رجح رئيس الوفد الصحراوي المفاوض محفوظ علي بيبا، أمس، أن يقوم المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس بجولة إلى المنطقة يوم 21 فيفري الجاري في إطار جهود المنظمة الأممية لتسوية النزاع الصحراوي الدائر بين البوليساريو والمغرب، كما يرتقب أن تستأنف المفاوضات المباشرة بين الطرفين المعطلة منذ عام الشهر المقبل أكد رئيس الوفد المفاوض الصحراوي ل"صوت الأحرار" أنه على الأرجح أن يلتقي المبعوث الشخصي للأمم المتحدة كريستوفر روس القيادة الصحراوية يوم 21 فيفري الجاري، كما تشمل زيارته المملكة المغربية بصفتها طرفا في النزاع الدائر مع جبهة البوليساريو، وسيزور الجزائر باعتبارها عضوا ملاحظا، ومن المحتمل أن يقاطع موريتانيا التي عرفت انقلابا عسكريا يوم 6 أوت الفارط. وعلى ضوء هذه الزيارة التي يسعى فيها المبعوث الأممي الجديد كريستوفر روس إلى تقريب وجهات النظر بين البوليساريو والمغرب سيتقرر موعد الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة التي دعا إليها مجلس الأمن نهاية أفريل 2007، في حين يرتقب بعثها الشهر القادم. وكان الأمين العام الأممي قد كشف من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في ندوة صحفية نشطها على هامش القمة ال12 للاتحاد الإفريقي أنه سيتم عن قريب إعادة بعث مفاوضات جديدة بين جبهة البوليساريو والمغرب، وأعرب عن أمله في أن يحرز هذا الملف تقدما، مشيدا بالتجربة الطويلة لكريستوفر روس الذي مثل الدبلوماسية الأمريكية في الجزائر وسوريا في وقت سابق. وتأتي جولة روس ثالث مبعوث دولي إلى الصحراء الغربية، بعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر الذي تولى إدارة الملف لسبع سنوات من 1997 إلى 2004 والهولندي بيتر فان فالسوم الذي عين عام 2005 بعد شهر من تعيينه من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث يواجه ملفا ثقيلا بتراكمات 33 سنة، ويسعى الدبلوماسي الأمريكي إلى تقريب وجهات نظر طرفي النزاع التي فشل فيها سلفه الهولندي بيتر فان فالسوم الذي انحاز بصورة مفضوحة للجانب المغربي واعتبر "استقلال الصحراء الغربية حلا غير واقعيا" وهو ما عطل استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة في جولتها الرابعة التي عقدت منتصف شهر مارس من العام الفارط بمنطقة منهاست قرب نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث أثارت تصريحاته استياء قيادة البوليساريو التي اشترطت تنحيته لمواصلة المحادثات مع المملكة المغربية، بعدها قرر بان كي مون عدم تجديد الثقة فيه نهاية شهر أوت. وستكون مهمة المبعوث الأممي الجديد صعبة في ظل تباين كبير في وجهات نظر طرفي النزاع، حيث يبقى المغرب متمسكا بمقترح الحكم الذاتي الذي ترفضه البوليساريو كخيار أوحد، وتطالب بتمكين حق تقرير مصير الشعب الصحراوي عبر تنظيم استفتاء يطرح ثلاثة خيارات هي ضم الصحراء الغربية إلى المملكة المغربية، الحكم الذاتي والاستقلال التام.
