أعلن رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، محمد الحسن ولد الددو، أن المعتقلين السلفيين في موريتانيا تبرأوا من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ومن العنف بجميع أشكاله، مؤكدا أن الغالبية العظمى من السجناء أعلنوا توبتهم من القتل ومن كل الأعمال التي اقترفوها، وتعهدوا بألا يعودوا إلى مثلها وبألا يحملوا السلاح لا على مسلم ولا على كافر. وقال، أمس، الحسن ولد الددو إن الحوار مع عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي المعتقلين في سجون موريتانيا أسفر عن توقيع 68 سجينا من بين سبعين على تعهد بترك أفكار العنف وعدم حمل السلاح، مشيرا إلى أن موريتانيا ماضية في تطهير أراضيها من التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة في المغرب الإسلامي ومن جميع أعمال العنف، داعيا السلطات العمومية إلى مواصلة سياسة الحوار في التعاطي مع المتشددين، وإلى تعجيل إطلاق سراح الأبرياء منهم ومحاكمة الآخرين والعفو عنهم. وأوضح رئيس مركز تكوين العلماء أن الحوار مع المعتقلين تناول قضايا التكفير والولاء وتواجد غير المسلمين في بلاد المسلمين، بهدف إظهار براءة الإسلام من الأفكار المنحرفة، كالتكفير والاعتداء وحمل السلاح في بلاد المسلمين، الى جانب تجنيب البلاد مشكلات أمنية أصبحت تعرقل التنمية وتشجع على التدخل العسكري الغربي في المنطقة. ويذكر المتتبعون للشأن الأمني وتنظيم القاعدة العالمي أن التجربة الجزائرية في مواجهة الإرهاب والتنظيمات المسلحة المتشددة أصبحت قاعدة ترتكز عليها مختلف دول العالم التي تعاني من الجماعات المتطرفة، وذلك بعد أن حققت سياسة المصالحة الوطنية والحوار التي اعتمدتها الجزائر نتائج جد إيجابية في بسط السلم والاستقرار وأنهت أزمة أمنية فاقت العشر سنوات. وفي هذا السياق، انتدبت السلطات الموريتانية في إطار محاربة أفكار تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، 19 عالما وإماما برئاسة العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو، لمحاورة معتقلين ينتسبون للتنظيم الإرهابي، فيما انتدب المعتقلون 12 نقيبا عنهم للتشاور والتحاور في اتجاه تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة وتبرئة ذممهم من الأفعال المشينة لتنظيم دروكدال التي تسيء للإسلام وشعوب المنطقة.