِنْ شَجَن وَعِنْدَنَا زَكَرِيَّا يَا مَنِ ارْتَادُوا! لَا تَنْسَ إقْبَالَنَا فِي الشَّرْقِ مَسْطَعُهُ وَ نَازِكًا زَانَهَا لَحْنٌ وَعَوَّادُ فِي مُعْجَمِ العَيْنِ كَمْ فَتَّشْتُ عَنْ ذَهَب وَإنْ سَأَلْتَ عَنِ الفُصحَى فَأَسْيَادُ تَاجُ العَرُوسِ بِلَيْلِ العُرْسِ يُؤْنِسُنَا وَ لِلصِّحَاحِ يَعُودُ الأَهْلُ إنْ حَادُوا وَفِي المُحِيطِ يَغُوصُ الدُّرُّ لُؤْلُؤُهَا والجَنْيُ فِي أعمَقِ الأغْوَارِ يَزْدَادُ وَالآنَ هَا شَاعِرُ البَيْضاءِ يُبْهِجُهَا كَمَا اعْتَنَى بِبَنَاتِ البَحرِ صَيَّادُ تَضُمُّنِي فَارِسًا لَا كَيْدَ يُسْقِطُنِي وَتَمْلَأُ القَلْبَ فِي الحُسَّادِ أحقَادُ مَهْمَا غَزَتْهَا مِنَ الأغْرَابِ عَجْرَفَةٌ فَالضَّادُ ضَادٌ وَذُو الزَّلّاتِ مُعتَادُ هَذِي الأمِيرَةُ كَمْ دَانَتْ لَهَا أُمَمٌ وَلَمْ تَنَلْهَا جَمَاعَاتٌ وأفْرَادُ! كِتَابُ رَبِّي حَوَاهَا مِنْ قَوَاعِدِهَا تَظَلُّ بَاسِقَةً مَهْمَا العِدَا كَادُوا فَزَوِّجُوهَا لِذَوِي الألْبَابِ في أدَب وَسَلِّمُوهَا لِمَنْ قَادُوا وَمَا مَادُوا. هوامش: الأسْوَد: أبو الأسْوَد الدّؤلي مهندس قواعد الضّاد. حافظها: حافظ ابراهيم شاعر النيل وصاحب رائعة (اللغة العربيّة تنعي حظّها). ابن باديس: عبد الحميد بن باديس العلّامة الجزائريّة مُفسّر القرآن الكريم ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين ورائد النّهضة والإصلاح إبّان الاحتلال الفرنسيّ. جبران: خليل جبران الأديب والشاعر اللبنانيّ. مَيْ: زيادة فراشة الأدب وأميرة صالونات الأدباء. عقّاد: عبّاس محمود العقّاد أشهر أدباء مصر. الرّصافيّ: معروف الرّصافيّ شاعر العراق. زكريا: مفدي شاعر الثورة الجزائرية العظمى. إقبال: محمد فيلسوف وشاعر الشّرق. نازك: الملائكة رائدة الشعر الحرّ في العراق. العين تاج العروس الصّحاح المحيط: أشهر معاجم وقواميس اللّغة العربيّة. ///// بك نطقتُ يا ساحرةَ البيان الشاعرة حورية منصوري - الجزائر قد خاضتِ الأعرابُ فيه نِزالا شِعْرًا وقافيةً فصارَ سِجَالاَ ضادٌ وما للضَّادِ إلا سُمعةً برقَتْ.. له شانٌ يزيدُ دَلاَلاَ بحرٌ لقد زَخِرَتْ على شُطآنِهِ دررٌ... ومراسِمُهُ تفيضُ جَمالا في كلِّ فَنّ ... لم يغِبْ رُوَّادُهُ جالُوا بِه... أسطورةٌ تَتَوَالاَ لغةٌ لقدْ عبَرَتْ قرُونًا في الوَرَى أزَليةٌ والمجدُ عنها قَالاَ النَّثْرُ والأشعارُ زاخِرةٌ بهِ أدبٌ بِرَوعَتِهِ بَنَى أجْيالاَ عُلمَاؤُهَا أُدَباؤُها شعراؤُها تاريخُها أَثْرَى... إذا مَا سَالا أمُّ الُّلغاتِ لها جُذُورٌ في السَّما والفرعُ في الأعماقِ شدَّ جِبالاَ نبعُ القَوافي والبُحُورُ تزاوَجتْ ذاتُ البيانِ... تزيدُنا إجْلالاَ اللهُ بالقرآنِ... شرَّفَ أهْلَها زادُوا بها ترَفًا... غدَا هَطَّالاَ لغَتي وضَادِي ما عَشِقْتُ مَنَاهِلًا وشَرِبْتُ... إِلَّا مِنْكِ كُنْتِ زُلَالاَ قد ذقتُ طعمَ الحبِّ تحت سَمائِها لِحروفِها ولَعي... بدا يَتلَالا حبٌّ لهُ بقَصائدي توقِيعُهُ يبقَى ليعْطينِي شذاهُ خِصالاَ هي لِي غدتْ وطنًا بقلبِي شامخًا تبقى انتِمائي... إذْ أُجيبُ نضالاَ. ///// الضاد الشاعر عمر علواش - الجزائر عَوِّدْ لسانَك نطقَ الضَّادِ إنَّ لها سِحْرًا عجيبًا وسلْ من جرَّب الضَّادَا وعِشْ عزيزا بها لا تلتفتْ أبدا لكلِّ من أضْمَروا للضاد أحقادا كم قد رموها بأوصاف مُلفَّقة وكمْ أرادوا لها طمْسًا وإفْسَادا وكم رَووْا أنَّها من مدّة عقمتْ وليس تُنجبُ بعد اليوم أولادَا فخاب ما حاولوا والضَّادُ باقيةٌ ما مسّها قطّ ذاك المكر أو كادا. ///// كلمات في ذكرى وفاة شيخ المؤرخين أبي القاسم سعد الله الشاعر ناصر حسين بومعزة - الجزائر كان طودًا بشموخ يتعالى ** عن سفوحِ الجهلِ سعيًا للأصيلِ ومطايا السّعي تأبى كلّ خوف ** فامتطاها دون شكّ في الوصولِ وأتاه الله علمًا ويقينًا ** ابن سُوف ليس يرضى بالقليلِ كانَ ذِكْرًا في بلادي وتوارى ** فنسوهُ بعد حين من رحيلِ لكنِ الذّكر سيبقى ما نسينا ** كيف ننسى من توشّى بالجليلِ؟ ووسامُ العلم فخرٌ ودوامٌ ** ليس ظلاًّ أو ضبابًا في الحقولِ طلّقَ الدّنيا ثلاثًا ما توانى ** لم تُحِدْهُ ذات يوم عن سبيلِ وأبو القاسم حقًّا كان سعدًا ** أسعدَ الناس وربّى خيرَ جيلِ وضليع نال في العلم مقاما ** إنْ ببحْث أو بدرْس وجزيلِ لم يبالِ ما أتاه من فُتات ** بل تمادى وأزاح كلّ قِيلِ وأتانا بصحاح من مَوَاض ** فنضى عن كلّ لُبْس بالبديلِ ذاكرًا كلّ عصور غابرات ** وحياة الناس فيها بالدليلِ.