كشفت تقارير إخبارية عن تعاون حزب العمّال الكردستاني مع نظام بشار الأسد ضد الثورة السورية. فوفقًا لجريدة (زمان) التركية قام حزب العمّال باغتيال الناشط الكردي محمود والي عضو الأمانة العامّة للمجلس الوطني الكردي أمام مكتب المجلس المحلي في محافظة الحسكة الخميس الماضي، وأضافت أن (الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني في سوريا يقوم بتحويل القرى الكردية إلى مكاتب تجنيد لصالح الأسد)، كما قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي باعتقال الشباب الأكراد المتخلفين عن الخدمة العسكرية وتسليمهم للنظام السوري. ويرى مراقبون أن حزب العمّال الكردستاني وبالاتّفاق مع النّظام سيعلن وبشكل مؤقت ومتفق عليه عن إدارته الذاتية لمحافظة الحسكة، بعد أن قام بتشكيل مجالس محلية وبرلمان للمحافظة والمناطق الكردية إلى أجل غير مسمّى. وكانت صحيفة (كلّنا شركاء) قد ذكرت سابقًا عن مصادر مطّلعة أن النّظام أعطى صلاحيات كاملة لأعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي لقيادة أمر الحدود، وخاصة الوضع الجمركي وعمليات التهريب التي تحصل بين سوريا والعراق، وأشار المصدر إلى أن تدخّل حزب العمّال الكردستاني في كلّ شاردة وواردة في المحافظة أصبح ينبىء بحدوث تطوّرات خطيرة قد تحصل في المحافظة، خاصّة من النّاحية الأمنية بعد أن أعطى لهم الدور الذي يشبه إلى حدّ كبير ما قاموا به في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من عمليات اغتيال وتهديد لقيادات وكوادر الأحزاب الكردية السورية، والوجوه الوطنية المعروفة في الوسط الكردي. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم النظام السوري بأنه وضع مناطق عدة في شمال سوريا في عهدة حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور في تركيا، وفرعه في سوريا الحزب الديمقراطي الكردي، محذّرًا من أن تركيا يمكنها ممارسة "حقها" في ملاحقة المتمردين الأكراد داخل سوريا في حال الضرورة. وقال أردوغان في مقابلة مع (قناة 24) إن الأكراد يحاولون الآن إيجاد وضع يتفق مع مصالحهم من خلال وجودهم في مناطق عدة في شمال سوريا. وفي هذا الإطار، رأى محلّلون أتراك أن تركيا ستتحجج بهذا المستمسك لفرض الطوق على النظام السوري بشكل أو بآخر، ومن بينها إغلاق المعابر في حال عقدت تركيا العزم على الإطاحة بهذا النظام مع حلفائها. لكن لا يتجاهل الخبراء الأتراك العقدة الكردية القائمة والموجودة منذ عشرات السنوات؛ فإذا قام بعض الأكراد بتأسيس ما شابه الحكم الذاتي فسيعتبر السيّد رئيس الوزراء ذلك تهديدًا لوحدة تركيا.