وصلت ثروات الرؤساء العرب الثلاثة المخلوعين إلى حوالي 205 مليار دولار في حين تقبع شعوبهم تحت خطّ الفقر، وثروة القذافي تكفي لسدّ حاجة سكان الوطن العربي البالغ تعدادهم نحو 340 مليون نسمة من مستوردات الغذاء بين 3 و4 سنوات، وعلى مدى الأعوام الثلاثين الماضية اضطرّ عدد من الزعماء الذين تمّت الإطاحة بهم إلى الفرار على عجل تاركين وراءهم أدلّة مادية تشهد على الفترة التي حكموا بلادهم خلالها· في ليبيا تظهر يوما بعد آخر أدلّة جديدة على حياة البذخ التي كان يعيشها القذافي وعائلته وأفراد حاشيته، فبعد أن فرّ القذافي من مجمّع باب العزيزية في طرابلس عثر المقاتلون على مسدسات مطلية بالذهب وطاردة ذباب من ريش الطاووس يعلو مقبضها فيل من الذهب وألبوم صور لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس التي زارت ليبيا عام 2008· واستولى بعض المقاتلين على عربة (الغولف) الخاصّة بالقذافي، والتي تجوّلوا بها في العاصمة. وفي سرت مسقط رأس القذافي بدت مظاهر الثروة في مركز واغادوغو للمؤتمرات، وهو مجمّع بناه لاستضافة الزعماء الأجانب· وقد عثر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أيضا على عربة (غولف) أخرى عجلة قيادتها مصنوعة من الخشب ويحمل جهاز التبريد فيها (رادياتور) شعار شركة (كاديلاك)· وكشفت وثائق دبلوماسية سرّية نشرتها صحيفة (فايننشال تايمز) تفاصيل مهمّة عن ثروة معمّر القذافي التي تصل إلى 130 مليار دولار، واحتلاله وأبناءه جميع القطاعات المنتجة في البلاد، وتوضّح البرقيات أن عائلة الزّعيم اللّيبي معمّر القذافي بنت مصالح تجارية واسعة في قطاعات مختلفة من النّفط إلى الفنادق، خلال فترة حكمه التي تمتدّ لزهاء 42 عاما· وفي مصر تشير التقديرات إلى أن ثروة عائلة الرئيس المصري حسني مبارك تتراوح بين 40 و70 مليار دولار، فيما يعيش نصف الشعب المصري تحت خطّ الفقر، فلقد نشر موقع (أي بي سي) الأمريكي تقديرات الخبراء لثروة حسني مبارك وعائلته، والتي تتراوح بين 40 و70 مليار دولار أمريكي، في بنوك سويسرية وبريطانية. وتأتي هذه الثروات من عقود عسكرية، فضلا عن تحالفات مع شركات دولية تخضع لشرطة ملكية بنسبة 51 بالمائة لوكيلل محلّي في مصر مثل مطاعم تشيليز وكالة (هيونداي) وسيّارات (سكودا) و(فودافون) وعقارات وفنادق فخمة عديدة أخرى، ويقبع 40 بالمائة من الشعب المصري تحت خط الفقر ويعيش بأقل من دولارين في اليوم، وفقا لتقرير (أي بي)· أمّا في تونس فقدّرت صحيفة فرنسية أن ثروة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته تناهز 5 ملايير أورو، جمع معظمها من الاستحواذ على أملاك وأموال الغير حسب مصادر تونسية، فيما تتهيّأ جهات تونسية وفرنسية لعمل لجان تحقيق أو رفع قضايا لمحاكمته بتهمة الاختلاس والفساد·