ٍّ عرض أول أمس بقاعة السينماتيك بالعاصمة العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي «عزيب زعموم ، تاريخ أراض« للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم و يتناول الفيلم وهو إنتاج مشترك بين المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري والشركة الخاصة شركة زاد قضية استيلاء المستعمر الفرنسي بعد الإحتلال سنة 1830 على الأراضي الجزائرية من خلال حكاية وعرش عائلة زعموم بمنطقة القبائل الكبرى . وقدمت المخرجة المغتربة فاطمة الزهراء زعموم وعلى مدار 72 دقيقة مسارات نضال وكفاح جد جدها زعيم عرش آيت زعموم المدعو «عمر زعموم« من أجل استرجاع أرضه ابتداء من سنة 1871 بعد أن استولت عليها الإدارة والجيش الاستعماري لتمنح للمستوطنين الجدد ووظفت المخرجة فاطمة الزهرة زعموم مزيجا من الصور الأرشيفية ومقاطع تمثيلية وشهادات مختصين وسكان المنطقة لتشرح تأثير إستيلاء الإستعمار الفرنسي على أراضي السكان الأصليين وعلى الأجيال اللاحقة بعد تطبيق قانون سيناتوس كونسيلت الذي وقعه نابليون الثالث سنة 1863 الذي عمل بموجبه على سلب الجزائريين أملاكم العقارية الجماعية والفردية والاستيلاء عليها من قبل معمرين أوربيين. وتستند المخرجة زعموم إلى أرشيف نادر من رسائل عمر زعموم التي وجهها للحاكم العام الفرنسي وإلى الإدارة الفرنسية في كل مرة حيث كان يشرح ما تعرض له من سلب ويطالب باستعادة أراضيه التي تم تحويلها وهو السعي الذي واصله بدء من 1871 إلى غاية 1875 ونكتشف إصرار عمر زعموم على رفض كل مقترحات الإدارة الفرنسية بالتعويض المالي عن أراضيه المسلوبة بعد تقييمها المجحف لقيمتها كما يرفض منحه أرضا بديلة ويواصل تصديه لضغط الإدارة كي يوقع على تنازله عن الأرض التي تركها له أجداده وطرح المؤرخون من خلال شهاداتهم في الفيلم إشكالية الأرشيف الجزائري الذي أخذته فرنسا قبيل الإستقلال. ويطرح فيلم فاطمة الزهراء زعموم قضية أحفاد الملاك الذين تم سلبهم عقاراتهم في العهد الإستعماري تبعا للسياسة العقارية التي اتبعها المستعمر واستحالة استعادتهم لتلك الأملاك بعد الاستقلال. وأمام هذه الاستحالة وعدم تمكن الأحفاد من استعادة العقارات يقترح عدد من الذين شاركوا في الفيلم أن تحمل المناطق أسماء ملاكها الأصليين كتعويض معنوي.