اختتمت يوم الأربعاء الفارط بفندق غرمول فعاليات الأيام الوطنية للشعر الشعبي النسوي التي نظمتها الرابطة الوطنية للأدب الشعبي بالتنسيق مع جمعية المرأة في اتصال، و خرج المشاركون في هذا اللقاء بعدة توصيات أهمها تطوير الأيام إلى مهرجان وطني وإعطاء بعد مغاربي للطبعات القادمة، خلق شراكة بين الرابطة ووزارة الثقافة بجعلها طرفا فاعلا في المشهد الثقافي الغني بالأدب الشعبي والتراث غير المادي كما ألح المشاركون على ضرورة ترسيم الأيام الوطنية للأدب الشعبي و ترسيخ ثقافة استضافة شعراء وباحثين من الدول الشقيقة وعلى دعم الرابطة من أجل توثيق وتدوين التراث الشعبي الجزائري. بالإضافة إلى التركيز على كل روافد الثقافة الشعبية من حكاية، خرافة، قصيدة، لغز، مثل..الخ. وشهد الملتقى العديد من الأمسيات الشعرية التي تألقت من خلالها شاعرات جئن من مختلف مناطق الوطن على غرار الشاعرة وحيدة بنت الريف، أم الخير عبد المولى، حياة عبد الوارث..الخ كما قدمت العديد من المداخلات التي تناولت موضوع الأدب الشعبي، حيث قدمت الإعلامية فاطمة ولد خصال محاضرة حول حضور الأدب الشعبي في الحصص الإذاعية فذكرت في هذا الإطار بمجموعة من الحصص التي أعدتها حول الأمثال الشعبية التي تعتبر تجارب انسانية ملخصة في بعض الكلمات ومن ذلك برنامج " أمثالنا تجمعنا" الذي حضي باهتمام شريحة كبيرة من المجتمع الجزائري واعتبرت المتحدثة أن المهمة الأساسية للإذاعات المحلية هي نقل تراث المنطقة وليس الاهتمام بأغاني نانسي عجرم وغيرها من الأشياء التي لا تضيف شيئا لرصيد المستمع وأكدت ولد خصال على أهمية البرامج الإذاعية التي تعنى بالقصة الشعبية التي من خلالها يترسخ المثل وأشارت إلى أن انطلاقتها الأولى في البرنامج كانت من ولاية أدرار أين التقت بالحاجة مسعودة في جلسة ممتعة، كما تحدثت ولد خصال عن التشابه الموجود بين الأمثال الشعبية في العديد من البلدان. وشدد الشاعر عبد المجيد لغريب في تدخله على ضرورة إدراك مقاصد الحكاية الشعبية وكيفية توظيفها مؤكدا على وجود جانبين لهذا النوع الذي يكثر توظيفه عندما تسيطر عقلية الاستبداد وقمع الرأي الآخر، وأشار لغريب إلى خطر العولمة وبعض المؤثرات الخارجية على الثقافة الشعبية وتحدثت الباحثة انشراح سعدي في مداخلتها عن إشكالية إيصال التراث الشعبي إلى الجيل الجديد مشيرة إلى أن الدراسات الأكاديمية تتعامل مع الموروث الشعبي بسطحية للإشارة فقد أشادت وزيرة الثقافة خليدة تومي في رسالتها إلى المشاركين في الملتقى بأهمية هذه التظاهرة معتبرة أن الأسماء الكثيرة التي تزدحم بها الساحة الأدبية الجزائرية لدليل قاطع وحجة دامغة تكفي لإثبات ثراء وتنوع التجربة الشعرية الشعبية النسائية عندنا" كما أشادت الوزيرة بالجهود التي يبذلها رئيس الرابطة توفيق ومان فيما يخص إحياء التراث الشعبي والإهتمام بالأصوات الشعرية في هذا المجال، كما أبدى المشاركون إعجابهم بهذه التظاهرة الثقافية ومن ضمنهم الشاعرة فوزية لارادي التي أوضحت قائلة: "هي خطوات تهدف إلى ترسيخ هذا النوع من الأدب، الملتقى استطاع أن يستقطب نخبة من المبدعات اللواتي جئن من مختلف مناطق الوطن، وقدمت فيه العديد من المداخلات التي تناولت موضوع الأدب الشعبي كما استضاف الملتقى شاعرة مغربية اكتشفنا معها تقنية جديدة في كتابة القصيدة الشعبية وسيتكرر هذا التقليد في الطبعات القادمة، الأدب الشعبي هو عبارة عن تجارب إنسانية قد تختلف ولكن الأكيد أن هناك قواسم مشتركة بين هذه التجربة وتلك". عقيلة رابحي