أقدمت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على اطلاق دليل مفصل ذو قيمة معرفية بالغة يهدف إلى تعزيز والاستعداد الجيد لتسيير الأزمات المختلفة التي تطرأ من حين لآخر في مجال الصحة أو المجالات المرتبطة بها، وكذا التعرف على كيفية تطوير برنامج للإعلام والتربية الصحية والعلاجية.ويحتوي هذا الدليل على كم هائل من المعلومات والمعارف الإنسانية المختلفة في مجال الاتصال الذي لم يعد أحد في غنى عنه، سيما في هذه الأيام التي تشهد اضطرابات صحية عالمية.وقد تم إنشاء هذا الدليل من خلال الهبة التضامنية غير العادية التي بادر بها مشروع الاستجابة التضامنية الأوروبية لجائحة كوفيد-19 في الجزائر.التواصل في أوقات الأزمات ليس بالأمر الهين، سيما في ظل انتشار الإنترنت والشبكات الاجتماعية التي تروج للأخبار الكاذبة التي تشكل تهديدا حقيقيا على تماسك المجتمع والمؤسسات وحتى الدول.لذا، فإن حالة الازمة المستمرة المتمثلة في كوفيد-19 التي نمر بها والتي تولد شعورا من القلق الصحي، تتطلب منا تعديل التكوين في مجال الاتصال لضمان ممارسة مناسبة للتواصل في مثل هذا الظرف الاستعجالي بهدف تحسين قدرة الصمود لدى السكان الذين يتوقعون باستمرار الحصول على معلومات موثوقة من قبل السلطات الصحية في البلاد.تنفيذ هذا التعاون الثلاثي المتكامل والاستراتيجي بين الحكومة الجزائرية، الممثلة من طرف وزارة الصحة، والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة من أجل التنمية، منحنا فرصة ممتازة لتعزيز قدرات إطارات خلية الاتصال لوزارة الصحة وفروعها على مستوى الولايات وتلك على مستوى المؤسسات تحت الوصاية، في مجال الاتصال في ظل هذه الجائحة.وقد قدم الأستاذ المكون الخبير، عبر الدورات التكوينية الستة التي تم إجرائها خلال الأسابيع الأخيرة، مجموعة مهمة من المفاهيم النظرية المدعومة بتمارين تطبيقية مستوحاة من الدروس المستفادة من أزمات حقيقية وتجارب حدثت في الجزائر وفي أماكن أخرى من العالم، لفائدة مجموعة من المشاركين المتحمسين لمعارف جديدة و الحريصين على تحسين مهاراتهم في هذا المجال تحديدا. وخير دليل على ذلك التبادلات والأسئلة التي أثيرت خلال تلك الدورات و الاهتمام الجلي بهذا الموضوع سيما في السياق الحالي.كما كانت هذه الدورات فرصة مميزة لمجموع الزملاء من مختلف الهياكل الصحية الموزعة عبر ولايات الوطن للتعارف وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في تسييرهم اليومي للاتصال وكذا طرح الأسئلة واقتراح الحلول.