في فرنسا أصبح العداء للإسلام ورقة انتخابية بامتياز، التصريحات الكريهة التي صدرت عن كلود غيان حول القلق الذي يسببه تزايد أعداد المسلمين في فرنسا هي تكرار لما قاله بريس هورتوفو الوزير السابق للداخلية عندما التقى مجموعة من شباب الاتحاد من أجل حركة شعبية وكان بينهم أحد الفرنسيين من أصول مغاربية وقد علق بكل عنصرية عندما يكون واحد ليست هناك مشكلة لكن المشكلة عندما يكثر عددهم، ومع مرور السنوات تتكرر نفس التصريحات المشينة بما يؤكد أنها لم تكن خطأ أو مجرد تحريف للكلمات عن مواضعها. النقاش حول اللائكية تحول إلى هجوم على الإسلام تماما مثلما انحرف النقاش حول الهوية الوطنية إلى حملة عنصرية ضد الإسلام وأتباعه، وهذه النقاشات السياسية التي تسيء إلى سمعة فرنسا تتم برمجتها في المواسم الانتخابية من أجل تحويل كراهية المسلمين إلى قاعدة لإجماع فرنسي، والإحصاءات تقول اليوم أن أكثر من 60 بالمائة من الفرنسيين يعتقدون أن الإسلام يمثل مشكلة، وحتى النقاش الذي يجري في وسائل الإعلام الفرنسية وخاصة القنوات التلفزيونية يتم توجيهه لنشر كراهية الإسلام، ولا يكاد يمر يوم دون أن تتناول القنوات الفرنسية عمومية كانت أو خاصة هذا الموضوع سواء من خلال برامج حوارية أو من خلال أشرطة أو أفلام، وهذه الحرب لم تتوقف منذ سنوات ولن تتوقف اليوم أو غدا. قد تكون فرنسا البلد الوحيد في الغرب الذي يعتبر الإسلام مشكلة تتطلب هذه التعبئة المستمرة لمواجهتها رغم أن الإسلام يعتبر الديانة الثانية في فرنسا من حيث الأتباع الذين هم في النهاية فرنسيون مثل بقية مواطنيهم، ومن المؤكد أنه لا وجود لدولة عنصرية في العالم تتعامل مع مواطنيها بهذه الطريقة وتجعل من كراهية دين معين محورا لحركتها السياسية، فحزب ساركوزي اليوم يريد أن يجعل من التضييق على المسلمين مكسبه الوحيد الذي قد يغري الفرنسيين بإعادة انتخابه رئيسا لجمهوريتهم، وأخطر ما في الأمر أن أغلبية الفرنسيين لا يجدون في هذا ما يشين دولتهم أو مبادئ ثورتهم.